منتدى الأميرة
افلام عربى افلام اجنبى افلام هندى افلام اكشن افلام رومانسيه برامج الحمايه برامج المديا برامج التصميم برامج الصور العاب بنات العاب حربيه العاب بلاىستيشن العاب اكشن العاب زكاء اخبار رياضيه اخبار الأهلى
منتدى الأميرة
افلام عربى افلام اجنبى افلام هندى افلام اكشن افلام رومانسيه برامج الحمايه برامج المديا برامج التصميم برامج الصور العاب بنات العاب حربيه العاب بلاىستيشن العاب اكشن العاب زكاء اخبار رياضيه اخبار الأهلى
منتدى الأميرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


افلام عربى, افلام اجنبى, افلام هندى, افلام اكشن, افلام رومانسيه, برامج الحمايه, برامج المديا, برامج التصميم, برامج الصور ,العاب بنات ,العاب حربيه , العاب بلاىستيشن, العاب اكشن, العاب زكاء, اخبار رياضيه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول


 

 المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أنفاااااس

أنفاااااس


ذكر
عدد المساهمات : 310
نقاط : 732
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)   المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Emptyالخميس يوليو 15, 2010 3:32 pm


مصر التى فى خاطرى وفى دمى هى التى دائما ما تنتفض لنجدة الأمة فا إذا أعتلت أعتل قلب الأمه .لذلك هؤلاء المتواطئون أقول لهم سلاما ..سوف تنهاروا كما أنهارت ممالك الأندلس
هل سمعتم مرة ان مصر حين احتلت حررتها دولة من الدول العربية او اتاها جيش من الشام أو مراكش او اليمن فحررها…؟؟؟
لاكن عندما تقع الأمه تنتفض مصر لنجدتها هذا هو التاريخ كما كتب فى المراجع والكتب لذلك!!!
لا عجب ان تطاول عصابات الفرس فتلعن وتسب الصحابة والمبشرين
لا عجب ان يتطاول البعض فى بلاد الشام على مصر وهم أقذام أمام اليهود
لا عجب أن يسترزق الفلسطينى من مأساته ويتعدى على مصر ويغير الحقائق لصالح نفسه ويبيع قضيته
لاعجب أن تظهرت جماعات فى العراق تقول بان هناك قرأن اخر..غير قرأن محمد
لا عجب ان غزانا الروم والأمريكان ووجدوا من يتواطأ معهم من باقى الامارات والممالك المتفرقة فى الخليج …والقبائل التى أصبحت دول وممالك الآن
لذلك للتأكد وعدم الأعتراض أقرأ التاريخ بصورة صحيحة هذا الكلام للعقلاء فقط
فلا تندم أخى العربى فا أنت الذى فعلت كل هذا بنفسك ولا يطلب منك غير أن تكون مع نفسك ولا تطاول على مصر وشعبها لا بالأسم ولا بالأشارة
وكفا المؤمنين شر القتال ..هذه صورة حقيقية للوضع الآن وأتمنى ألا ندفن رؤسنا فى الرمال …و نعترف بالحقيقة
أو نقف دقيقة صمت على أمتنا


قصة رجال عاهدوا الله فأيدهم بنصره
منذ (37) عام تقريبا كان المصريين يعيشون ايام سوداء :-
1-ساتر ترابي 20 متر ارتفاع وحقول الغام
2-مائع مائي وانابيب نابالم
3-نقط حصينه (خط بارليف )
4-احتياطي مدرعات ومدفعيه ثقيله علي بعد كيلومترات
5-سلاح طيران حديث ومدرب
6- اجهزه تجسس واعاقه وشوشره وتكنولوجيا متطوره
7-علي الجانب الاخر شعب منكسر ومحبط خارج من نكسه
ماذا فعل المصريين…؟
قامو باخطر خطوه وهي استبعاد اهل الثقه والاستعانه باهل الخبره و بتجزيئ هذه المشاكل ودراستها ودفعوا الدم والعرق والمال للبحث عن حلول لهذه المشاكل وكانت حرب التحرير 73 :-
1-جربوا كل انواع الاسلحه لهدم الساتر الترابى وكانت هناك فكره رائعه لضابط مصري وهي هدم الساتر الترابي باستعمال مضخات المياه
2-تعطيل مدرعات العدوا التي سوف تتحرك لانقاذ النقط الحصينه لعدت ساعات حتي تتمكن قواتنا من اقامه كباري لعبور قواتنا وذلك عن طريق ابطال وشهدا لايعودون
3-النقط الحصينه (خط بارليف ) تم شل تأثيره ب2000 مدفع تقريبا وسد وتعطيل انابيب النالم
4- لايوجد لدينا قمر صناعي فتم الاستعانه بمجموعات استطلاع خلف خطوط العدوا استمروا حتي فبراير في ارسال المعلومات
5- اجهزه تجسس وتكنولوجيا متطوره تم عمل خطه خداع رائعه بكل المقايس
6-درس رائع في اعلان الصراحه في الرأي في سبيل الله والوطن
7- واشياء اخري كثيره جميله ورائعه مثل (معركه المزرعه الصينيه وصمود حصار كبريت) نتمني ان يجود الزمان بمثلها مره اخري.
ولا شىء بعيد عن الله


الجانب المصري
(الاستراتيجية العسكرية، وتجهيز مسرح العمليات، وخطة الهجوم "العملية بدر")
كان التخطيط المصري للعمليات، لبدء الحرب، يهدف إلى إهدار نظرية الأمن الإسرائيلية (الحدود الآمنة)، وتقويض أسس استراتيجيتها العسكرية. وفي ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمر بها الدولة المصرية، والتعقيدات السياسية المعقدة، التي تثيرها إسرائيل بمساندة أمريكية، والأوضاع العسكرية بعد الهزيمة، خُطِطّْ للحرب، على أنها "حرب محلية شاملة، تستخدم فيها الأسلحة التقليدية فقط. ذات أهداف استراتيجية، تقلب الموازين في المنطقة، وتتحدى نظرية الأمن الإسرائيلية ودعائمها الاستراتيجية. تمتد لفترة من الزمن، لتتيح للطاقات العربية الأخرى التدخل، وأهمها تشكيل موقف عربي موحد، واحتمال استخدام البترول كسلاح سياسي، حتى تفرض ثقلها على نتائج الحرب".
الاستراتيجية العسكرية المصرية:

لتحقيق اهدار نظرية الأمن الإسرائيلية، وتقويض الاستراتيجية العسكرية لإسرائيل، فإن الهدف الاستراتيجي هو "تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي، بالقيام بعملية هجومية، يكون من ضمن أهدافها العمل على تحرير الأرض المحتلة، على مراحل متتالية، حسب نمو وتطور امكانات وقدرات القوات المسلحة، وتكبيد العدو الإسرائيلي أكبر خسائر ممكنة في الأفراد والأسلحة، حتى يقتنع بأن استمراره في احتلال الأرض المصرية (في سيناء) يكلفه ثمناً باهظاً، لا يتحمله".
أسس بناء الاستراتيجية المصرية:
الدروس المستفادة، من حرب يونيه 1967
وأهمها ضرورة الإعداد السياسي للحرب، وتحقيق عزلة سياسية لإسرائيل قبل بدء الحرب. كذلك كان من المهم أن لا تكلف القيادة السياسية، القوات المسلحة بعمل عسكري أكبر من قدراتها.
تحدي نظرية الأمن الإسرائيلي، وذلك بالتغلب على الردع النفسي والسياسي والعسكري الذي تشكله تلك النظرية، والتي تعتمد على الاحتفاظ بالحدود الآمنة ـ من وجهة نظر إسرائيل.
كسرت حرب الاستنزاف، وما تم خلالها من اشتباكات وعبور واغارات، حاجز الردع النفسي لدى الضباط والجنود، والقيادات التي خططت وأدارت تلك العمليات. وكسرت القيادة السياسية حاجز الردع السياسي بإتخاذها قرار الحرب الذي كانت القيادة الإسرائيلية، تشيع بأنه "لا يوجد زعيم عربي لديه الشجاعة لإتخاذ قرار بالحرب"، الخطوة التالية كانت بإتخاذ القيادة العسكرية قرار القيام بعملية هجومية شاملة، وليس حرب استنزاف أو معارك محدودة، كاسرة حاجز الردع العسكري، بعدم قدرة القوات المسلحة العربية وقادتها على خوض عمليات حربية كبيرة.

كان تحدي الحدود الآمنة، هو أكبر التحديات للنظرية الإسرائيلية والتي تعتمد على بناء قوات إسرائيلية شرق القناة في خطوطها الدفاعية المحصنة، والاحتفاظ بسيطرة كاملة على منطقة شرم الشيخ، لضمان مرور سفنها من مضيق تيران في خليج العقبة.
وكانت إسرائيل تعتمد لتحقيق نظريتها للحدود الآمنة، على:
أ. دفاعات قوية على الضفة الشرقية للقناة (خط بارليف الحصين).
ب. قوات جوية متفوقة كما ونوعاً تحقق سيطرة جوية تامة.
ج. وجود عسكري قوي في شرم الشيخ.
د. حرب خاطفة، شرسة، قصيرة.
هـ. إدارة عمليات حربية، ناجحة على جبهة واحدة.
و. نظام معلومات متكامل، وإستخبارات قوية، تمكنها من القيام بضربة اجهاض، وتهئ لها فرصة كافية للتعبئة.
وكفل التخطيط المصري التغلب على نقاط ارتكاز نظرية الحدود الآمنة، كالآتي:
أ. تخصيص قوات مدربة جيداً للعمل كعناصر "عاصفة" للإستيلاء على حصون خط بارليف.
ب. إنشاء شبكة صواريخ أرض / جو قوية، متكاملة (حائط صواريخ) ضمن نظام دفاع جوي متكامل يحير الطيران الإسرائيلي ويشل فاعليته.
ج. فرض السيطرة على المداخل البعيدة للبحار في المنطقة، بواسطة قطع البحرية المصرية العاملة في أعالي البحار، بعيداً عن السيطرة الجوية الإسرائيلية، وذلك بقفل مضيق باب المندب (المدخل الجنوبي للبحر الأحمر) بواسطة مجموعة قتال من البحرية المصرية مكونة من مدمرات وغواصات يمكنها البقاء في منطقة العمل لفترة طويلة.
د. التخطيط لإطالة زمن الحرب، والتوتر لفترة طويلة، تؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي، والحياة العامة بالدولة الإسرائيلية.
هـ. التنسيق مع الجبهات العربية الأخرى (خاصة سورية) لبدء القتال في توقيت واحد، وبقوة تشتت مجهود القوات الإسرائيلية، وتربك قياداته.
و. التخطيط لخطة خداع دقيقة، تضلل الاستخبارات الإسرائيلية، إما بعدم حصولها على المعلومات، أو تسريب معلومات مضللة، يصعب كشف خطئها.
إعداد الدولة للحرب
وقد بذلت جهود ضخمة، اشترك فيها معظم أجهزة وقطاعات الدولة. وقد أنشئ فرع خاص، لإعداد الدولة للحرب، في هيئة العمليات بالقوات المسلحة المصرية، كما وضعت كل وزارة خطتها لإعداد القطاعات التابعة لها، وأسلوب تعبئة جهودها أثناء الحرب بالتنسيق مع فرع إعداد الدولة للحرب.
كانت أهم الموضوعات لإعداد الدولة للحرب هي:

أ. توفير مخزون وقود كافي للقوات والدولة خلال الحرب.
ب. تأمين السدود والمنشآت الهندسية على المجاري المائية (نهر النيل وفروعه) خاصة خزان أسوان، والسد العالي.
ج. تأمين الإمداد بالطاقة الكهربية.
د. تأمين طائرات ومكاتب شركة مصر للطيران، وأسلوب عملها أثناء الحرب.

1. حجم القوات الإسرائيلية بصفة عامة
استطاعت إسرائيل الحصول على كم كبير من الأسلحة والمعدات والأجهزة المتقدمة، بعد انتهاء حرب يونيه 1967، لتطوير قواتها، وزيادة حجمها، لتستوعب المساحات الجديدة، الكبيرة التي احتلتها في تلك الحرب.
كانت الأسلحة الأمريكية، تمثل العمود الفقري لتسليح القوات الإسرائيلية، خاصة القوات الجوية، والتي حصلت على أحدث وأقوى طائرات العصر الأمريكية وهما الفانتوم F – 4 ، السكاي هوك، وكذلك القوات المدرعة والتي حصلت على دبابات أمريكية طراز باتون M – 48 ،m- 60 الأكثر تقدماً، وعناصر الحرب الإلكترونية التي حصلت على أجهزة تنصت وإعاقة عالية التقنية، منها طائرة استطلاع إلكترونية متقدمة للغاية، علاوة على الصواريخ جو / جو، جو / أرض الموجهة والمتفوقة في المدى.
أعادت إسرائيل تنظيم قواتها، وتسليحها، منذ نهاية حرب 1967، وحتى بدء الحرب في 6 أكتوبر 1973، كما زادت من حجمها، بما يتفق مع تصور المخطط الإسرائيلي للصراع المنتظر، وقد بلغ حجم القوات الإسرائيلي (قوات عاملة، واحتياطية يتم تعبئتها خلال ثلاثة أيام):
أ. القوات البرية
(1) 5 قيادة مجموعة عمليات.
(2) 10 لواء مدرع.
(3) 6 كتائب دبابات مستقلة.
(4) 19 لواء مشاة آلي.
(5) 2 لواء مشاة.
(6) 3 لواء مظلي.
(7) 22 كتيبة ناحال.
(المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) 56562 45 كتيبة مدفعية ميدان ومتوسطة وهاون.
(9) 12 كتيبة مدفعية مضادة للدبابات.
(10) 3 كتيبة صواريخ مضادة للدبابات.

يصل إجمالي القطع الرئيسية في هذا الحجم من القوات إلى:
حوالي 2350 دبابة قتال متوسطة، 1593 مدفع ميدان وهاون، 906 قطعة مضادة للدبابات.

ب. القوات الجوية
777 طائرة متنوعة، منها 457 طائرة مقاتلة، مقاتلة قاذفة.
ج. قوات الدفاع الجوي (تحت قيادة القوات الجوية)
(1) 13 موقع صواريخ أرض / جو طراز هوك.
(2) 15 ـ 20 كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، متنوعة الأعيرة.

(هذا بخلاف كتائب وحدات القوات البرية بواقع كتيبة لكل لواء ولكل قيادة فرقة أي ما يعادل 36 كتيبة).
د. القوات البحرية
77 قطعة متنوعة، منها 3 سفن ابرار بحري، 3 غواصة، 14 زورق صواريخ سطح / سطح، 9 زورق طوربيد.
2. حجم القوات الإسرائيلية أمام الجبهة المصرية:
أ. القوات المكلفة بالدفاع عن شمال سيناء
المجموعة 252 عمليات، المكونة من 4 لواء مدرع، لواء مشاه آلي، لواء مشاه، كتيبة نحال (للدفاع عن المناطق الحيوية). بالإضافة إلى أسلحة دعم مكونة من 3 كتيبة مدفعية، 3 كتيبة هاون ثقيل، وكتيبة مقذوفات مضادة للدبابات، وعناصر ادارية وفنية.
توزع على ثلاث أنساق:
(1) النسق الأول العملياتي: لواء مشاه، لواء مدرع، كتيبة ناحال موزعة في النقط القوية، والاحتياطات القريبة (حتى 5 كم).
(2) النسق الثاني العملياتي: 2 لواء مدرع موزعة بالكتائب، في عمق سيناء على تقاطعات الطرق الهامة.
(3) الاحتياطي العملياتي، لواء مشاه آلي في رفح، ولواء مدرع في تمادا (بعد التعبئة).
يصل إجمالي القطع الرئيسية في هذا الحجم من القوات إلى: حوالي 491 دبابة قتال متوسطة، 216 مدفع ميدان وهاون، وذلك بعد استكمال التعبئة.
ب. جنوب سيناء
"قوة مارشال" من قدامى المظليين، تكون اللواء 99 مشاه، ولواء مدرع (مكون من 4 كتائب من الدبابات العربية المستولى عليها من الجبهة المصرية والسورية في حرب يونيه 1967، بعد تجهيزها بمدفع 105 ملليمتر المستخدم في القوات المدرعة الإسرائيلية).
ج. حجم القوات الإسرائيلية المكلفة بالقيام بالضربات المضادة على الجبهة المصرية، أو التي تحشد في سيناء في حالة اكتشاف نوايا القوات المصرية للهجوم:
(1) 3 قيادة مجموعة عمليات (تعبأ مع الألوية التابعة لها وتعمل كاحتياطي استراتيجي متمركزة داخل إسرائيل، حتى يتقرر الجب

الإعداد العسكري للحرب
الجانب المصرى ...
كانت آثار نتائج حرب يونيه 1967، قاسية على القوات المسلحة، فقد تفككت الوحدات، وفقدت معظم اسلحتها الرئيسية، واستشهد من أفرادها الكثيرين. وأدى انهيار الروح المعنوية، إلى تدهور مستوى الانضباط العسكري، وهو اساس نجاح الأعمال القتالية، وفقدت القوات المسلحة قدرتها القتالية، وتدنى مستوى التدريب بها، نتيجة لبقاء الجنود لفترة ليست بالقصيرة في اوضاعهم الدفاعية، دون ممارسة تدريب فعلي يحافظ على مستوى الأداء القتالي للقوات.

بتنحية القيادات العسكرية السابقة، تعينت قيادات جديدة، روعي أن تكون افضل تأهيلاً بالعلم العسكري المتطور، حازمة يمكنها اعادة السيطرة على القوات المسلحة، ورفع مستوى انضباطها. لذلك تم إختيار الفريق محمد فوزي، قائداً عاماً (ثم وزيراً للحربية)، وهو معروف بقدرته على فرض الانضباط، لصرامته. وكان قد عمل مديراً للكلية الحربية من قبل، احرز فيها نجاحاً واضحاً بتخريج دفعات من الضباط تميزت بالانضباط العالي. كما عين الفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان، وكان يقود العمليات في الجبهة الأردنية عام 1967، وهو قائد مشهود له في التخطيط للعمليات وادارتها.
لم تكن المناطق غرب القناة معّدة للعمل كمناطق دفاعية مجهزة، لذلك كان لا بد من تجهيز الأرض للدفاع والهجوم، تحت سمع وبصر العدو على الضفة الشرقية، وهو ما يزيد من صعوبة الأمر. كما أن مواضيع عبور الموانع المائية واقتحامها، لم تكن من اهتمامات القوات المسلحة المصرية من قبل، وكان هناك القليل من العمليات في الحروب القديمة والحديثة لاقتحام مانع مائي، يسيطر العدو على ضفته المقابلة في ظروف مختلفة، لا يمكن استخلاص دروس ذات فائدة كاملة منها.
اعادة تنظيم وتسليح القوات المسلحة المصرية:
كان لا بد من اعادة بناء القوات المسلحة المصرية، على أسس سليمة، طبقاً لتصور القيادة للصراع المنتظر مع إسرائيل. ويتطلب ذلك اعادة تنظيم التشكيلات والوحدات، بما يتواءم مع ظروف القتال القادمة، ويتمشى مع مبادئ وأسس العلم العسكري وتطوراته. كما تحتم الظروف والأوضاع العملياتية، أن يتم التنظيم والتسليح، في شكله الجديد، في نفس الوقت، مع تجهيز الدفاعات وتقويتها والتدريب على الأعمال الدفاعية، وهو ما يلقى بعبء مضاعف، ذو جهد مزدوج على القيادات والقوات.
كانت الخطوة الأولى، تقدير حجم القوات المطلوبة، ونوعيتها، والتسليح المناسب لها. ولم يكن ذلك بالأمر السهل، فالدراسة العلمية، قد تتوصل إلى الحجم المثالي من القوات ذات النوعية المناسبة نوعاً وتسليحاً، إلا أن الواقع يضع قيوداً على ذلك، منها، على سبيل المثال، مدة التدريب التي يمكن أن تصبح فيه القوات جاهزة للقتال. كذلك كان لا بد أن يكون ذلك الحجم مناسباً للمهام التي ستكلف بها القوات، في اطار خطة العمليات، التي سيتم القتال بمقتضاها، وهو ما لم يكن قد أُعد بعد.
ادخال العناصر المثقفة بالشعب، كجنود لأول مرة:
في البداية اعيد تنظيم التشكيلات الموجودة فعلاً، حيث تم استكمال النقص في الأسلحة الرئيسية من دبابات ومدافع ومركبات قتال، طبقاً للمتيسر، كما تم إمداد الفرق والألوية بالضباط والجنود من تخصصات مختلفة. وقد رؤى، في ظل العجز الشديد في الأفراد، والذي وصل أحياناً إلى 30 ـ 40% من حجم الوحدات، أن يتم تجنيد المواطنون من خريجي الجامعات، والذين كانوا يعافون من الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، لكونهم من حملة الشهادات العليا فقط، لذلك كان تجنيدهم متعدد الفوائد:
تصحيح الوضع الخطأ، بالتمييز بين أفراد شعب واحد.
زيادة حجم الوعاء التجنيدي بادخال خريجي الجامعات ضمن المطلوبين للتجنيد.
رفع مستوى الأداء بالوحدات المقاتلة، حيث يتميز الجندي ذو المؤهلات العليا بالقدرة العالية على الاستيعاب للأسلحة الحديثة، والأكثر تعقيداً، وبسهولة نسبياً عن زميله من المؤهلات الأدنى، نظراً لما يتمتع به من قاعدة معرفية، لاشك أنها أعلى وأوسع أفقاً من الآخرين.
سرعة إمداد الوحدات المقاتلة بأفراد جدد على مستوى تدريبي مناسب، حيث يتمتع الجندي المؤهلات العليا، بقدرة جيدة على الاستيعاب السريع، ما يقلل من مدة التدريب الأساسية والفنية له.
تقليل الخسائر في المعدات والأسلحة أثناء التدريب، وهو عامل هام، ظهر كنتيجة لانضمام الجنود ذوي المؤهلات العليا، للقوات المسلحة، بقدرتهم على اتباع التعليمات والأساليب الصحيحة لاستخدام وصيانة المعدات والأسلحة، مما قلل من الخسائر في معدات التدريب، في وقت كان الحصول فيه على معدات للقتال أمراً شاقاً.
الاستفادة من بعض ذوي المؤهلات العليا، ممن لديهم شخصية قيادية، للعمل كقادة فصائل، لسد العجز في الضباط، والذي كان متسعاً نتيجة الخسائر الكبيرة بالضباط خلال حربي 1967، الاستنزاف، بالاضافة إلى التوسع في حجم القوات المسلحة.
نتيجة فرعية، أفرزها نظام تجنيد المؤهلات العليا، وهو تأجيل مشكلة البطالة بينهم، حيث كانت الدولة ملتزمة بتعيين خريجي الجامعات، ولم يعد أماكن بالوظائف الحكومية، والقطاع العام، خالية، وأصبح من المفروغ منه أن يبقى خريج الجامعة عاطلاً في انتظار تعيينه سنوات عديدة.
إنشاء وحدات جديدة:

كانت القوات المسلحة، تحتاج إلى عدد جديد من الوحدات التخصصات، كما كانت في حاجة لاستحداث بعض النوعيات الخاصة، لمواجهة ظروف غير شائعة، مثل استغلال المناطق البعيدة عن تعقيدات تسلق الساتر الترابي، واقتحام نقط خط بارليف الحصينة على هذا الساتر، بدفع قوة محدودة للعبور من المسطحات المائية (البحيرات المرة)، بوسائلها الذاتية (باستخدام المركبات البرمائية Amphibious) للعبور سباحة دون حاجة لإنشاء الكباري، التي تحتاج لوقت في انشاؤها، مما يؤخر وجود الأسلحة الرئيسية مثل الدبابات والمدافع، في شرق القناه، لفترة، يمكن لمثل هذه الوحدة البرمائية، القيام بأعمال هجومية، لشغل العدو وجذبه، بعيداً عن أماكن إنشاء الكباري. أو استخدام الوحدة البرمائية في عملية ابرار بحري، على ساحل سيناء الشمالي، أو البحر الأحمر، تربك العدو وتشتت جهوده.
كذلك كان من الضروري التوسع في عناصر المهندسين العسكريين، للقيام بفتح الثغرات في حقول الألغام والعوائق السلكية التي يضعها العدو امام مواقعه ونقطه الحصينة، وهي أحد المهام التقليدية للمهندسين العسكريين. كما كانت الحاجة إلى إنشاء وحدات هندسية جديدة، تكون مهمتها فتح ثغرات في الساتر الترابي، حتى يمكن دفع الدبابات والمدافع المجرورة أو ذاتية الحركة من خلالها.
كان لا بد كذلك، من التوسع في وحدات الحرب الالكترونية، ذات الاجهزة الحديثة، لاعمال التنصت والاعاقة على شبكات العدو للاتصالات اللاسلكية. بالاضافة إلى تطوير وتحسين عناصر تخصصية أخرى، وتدريبها. كما كان كذلك من الضروري التوسع في وحدات الحرب الكيميائية، وعناصر أخرى من التخصصات المختلفة.
أكثر اعمال إنشاء التشكيلات الجديدة مشقة، كانت وحدات الدفاع الجوي، بعد أن فُصِلتْ قيادته من تبعيتها للقوات الجوية، واصبحت القوة الرابعة في القوات المسلحة (والتي كانت تضم القوات البرية ممثلة في القيادات العملياتية للمناطق العسكرية، والقوات البحرية، والقوات الجوية). كانت تلك الوحدات متنوعة، ما بين وحدات تقليدية مسلحة بالمدافع المضادة للطائرات، ووحدات حديثة، تسلح بالصواريخ أرض / جو، وأخرى فنية للرادارات، والاصلاح والمعايرة والضبط للأجهزة الدقيقة التي يستخدمها الدفاع الجوي.
استغرق اعادة بناء قوات الدفاع الجوي، فترة طويلة، فقد كان النقص كبيراً، كما كان نظام الدفاع عن اجواء مصر غير مكتملاً، وأدت نتائج حرب يونيه 1967 إلى عجز كبير في المعدات والأجهزة، فضلاً عن الأفراد، بالاضافة إلى ما استحدث من اجهزة أكثر تقدماً، خلال العمل على استعادة كفاءة تلك الوحدات الحيوية، والتي تعتبر خط الدفاع الأول، والمساندة الأكثر فاعلية لصمود الوحدات المقاتلة في مواقعها الجديدة غرب القناة.
ببداية مراحل الردع، والاستنزاف، والتي بدأت في 8 سبتمبر 1968، واستمرت حتى قبول وقف إطلاق النار، الذي نصت عليه مبادرة روجرز في 7 أغسطس 1970، لجأت القوات الإسرائيلية إلى قواتها الجوية المتفوقة كماً ونوعاً، وتسليحاً وتدريباً وخبرةً.
أُصيبت وحدات الدفاع الجوي، بخسائر كبيرة خلال معارك الاستنزاف، نتيجة لغارات القوات الجوية الإسرائيلية الكثيفة، خاصة في القطاع الشمالي من الجبهة، مما احدث ثغرة واسعة في نظام الدفاع الجوي عن الجبهة، من بور سعيد شمالاً، وحتى الإسماعيلية جنوباً، ومن خلال الثغرة، استطاعت الطائرات الإسرائيلية المرور غرباً إلى الكثافة السكانية، والاهداف الحيوية العديدة حول القاهرة، وفي جنوب مصر.
بلغت أحداث الصراع بين قوات الدفاع الجوي، والطائرات الإسرائيلية، الذروة، عندما أُبرت جواً قوة مدرعة، على الساحل الغربي للبحر الأحمر، بالقرب من بلدة الزعفرانة، واستطاعت تلك القوة الاستيلاء على جهاز ردار سوفيتي الصنع، كان يمكنه في ذلك الموقع كشف التحركات الجوية الإسرائيلية في سيناء مبكراً. وقد أدت تلك العملية، إلى "انهيار تام لنظام الدفاع الجوي عن سماء مصر، والتي اصبحت مفتوحة أمام الطائرات الإسرائيلية دون قيد".
تغلبت على تلك المشكلة الخطيرة، المترتبة على انهيار نظام الدفاع الجوي، باستخدام وحدات دفاع جوي متقدمة، سوفيتية تسليحاً وأفراداً، اعادت لنظام الدفاع الجوي المصري توازنه، وقوته.
انتهزت قيادة قوات الدفاع الجوي المصري، إحجام الإسرائيليون عن دفع طائراتهم للعمق المصري، منذ أن اكتشفوا عمل الطيارين السوفيت ضمن وسائل الدفاع الجوي المصري، لالتقاط الأنفاس، واعادة بناء شبكة دفاع جوي متكاملة العناصر (رادارات كشف وإنذار وتوجيه، طائرات مقاتلة، مدافع مضادة للطائرات، صواريخ أرض جو، نظام مراقبة بالنظر، شبكة مواصلات مؤمنة ومستقرة، مراكز قيادة وسيطرة على كافة المستويات)، وفي نهاية يونيه 1970، عادت شبكة الدفاع الجوي المصري للعمل بكفاءة، وأدت شجاعة الأطقم المصرية لكتائب الصواريخ أرض / جو، وكفاءتهم، وقدراتهم القتالية العالية إلى تساقط الطائرات الإسرائيلية على أرض مصر شرق وغرب القناة بإعداد لم تعهدها القيادة الإسرائيلية، ومهدت تلك الشبكة القوية للدفاع الجوي، والتي استكملت الليلة السابقة لوقف إطلاق النار (7 أغسطس 1970)، حتى عرفت في التاريخ "بحائط الصواريخ المصري".
شمل إنشاء الوحدات الجديدة، عدة فرق مشاة آلية وفرقة مدرعة، وعدة ألوية مشاة آلية ومدرعة مستقلة، ووحدات للدفاع الإقليمي (خصصت لتأمين الأهداف الحيوية بالأراضي المصرية، حتى تتفرغ الوحدات المقاتلة للتدريب على مهامها القتالية)، ووحدات متخصصة بكافة الأسلحة المعاونة والإدارية والفنية. كما أعيد تنظيم المستوى العملياتي، فألغيت قيادة المنطقة الشرقية العسكرية (قيادة الجبهة) وحل مكانها قيادتين لجيشين ميدانيين (الجيش الثاني والجيش الثالث الميداني) وقيادة قطاع بور سعيد العسكري، وقيادة لمنطقة البحر الأحمر العسكرية، بالإضافة إلى المناطق العسكرية الأخرى في باقي أنحاء مصر.
بالمثل، كان هناك مجهود كبير لاعادة تنظيم وتسليح القوات الجوية في ظل موقفها الصعب بعد حرب يونيه 1967، وما فقدته فيها من طائرات، وما تتطلبه المهام الملقاه على عاتقها بعد تلك الحرب، وخلال حرب الاستنزاف، وما سوف تنفذه من مهام قتالية عند بدء معركة التحرير.
كانت القوات البحرية المصرية، هي الأقل خسائراً في حرب يونيه 1967، إلا أن معظم قطعها كانت في حالة فنية متدنية، وقد أدى إغلاق قناة السويس إلى حجز بعض القطع في البحر الأحمر والبعض الآخر في البحر المتوسط. رغم أن إسرائيل إتجهت إلى إستيراد وتصنيع الزوارق السريعة المسلحة بالصواريخ، بعد إغراق مدمرتها ايلات بصواريخ الوزارق المصرية في 21 أكتوبر 1967، إلا أن البحرية المصرية ظلت متفوقة كماً وكيفاً، في الفترة ما بين 1967 ـ 1973. ولم يكن لهذا التفوق معنى في ظل التفوق الجوي الإسرائيلي، إذ تستطيع الطائرات الإسرائيلية، من مطارات متقدمة في شبه جزيرة سيناء، أن تطول القطع البحرية المصرية في أي عمق كانت على السواحل المصرية. لذلك لم تكن القوات البحرية المصرية في حاجة لاعادة تنظيم، على قدر ما كانت في حاجة إلى إسلوب عمل جديد واستخدام مبتكر، للإفادة من ذلك التفوق البحري.
رفع مستوى الأداء القتالي للقوات:
كان تدريب القوات، لرفع مستواها في الأداء، والمحافظة على ذلك المستوى، هو المشكلة الأساسية التي واجهتها القيادة العسكرية المصرية. وإذا كان التاريخ يشهد للفريق فوزي، على حسمه لموضوع التنظيم والارتقاء بالانضباط العسكري للقوات المسلحة المصرية في وقت قصير، فإن التاريخ يشهد كذلك للفريق الشاذلي، على ما أولاه للتدريب من جهد ومثابرة، وإهتمام بأصغر التفاصيل وأدقها، لكل ما يمكن أن تواجهه القوات المصرية عند تنفيذها لمهامها القتالية في الحرب المنتظرة لتحرير سيناء.
استند التدريب القتالي، للقوات المسلحة على عدة أسس، أولها اصرار الجميع قيادات وضباط وجنود على احراز النصر في المعركة القادمة، وهو ما لا يمكن تحقيقه، إلا بالتدريب الشاق المتواصل. ثانيها الاستفادة من أخطاء الماضي في حربيّ 1956، 1967. ثالثها تفرغ القوات المسلحة للتدريب على مهامها فقط وعدم انشغالها بمهام أخرى، مثلما كان في الماضي.
لتحقيق ذلك قامت القيادات المسؤولة عن التخطيط والاشراف على تدريب القوات بعمل الآتي:
رفع مستوى الجنود في استخدام السلاح لدرجة الإحتراف.
تكثيف التدريب العملي، واطالة مدته، ليشمل كافة المواقف التي يمكن أن تتعرض لها أي وحدة مقاتلة أثناء تنفيذها لمهامها نهاراً أو ليلاً وتحت كافة الظروف المحتملة.
تدريب واختيار القيادات، وتثبيتها حتى تزداد خبراتها القيادية، وتحقق تآلف مع المرؤوسين، يساعد في التغلب على الظروف الصعبة والحرجة، أثناء القتال.
اختبار القوات دورياً، مع تصعيد صعوبة المشروعات العملية وتنوعها، للوصول إلى المستوى الحقيقي للقوات.
اقتصار تدريب القوات على كل ما هو ضروري للحرب، بالاضافة إلى تدريبها على مهام مشابهه لمهامها القتالية.
التدريب في مناطق، داخل الأراضي المصرية مشابهه لتلك التي سيدور عليها القتال الحقيقي، وقد أنتقى الخبراء العسكريون منطقة في داخل مصر مشابهه لمنطقة القناة شرقاً وغرباً، ووجود مجرى مائي مشابه لقناة السويس في كثير من الأوجه، وهي منطقة الخطاطبة غرب الدلتا، والتي يخترقها الرياح التوفيقي المماثل في إتساعه وشواطئه لقناة السويس، وإن كان يختلف عنها في الصفات الهيدرومائية.

التخطيط للحرب:
كان التحدي الأول للمخطط العسكري المصري، الإجابة على تساؤل، طالما تردد منذ انتهاء حرب يونيه 1967، هل يتم التخطيط لحرب شاملة حتى تحرير كل سيناء؟ أم لحرب محدودة لتحريك القضية سياسياً، من الجمود الذي أصابها؟. وقد أجابت القيادة السياسية العسكرية على ذلك، بعد عدة مشاورات، ودراسة عميقة لكل الجوانب، وبعد ما وضح من الموقف الأمريكي المساند لإسرائيل دون حدود، والموقف السوفيتي المقيد، أن يتم التخطيط للحرب، على أنها "حرب محلية شاملة، تستخدم فيها الأسلحة التقليدية فقط (والمتاحة لدى القوات المصرية). ويكون لها أهداف إستراتيجية تقلب الموازين في المنطقة، وتتحدى نظرية الأمن الإسرائيلي، ودعائم إستراتيجيتها. وتمتد لفترة من الزمن، تتيح تدخل الطاقات العربية الأخرى، وأهمها تشكيل موقف عربي موحد، وإحتمال إستخدام البترول كسلاح سياسي، حتى تفرض ثقلها على نتائج الحرب". وينسب إلى اللواء محمد عبدالغني الجمسي (وكان رئيساً لهيئة العمليات المصرية) ومن عمل تحت قيادته من ضباط الأركان المصريين، البراعة والدقة التي تم بها التخطيط للحرب، على مستوى عال من الاستفادة بالعلم العسكري والخبرات من التاريخ العسكري.


الاعداد للحرب
الجانب الإسرائيلي(الاستراتيجية العسكرية، وتجهيز مسرح العمليات، وخطط العمليات)

تبني خطة العمليات الحربية، على ضوء دراسة الاستراتيجية العسكرية للخصم، والسياسة والاستراتيجية العسكرية للدولة، مع الوضع في الاعتبار طبيعة مسرح العمليات، والقوات المتيسرة وقدراتها، والقوات الحليفة (أو المعاونة على جبهة أو محور آخر، طبقاً للموقف العسكري). وعلى ضوء خطة العمليات الحربية يتم إعداد مسرح العمليات ومحاور العمل عليه، وتتمركز القوات المخصصة للعملية (الفتح الاستراتيجي للقوات)، في أنسب الأوضاع مستعدة لبدء الأعمال القتالية.
الإستراتيجية العسكرية لإسرائيل: (قبل 6 أكتوبر 1973)
كانت سياسة إسرائيل، منذ اعلانها دولة، ترتكز على خطوط رئيسية أربعة:
التوسع الجغرافي التدريجي على حساب الدول العربية المجاورة.
الاحتفاظ بقوة مسلحة متفوقة على الدول العربية، هو الهدف والوسيلة في نفس الوقت.
الارتباط بقوة عظمى أو كبرى، دولياً، كحليف مضمون، يعاونها في تحقيق أهدافها.



عدل سابقا من قبل أنفاااااس في الخميس يوليو 15, 2010 3:51 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنفاااااس

أنفاااااس


ذكر
عدد المساهمات : 310
نقاط : 732
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)   المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Emptyالخميس يوليو 15, 2010 3:34 pm



إضعاف وتبديد الطاقات العربية.
بَنتْ إسرائيل استراتيجيتها العسكرية، على أساس الردع السياسي، والعسكري لمصر، وباقي الدول العربية. لخلق الاحساس لديها بالعجز السياسي، لاتخاذ قرار الحرب، والعجز العسكري للقيام بحرب شاملة، وأنه لا مجال أمامها إلا الرضوخ لشروط إسرائيل، تحت ضغط نتائج الهزيمة التي لحقت بها عام 1967".
لتحقيق ذلك، فإن الاستراتيجية العسكرية لإسرائيل بعد حرب يونيه 1967 اعتمدت على الأسس التالية:
الاحتفاظ بتفوق عسكري، يمنع مصر وسوريه والأردن، من التفكير في شن حرب شاملة ضدها. ويكون أقصى ما يمكن لأي دولة من الثلاث أن تقوم به، استئناف حرب الاستنزاف على جبهتها، والتي تستطيع إسرائيل مواجهتها والتغلب عليها.

الارتباط الوثيق، بالولايات المتحدة الأمريكية، أحد قطبيّ النظام العالمي، والدولة العظمى المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، لما لها من مصالح حيوية فيها، لتصبح الولايات المتحدة الأمريكية، حليف مضموناً لإسرائيل، تعاونها سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، لتستمر في احتلالها للأراضي العربية، وفرض الأمر الواقع، وكذلك مساندة إسرائيل في حالة نشوب حرب.
قدرة الاستخبارات الإسرائيلية، بالتعاون الوثيق مع الاستخبارات الأمريكية، على اكتشاف نوايا العرب لشن حرب شاملة، في وقت مبكر يسمح للقوات الإسرائيلية باحباط تحضيرات الهجوم المنتظر، بضربة وقائية، تعتمد أساساً على تفوق القوات الجوية (أداة الردع، واليد الطولى).
بعد حرب يونيه 1967، ووصول القوات الإسرائيلية إلى عوائق طبيعية على الجبهات الثلاث، أصبحت أوضاعها الاستراتيجية أفضل. وكان تقدير القيادة الإسرائيلية، أن العدو الرئيسي هو القوات المصرية، لذلك يجب استناد دفاعاتها على ضفة قناة السويس الشرقية كعائق طبيعي قوي، واقامة خطوط دفاعية محصنة، متتالية، وسواتر ترابية، ومحاور مناورة، في نظام دفاعي متكامل (أعطاها ذلك النظام الدفاعي القوي، الشعور بمناعته ضد الإختراق من أي هجوم مصري، مهما كبر حجمه).
تحقيقاً لنظرية الحدود الآمنة، التي أعتنقتها وآمنت بها إسرائيل بعد حرب يونيه 1967، كأحد نتائج تلك الحرب، ركزت إسرائيل، جهدها للسيطرة على منطقة شرم الشيخ، لتأمين خطوط مواصلاتها البحرية إلى البحر الأحمر. وسيطرة فكرة الاحتفاظ بشرم الشيخ بدون سلام مع مصر، أفضل من السلام مع مصر بدون شرم الشيخ على فكر القادة في إسرائيل.
من المستبعد، أن تنسق الدول الثلاث ـ مصر وسوريه والأردن ـ جهودهم في حرب شاملة ضد إسرائيل، وهي خبرة مستقاه من الحروب السابقة، لذلك فإن إستراتيجية إسرائيل وضعت على أساس الحرب على كل جبهة على حدة.
طالما مصر غير قادرة على شن هجوم شامل واقتحام قناة السويس وخط بارليف، فإن سوريا والأردن ـ كلٍ على حدة ـ غير قادرة على الهجوم كذلك.
تطوير النظام الدفاعي الإسرائيلي عن سيناء في ضوء استراتيجيتها العسكرية:
بإنتهاء حرب يونيه 1967، أعتقدت القيادة العسكرية الإسرائيلية، أن القوات المصرية، التي انسحبت إلى غرب القناة، لن تستطيع استعادة قوتها وقدراتها، وروحها القتالية، لذلك اقتصرت دفاعات إسرائيل، على خط من نقاط المراقبة على طول القناة، مع تجميع للقوات في الخلف، ولم تجهز القوات الإسرائيلية، دفاعات جيدة.
عندما استشعرت القيادة العسكرية الإسرائيلية، تماسك القوات المصرية، وسرعة إعادة بناءها وتنظيمها، بدأت في دعم دفاعاتها شرق القناة، فدعمت نقاط المراقبة بوسائل نيران قوية، وأمنّت المنطقة غرب المضايق الجبلية، وقسمت قواتها إلى احتياطيات متدرجة في القوة والعمق.
مع بدء تصعيد القوات المصرية للاشتباكات بالمدفعية ـ خلال حرب الاستنزاف ـ جهزت إسرائيل حفر لجميع مركباتها وأسلحتها، وكذلك حفر تبادلية، وأخرى هيكلية. وأنشأت حقول ألغام صغيرة الحجم في بعض المناطق، وأسلاك شائكة في مواقع أخرى.
حتى تمنع، إسرائيل، نقاط مراقبة القوات المصرية، من رصد تحركات قواتها في العمق والإبلاغ عنها، قامت برفع الساتر الترابي المتخلف عن أعمال تطهير قناة السويس المستمرة.

مع تطور حجم وتسليح القوات المصرية، غرب القناة، والتي كانت إسرائيل ترصده جيداً، بكافة وسائل الاستخبارات، بدأت القوات الإسرائيلية في دعم دفاعاتها شرق القناة. رفعت إسرائيل الساتر الترابي أكثر، وأقامت عدة نقط قوية مجهزة هندسياً فوقه، على نهايات المحاور الرئيسية، والمحتمل حدوث عبور منها، طبقاً لدراستها للأرض. كما زادت من حجم قواتها في النقط القوية وزادت من عدد ونوع الأسلحة في الدشم. كلفت الدوريات الخفيفة بالربط بين النقط القوية، وأقامت حولها نطاقات من الأسلاك الشائكة، وزادت من كثافة الألغام في الحقول حولها. وأطلقت على هذا الخط اسم "خط بارليف الحصين".
مع تطور الاشتباكات، وعبور قوات مصرية للشرق في عمليات الإغارة، خلال حرب الاستنزاف (مرحلة الردع)، كثفت إسرائيل من الداوريات، وأصبحت بعناصر آلية ومدرعة، كما غطت المواجهة بالكامل بالداوريات الراكبة والطائرة (بواسطة الطائرات العمودية) في توقيتات غير منتظمة، وجهزت كمائن ونقط تفتيش بالقرب من تقاطعات الطرق والمحاور الطولية والعرضية، على أعماق مختلفة، للتصدي للتسلل.
تحسباً لقيام القوات المصرية بعبور بحجم أكبر من القوات (كان من المتوقع أن يصل إلى لواء كامل مدعم)، جهزت إسرائيل خطوط دفاعية متتالية في العمق حتى المضايق (رمانة ـ أم مرجم ـ مضيق الجدي ـ ممر متلا).
تجهيز مسرح العمليات في الجانب الإسرائيلي (شبه جزيرة سيناء):
منذ أن وصلت القوات الإسرائيلية، إلى الضفة الشرقية للقناة، وهي تعمل على زيادة صعوبة اقتحامها، من قبل المصريين. لذلك أزاحت ناتج التطهير والتوسيع حتى حافة القناة مباشرة، وزادت من ارتفاعه حتى 20 متر، بزاوية ميل حادة (حوالي 45 درجة) ليصعب تسلقه. وأنشأت على الساتر الترابي ملاجئ رماية للدبابات (مصاطب) على مسافات متقاربة (100 ـ 400 متر) بحيث يمكن للدبابات الإشتباك منها دون أن يظهر سوى البرج والمدفع فقط.
في باطن الساتر الترابي، وعلى المحاور الهامة، المنتظر إقتراب القوات المهاجمة عليها، أنشأت إسرائيل، نقطها الحصينة، والتي بلغت 22 موقعاً مكونة من 35 نقطة حصينة، مساحة كل منها 4000 متر مربع، ويحتل كل نقطه فصيلة مشاة مدعمة بعدة أنواع من الأسلحة حسب أهمية النقطة، بينما كان الموقع مكون من 1 ـ 3 نقطة قوية، أي تحتله حتى سرية مشاة (عدا فصيلة)، وكانت الدشم في النقطة الحصينة، يمكنها تحمل القنابل الثقيلة حتى 1000 رطل كما كانت محاطة بعدة نطاقات من الأسلاك الشائكة بينها حقل ألغام مضاد للدبابات والأفراد (في المواجهة). كما جهزت بعض النقاط بمستودعات ملئت بالوقود السائل، وبوسيلة اشعال، لغمر سطح القناة باللهب.
كانت المواقع الدفاعية الإسرائيلية مكونة من أربعة خطوط على مسافات مختلفة:
الخط الأول هو خط بارليف الحصين، على حافة القناة مباشرة.
الخط الثاني على مسافة 300 ـ 500 متر من الخط الأول، وجهزت مواقعه الدفاعية على الاتجاهات الأكثر صلاحية لعبور القناة، وخصص له وحدات مدرعة، تركزت خلفه.
الخط الثالث على مسافة 3 ـ 5 كم من الخط الأول، على بعض الاتجاهات الأكثر أهمية فقط، وعلى أجناب الطرق الرئيسة المؤدية للأهداف الهامة في العمق.
الخط الرابع على مخارج المضايق الجبلية من الغرب، للتمسك بها، ومنع القوات المهاجمة من عبور المضايق إلى الشرق، حيث الأرض المفتوحة وسط سيناء.
للتغلب على طبيعة الأرض المفتوحة شرق القناة، أنشأت إسرائيل هيئات صناعية من التلال للسيطرة على الأرض، أو سواتر صناعية لاخفاء تحركات قواتها الآتية من العمق إلى الغرب. وجُهِزَتْ لتحتلها الدبابات، لصد الدبابات المهاجمة، وستر قوات الهجوم المضاد الإسرائيلية. كما جهزت مناطق تجمع في العمق لتمركز الإحتياطيات العملياتية والإستراتيجية، وأسلحة الدفاع الجوي والمدفعيات، والأسلحة المضادة للدبابات.
أنشأت إسرائيل شبكة ضخمة من الطرق المعبدة والممهدة، الطولية والعرضية، وعلى أجناب المناطق الجبلية، وداخل الممرات والمضايق، لخدمة خطتها الدفاعية، والهجومية كذلك، وتأمين الإمدادات الإدارية، والمناورة بالقوات والأسلحة، من محور لآخر، حسب تطور أعمال القتال. كذلك كانت شبكة الطرق، تربط بين مرابض النيران المجهزة للمدفعية، الرئيسية منها والتبادلية، والتي بلغت 240 موقع مجهز.
وفي عمق سيناء، جهزت 8 مطارات وأراض هبوط، لاستخدام القوات الجوية الإسرائيلية، وأحيطت بمواقع لصواريخ الدفاع الجوي، ومحطات الرادار، ومراكز القيادة الرئيسية والتبادلية.
خطط العمليات الإسرائيلية واحتمالاتها:
اعتنقت إسرائيل، بعد حرب يونيه 1967، نظرية الحدود الآمنة، بارتكاز دفاعاتها على عوائق طبيعية. لذلك تحولت من عقيدتها السابقة بالعمل التعرضي وسرعة نقل القتال خارج أراضيها، إلى الدفاع المتحرك، بقوة صغيرة واحتياطيات كبيرة، في العمق، لتدمير القوات المهاجمة، أمام العائق الطبيعي، وفي عمق الأراضي المحتلة في يونيه 1967، وبعيداً عن الأرض الإسرائيلية قبل يونيه 1967.
هدف الخطة الإسرائيلية الدفاعية:
هدفت إسرائيل، من خطتها الدفاعية على جبهتها الجنوبية (جبهة قناة السويس)، منع القوات المصرية من عبور قناة السويس، وتدمير القوات المهاجمة في مناطقها غرب القناة، وأثناء العبور، وعلى الساتر الترابي، أمام خط بارليف (الحد الأمامي للدفاعات الإسرائيلية)، والتمسك بالمواقع الدفاعية شرق القناة لأطول مدة ممكنة، بالقوات المتيسرة لاتاحة الفرصة للقيادة السياسية والعسكرية لاتخاذ قرار الحرب، واعلان التعبئة العامة، وحشد القوات ودفعها لمناطق عملها. ويعتبر خط المضايق الجبلية الغربية بسيناء، هو الخط الغير مسموح باختراقه. على أن تنفذ عمليات تعرضية مخططة عند اكتشاف نية الهجوم لدى القوات المصرية، طبقاً للاحتمالات.
الفكرة الاستراتيجية / العملياتية للدفاع الإسرائيلي عن سيناء:
تركز القوات الإسرائيلية جهودها الدفاعية الرئيسية على الجبهة الجنوبية (جبهة قناة السويس)، وتكثف جهود الإستطلاع والإستخبارات للحصول على المعلومات الدقيقة عن حجم القوات المصرية وأوضاعها ونواياها، على هذه الجبهة.
تحتل القوات الإسرائيلية ـ في الأحوال العادية ـ النقط الحصينة بأقل قدر مناسب من القوات لتأمين الدفاع. مركزه جهودها على الاتجاهات الرئيسية، والمناطق المحتملة لعبور القوات المصرية. والاحتفاظ بقوات احتياطية مدرعة وآلية على مسافات مختلفة، وأحجام مختلفة (سرايا وكتائب ولواء) لتنفيذ الهجمات والضربات المضادة ضد القوات المصرية التي تنجح في الوصول إلى شرق القناة، أو اختراق المواقع الدفاعية المتتالية، لتستعيد قوات الهجوم المضاد الموقف حتى الحد الأمامي للدفاع (خط بارليف)، أو تهيئ أنسب الظروف القتالية لتدخل احتياطيات عملياتية واستراتيجية بحجم أكبر في عمليات هجوم رئيسية. مع استمرار نشاط الداوريات واجراءات التأمين على الحد الأمامي وفي عمق سيناء، ضد أعمال التسلل والنشاط الفدائي.
عند إكتشاف القوات الإسرائيلية، لنية الهجوم لدى القوات المصرية، تبادر القوات الإسرائيلية، لانتزاع المبادئه، وتوجيه أعمال مضادة لإجهاض التحضيرات المصرية للهجوم، مع رفع درجات الإستعداد، وإجراءات التعبئة، والفتح العملياتي للإحتياطيات الإسرائيلية، إستعداداً لتطوير القتال غرباً، طبقاً للموقف. تنفذ الخطط في تعاون وثيق مع نيران مركزة ومخططة للمدفعية، وفي ظل سيطرة جوية وحماية وسائل الدفاع الجوي والمقاتلات الإعتراضية.
عند التنسيق المشترك للعرب للقيام بأعمال هجومية شاملة، يتم القضاء على الموقف الأكثر خطورة، والذي يهدد أمن الأراضي الإسرائيلية، مع تثبيت باقي الجبهات، وينقل الجهد الرئيسي للقتال بالتتالي من جبهة لأخرى بسرعة وحسم.
تعتبر جنوب سيناء، في كل الأحوال محور ثانوي، لذلك يتم تأمينها، بقوات محدودة تحتل النقط والمناطق الحيوية، ويربط بينها بداوريات، ويسيطر على المناطق الهامة بكمائن، مع الاعتماد على الإسقاط المظلي والإبرار الجوي والبحري، لاستعادة الموقف والقضاء على القوات المصرية التي قد تنجح في الوصول إلى جنوب سيناء. تركز الجهود الدفاعية في جنوب سيناء، للإحتفاظ بشرم الشيخ.
احتمالات الخطة الدفاعية الإسرائيلية عن سيناء:
تصور نجاح القوات المصرية في عبور قناة السويس على المواجهة بالكامل، مع تحقيق نجاح على المحاور الرئيسية (الأوسط والشمالي)، أي عدم إكتشاف نية وتحضيرات الهجوم المصرية. في هذه الحالة تصد قوات الدفاع المحدودة، الموجودة في المواقع الدفاعية الهجوم المصري وتمنعه من الوصول للساتر الترابي، بالتعاون مع نيران المدفعية والقوات الجوية. وتهئ الظروف المناسبة لتعبئة الاحتياط واجراء الفتح العملياتي لثلاث مجموعات عمليات، كلٍ من لوائي مدرعات، ولواء مشاة آلية، وتدفع مجموعة على كل اتجاه عملياتي (الشمالي، والأوسط، والجنوبي) لصد وتدمير الهجوم المصري. تطور المجموعات الثلاث النجاح ـ طبقاً للموقف ـ وتعبر القناة غرباً، وتستولى على خط بعمق 30 كم غرب القناة وتؤمنة. مع الاحتفاظ بالسيطرة الجوية طوال العمليات.
إذا إكتشفت إسرائيل نوايا القوات المصرية للهجوم، توجه ضربة جوية مركزة وقصف بالمدفعية بعيدة المدى ضد وسائل الدفاع الجوي والقواعد الجوية والأهداف الحيوية للحصول على السيطرة الجوية. وترفع درجة إستعداد قوات الدفاع عن سيناء لتحتل النقط القوية والمواقع الدفاعية، مع استدعاء الاحتياط وتعبئة القوات واجراء الفتح العمليات للقوات. تقوم قوات خاصة بشن هجمات في العمق ضد أهداف مختارة. وبنجاح الضربات الجوية يتم العبور غرباً بقوة لواء ضد دفاعات بورسعيد من الشرق والجنوب، واقتحام قناة السويس بقوة لواء مشاة ولواء مدرع، مع استغلال المسطحات المائية، والوصول إلى غرب القناة، خلف القوات المصرية، وتصفيتها. كما يتم إبرار جوي وبحري للواء مظلي أو مشاة مدعمه بالدبابات في منطقة بير عديب ـ وادي بدع (أو رأس غارب، أو الزعفرانة). تتم كل العمليات تحت سيطرة جوية وتأمين الساحل بالقوات البحرية.
قد تتخذ القوات الإسرائيلية المبادأة، في ظل ظروف دولية مواتية، للقيام بأعمال هجومية، لتحقيق أهداف سياسية لارغام مصر على قبول الشروط الإسرائيلية للتفاوض وعقد اتفاقيات معها، وذلك بتوجيه ضربة جوية شاملة مفاجئة، لتدمير شبكة الدفاع الجوي المصرية، وتكبيد القوات الجوية المصرية خسائر جسيمة، ثم التحول لتدمير القوات البرية والبحرية المصرية، وقصف العمق المصري والأهداف الاقتصادية والحيوية، لشل القدرة العسكرية المصرية، وإحداث ضغط شعبي داخلي. قد يستغل نجاح الضربة الجوية الإسرائيلية، لتصعيد العمليات، واقتحام قناة السويس، والوصول للمنطقة الخلفية للجبهة المصرية وتصفيتها، والاستيلاء على الضفة الغربية للقناة بالكامل، وتأمينها، والإستعداد لاعادة فتح القناة للملاحة الدولية، حسب الموقف.

الإعداد السياسي للحرب
لم يكن وقف القتال بين أطراف الجولة العربية الإسرائيلية الثالثة (يونيه 1967) هو نهاية الحرب بينهما. فقد وضح اصرار العرب على تصحيح نتائج تلك الجولة، واستعادة أراضيهم التي احتلت خلالها. ولما كانت قواتهم المسلحة في أوضاع لا تسمح لها بتحقيق تلك الغاية الوطنية، لذلك لجأ العرب إلى المجال السياسي، في محاولة لايجاد مخرج من تلك الأزمة، في اطار الشرعية الدولية، بتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي.

الصراع السياسي مع إسرائيل:
كان على الدول العربية الثلاث، أثر هزيمتهم في حرب يونيه 1967، الإعداد للحرب، سياسياً، استعداداً لجولة جديدة. وكان هدف الإعداد السياسي اكتساب تأييد اقليمي وعالمي، لعدالة قضيتهم في تحرير أراضيهم. ولتحقيق الهدف السياسي، سعى العرب للحصول على قرار من الأمم المتحدة، يدين الإحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، ويطالبها بالانسحاب منها.
كانت مصر أكثر نشاطاً، وفاعلية في التحرك السياسي، على كافة المستويات الخارجية، مستثمرة رصيداً من النفوذ السياسي القديم، لدى معظم دول العالم المستقلة حديثاً، واحتراماً سياسياً لتاريخها القديم، كدولة ذات حضارة عريقة، وتاريخ مجيد.
بدأ الصراع السياسي، لتحقيق الهدف من الإعداد السياسي، عقب وقف إطلاق النار (القرار الرقم 233)، والذي ماطلت إسرائيل في تنفيذه، حتى تستكمل أعمالها القتالية، بالوصول إلى أهدافها النهائية من الحرب بالإستيلاء على خطوط ترتكز على عوائق طبيعية، وهو ما لم تكن قد وصلت إليه على الجبهة السورية بعد.
كان القرار الرقم 233، الذي أصدره مجلس الأمن مساء اليوم الثاني للحرب، في 6 يونيه 1967، قد خلا من أي اشارة لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي العربية التي إحتلتها إبان تلك الحرب.
لم تأت الجهود الذي بذلها مندوبي الدول العربية الثلاث في الأمم المتحدة، بأي نتائج إيجابية، واستمر مجلس الأمن في الإنعقاد لبحث الموقف المتدهور في الشرق الأوسط، حيث كان القتال مازال دائراً في الجبهات الثلاث، ووافق أعضاء مجلس الأمن بالاجماع على مشروع قرار سوفيتي، في 7 يونيه 1967، لوقف اطلاق النار كذلك، لا يختلف كثيراً عن القرار الرقم 233 السابق. وأضاف مشروع قرار أمريكي عُرض يوم 8 يونيه، "المباشرة بمحادثات بمساعدة طرف ثالث، أو بمساعدة الأمم المتحدة" لبحث ترتيبات انسحاب وفصل بين القوات! وطلب مشروع قرار سوفيتي جديد في نفس اليوم (8 يونيه) بانسحاب إسرائيل، ولم يتم التصويت على القرارين.
وافقت الدول الأعضاء بمجلس الأمن أخيراً، على قرار صدر يوم 8 يونيه بالتقيد بايقاف اطلاق النار، والذي لم يكن قد دخل حيز التنفيذ الفعلي إلا مساء يوم 10 يونيه، بعد أن حقق الإسرائيليون هدفهم باحتلال عاصمة الجولان السورية، مدينة القنيطرة الإستراتيجية.
قطع الإتحاد السوفيتي علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، في 10 يونيه 1967، تأييداً للدول العربية، وهو أول مكسب سياسي للعرب، الذين بدأوا صراعاً دولياً سياسياً، للحصول على قرار من المجتمع الدولي ينص على انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة. على الجانب الآخر فإن الإتحاد السوفيتي أنذر إسرائيل والولايات المتحدة، باتخاذ إجراءات منفردة لاجبار إسرائيل على وقف اطلاق النار، بما في ذلك العمل العسكري، وسارع الرئيس الأمريكي جونسون إلى اعطاء أوامره ليقترب الأسطول السادس الأمريكي، العامل في البحر المتوسط، من السواحل الشرقية، حيث سوريا وإسرائيل لمسافة 100 ميل، ثم عاد ليخفضها إلى 50 ميل، وهو ما جعل السوفيت ينتهجون سياسة أكثر اعتدالاً بدت من لهجة رسائلهم في اليوم التالي، ليخسر العرب ما كسبوه، وتستمر إسرائيل في أعمالها القتالية لتحقيق أهدافها من الحرب.
قرار مجلس الأمن الرقم 242:
بعد خمس شهور من المناورات السياسية، تقدمت بريطانيا بمشروع قرار، حصل على موافقة كل الأطراف، وصدر بالاجماع في مجلس الأمن، يوم 22 نوفمبر 1967 (القرار الرقم 242) والذي كان ينص على المبادئ التالية:
انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من أراض محتلة في النزاع الأخير.
انهاء حالة الحرب، والاعتراف بسيادة واستقلال ووحدة أراضي كل دول المنطقة، وبحقها في العيش بسلام، في حدود آمنة ومعترف بها، ومتحررة من التهديد بالعنف، أو استعماله.
ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة.
تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.
ضمان السيادة الإقليمية، والاستغلال السياسي لكل دولة في المنطقة، من خلال تدابير تتضمن إنشاء قطاعات منزوعة السلاح.
كما طالب القرار، أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة ممثلاً خاصاً (مبعوث دولي)، يكلف بمهمة الاتصال بالأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط، ومساعدتها في التوصل إلى اتفاق فيما بينها، يحقق تسوية سلمية مقبولة، مستندة إلى بنود ومبادئ القرار الرقم 242.
رغم نص القرار الرقم 242، على انسحاب القوات الإسرائيلية، إلا أن إسرائيل وحدها، أوجدت تفسيراً مخالفاً للقرار، حيث فسرت كلمة "أراضي"، بأنها غير محددة، لذلك فهي غير ملزمة بالانسحاب. وكانت الدول العربية، وكذلك أعضاء مجلس الأمن، يرون أن كلمة "أراضي"، يقصد بها كل "الأراضي" التي احتلتها القوات الإسرائيلية في تلك الحرب، وهو ما لم تراه إسرائيل، وتمسكت بحرفية الصياغة التي جاءت مبهمة، تحتمل التأويل والاختلاف.
كان القرار 242، بالنسبة للدول العربية، مكسباً سياسياً، رغم ما عاب صياغته من ابهام. فهو يصلح لاتخاذه قاعدة للعمل السياسي، إما باجبارها على تنفيذه طبقاً للمفهوم الحقيقي له، أو كشفها أمام العالم، سياسياً، باعتبارها الرافضة لتنفيذ ارادة المجتمع الدولي.
قبلت مصر قرار مجلس الأمن، القرار الرقم 242، تحت ضغط الموقف العسكري المتدهور، ولحين اعادة بناء قوتها المسلحة، وتنمية قدراتها القتالية. كما أن قبول القرار، يحقق خطوة نحو الهدف السياسي، إذ يوضح المرونة في الموقف السياسي العربي، مقابل التعنت الإسرائيلي، ويؤكد الاستعداد للتوصل لحل سلمي من جانب العرب، رداً على الدعاية الصهيونية، التي تبرز العرب متعطشين للحرب والدمار. من جهة أخرى فإن القرار لم يحقق المطلب الإسرائيلي بالمفاوضات المباشرة مع العرب، وإنما يقرر تعيين ممثل شخصي للأمين العام، كوسيط بين الأطراف المتنازعة، لتنفيذ القرار، ورفع تقرير عن ذلك.
التصعيد العسكري للموقف:
كانت الدفاعات على الجبهة المصرية، غرب القناة، تزداد تجهيزاً، وقوة، تدريجياً. كما أصبحت القوات المدافعة عنها أكثر عدداً، واحسن تدريباً، نسبياً. وهو ما كان يحدث كذلك على الجبهات الأخرى، ورأت مصر أن تُصّعِدْ الموقف عسكرياً، حتى لا يتجمد، فانتقلت إلى مرحلة جديدة، سميت بحرب الاستنزاف، وشاركت الجبهتان الأخريتان فيها كذلك بإشتباكات بالمدفعية، وتسللات للفدائيين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة.
كانت مصر تهدف من التصعيد العسكري المحسوب، استنزاف في القوات الإسرائيلية، وتذكير العالم باستمرار احتلال القوات الإسرائيلية، للأراضي العربية المجاورة، لذلك صعدت من أعمالها من اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية عبر قناة السويس، إلى العبور واقتحام النقط القوية للدفاع الإسرائيلي شرق القناة (خط بارليف) بقوة تدرجت في الحجم من مجموعة أفراد إلى وحدة كاملة بأسلحتها الثقيلة، ومن البقاء عدة دقائق لانهاء الاشتباك مع القوة الإسرائيلية، إلى البقاء يوم كامل (24 ساعة) وإدارة القتال لاقتحام الدفاعات والاستيلاء عليها، ثم احتلالها وصد الهجمات المضادة لاستردادها، وهو ما أفاد جيداً بعد ذلك.
جهود المبعوث الدولي لتنفيذ القرار الرقم 242:
تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الرقم 242، عين الأمين العام للأمم المتحدة، يوثانت U Thant ، السفير جونار يارنج، السويدي الجنسية، ممثلاً شخصياً له في منطقة الشرق الأوسط، للاتصال بدول المنطقة، وتشجيعها على التوصل لاتفاق بينها، في اطار مبادئ ونصوص القرار الرقم 242. على إثر ذلك قام المبعوث الدولي، بعدة رحلات بين الدول الأربعة، والأطراف المعنية.
قام المبعوث الدولي يارنج، بعدة اتصالات بين الأطراف المعنية محاولاً تقريب وجهات النظر، ثم قدم تقريره إلى مجلس الأمن عما تم في المهمة المكلف بها، والتي مرت بمراحل ثلاث من التعنت الإسرائيلي. في المرحلة الأولى، وضح أن لإسرائيل موقف خاص متخذ مسبقاً، بعدم التوصل إلى حل إلا عن طريق المفاوضات المباشرة، وأنها لن تنسحب من الأراضي التي احتلتها، إلا بعد التوصل إلى الحل الذي ترضاه، ورفضت التصريح باستعدادها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 242، واصفة إياه، بإنه مجرد اطار للاتفاق، لا ينفذ إلا من خلال المفاوضات المباشرة.
في المرحلة الثانية، أكدت إسرائيل للمبعوث الدولي يارنج، الموقف السابق، وطلبت الاتفاق على حدود آمنة لها قبل الإنسحاب. وفي المرحلة الثالثة، سلم يارنج لاطراف النزاع، مذكرة رسمية مكتوبة، تطالبهم بالالتزام بتنفيذ القرار الدولي الرقم 242، وتزامن ذلك مع قبول الأطراف مبادرة وزير الخارجية الأمريكي وليام روجرز، والتي توقفت بمقتضاها الاشتباكات على خطوط وقف إطلاق النار (حرب الإستنزاف)، وقد نصت على عودة الأطراف المتنازعة إلى التفاوض لحل القضية سلمياً، إلا أن إسرائيل امتنعت عن حضور أي مباحثات لمدة أربعة أشهر.
قدم السفير يارنج مذكرة، في فبراير 1971، إلى كل الأطراف يحثهم على تقديم تصريحات بالالتزام بتنفيذ القرارات الدولية. وافقت مصر على المذكرة الدولية، وردت إسرائيل بتعليقات على مذكرة مصر، دون أن تذكر قبولها، أو رفضها، للمذكرة، والالتزامات المطلوبة منها، وأصرت على عدم الانسحاب من خطوط وقف القتال 1967، مجدداً.
وجه يوثانت، نداء إلى إسرائيل، يحثها على الرد الايجابي على مذكرة مبعوثه الشخصي يارنج، إلا أنها تمسكت بتعنتها، واستمرت في تجاهل مساعي يارنج لبدء المباحثات، ورفضت كذلك الإعلان عن استعدادها لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 242، وأدى ذلك إلى فشل مهمة المبعوث الدولي وانتهاءها. وفي خلال ذلك هاجمت إسرائيل الأردن وعبرت خط وقف إطلاق النار (نهر الأردن) للضفة الشرقية منه يوم 21 مارس 1968، وإقتحمت بلدة الكرامة القريبة من الحدود، في محاولة يائسة للوصول إلى قواعد الفدائيين الفلسطينيين، الذين كانوا ينطلقون كثيراً، من الأراضي الأردنية إلى الضفة الغربية المحتلة، للقيام بعمليات فدائية داخلها.
رغم الضغوط الأمريكية على الأردن، حتى لا يرفع شكوى لمجلس الأمن، فإن الملك حسين، ملك الأردن، أصر على إثارة موضوع هذا الاعتداء، وصدر قرار من مجلس الأمن بادانة العدوان الإسرائيلي، بعد محاولة فاشلة للمندوب الأمريكي بالمجلس (جولدبرج) لادانة المقاومة الفلسطينية بجانب إسرائيل كذلك. ووضح من هذا القرار مدى استهانة إسرائيل بالرأي العام العالمي، وغرورها (القرار الرقم 248 بتاريخ 24 مارس 1968).
عبر الرئيس الأمريكي ليندون جونسون، عن المطالب الإسرائيلية ونظرتها للأمور، في المشكلة التي أصبحت تسمى "أزمة الشرق الأوسط"، في تصريح له أذيع رسمياً، "أن العودة إلى مواقع 4 يونيه 1967، لن تأتي بالسلام، ويجب أن يكون هناك حدود آمنة، كما أنه يجب أن يكون هناك حدود معترف بها… يتفق عليها بواسطة الجيران المعنيين، للتحول من الهدنة إلى السلام". وكان ما صرح به يعني المفاوضات المباشرة مع إسرائيل خارج إطار القرار الرقم 242.
من جهة أخرى، فإن الرئيس الفرنسي شارل ديجول، كان واضحاً في الافصاح عن رأيه، بأنه ضد العدوان الإسرائيلي، وضرورة انسحاب إسرائيل إلى خطوط 4 يونيه 1967. كما كان يرى أن إسرائيل قد أصبحت حقيقة واقعة، ويجب الاعتراف بها. ويوضح الموقفان المتناقضان الرئيسين من الدول الغربية العظمى والكبرى، مدى انقسام الرأي فيهما وتأرجحه بين الحق والباطل مما يتطلب جهوداً دبلوماسية أكبر على الصعيد الأوروبي.
وجهت مصر مذكرة إلى السفير يارنج، في 19 أكتوبر 1968، تطلب فيه اجابة إسرائيل عن سؤالين، أولهما، هل إسرائيل مستعدة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 242؟ والثاني، هل ستسحب إسرائيل قواتها من جميع الأراضي العربية المحتلة نتيجة لعدوانها في 5 يونيه 1967؟. ولم ترد إسرائيل على الأسئلة المصرية، بل أرسلت تطلب عقد اتفاق منفرد بينها وبين مصر لاقامة سلام عادل ودائم. وهو ما رفضته مصر، وقد كرر وزير الخارجية الأمريكي دين راسك هذا الطلب في مقابلة له مع وزير الخارجية المصري محمود رياض، في نيويورك، في 2 نوفمبر 1968، عندما عرض مشروعاً للسلام مع إسرائيل من 7 نقاط، وقد رُفِضْ هذا العرض كذلك، لعدم اشتراك باقي الدول العربية المعنية.

المشروع السوفيتي:
قدم السوفيت لمصر، في شهر ديسمبر 1968، مشروعاً لحل الأزمة، يتضمن جدول زمني لتنفيذ القرار الرقم 242، مقترحين تقديمه للسفير يارنج، إلا أن المصريين رأوا أن يقدمه السوفيت بانفسهم للولايات المتحدة، وقد بادر الأمريكيون لرفضه، مما أوضح أن إدارة ريتشارد نيكسون الجديدة، لا تختلف عن إدارة ليندون جونسون السابقة، بالنسبة لقضية الشرق الأوسط.
وخلال تلك اللقاءات، الرامية إلى إيجاد حل سلمي، صعدت إسرائيل من عدوانها بشن هجمات جوية، على بلدة السلط الأردنية عدة مرات، في 16 أغسطس 1968، وفي 1 إبريل 1969 ادانها مجلس الأمن بالإجماع، بقراريه الرقم 256، الرقم 265. وأغارت جواً كذلك، على مطار بيروت الدولي، وجنوبي لبنان، وادانها مجلس الأمن بالاجماع، مرة أخرى، في قراريه الرقم 262 بتاريخ 31 ديسمبر 1968، والرقم 270 بتاريخ 26 أغسطس 1969، لتوسع من عملياتها العدوانية ضد لبنان كذلك، مؤكدة للعالم بذلك، أنها لا تنوي الحل السلمي، أو حتى تنفيذ قرارات المجلس الدولي

المبادرة الفرنسية:
كان من الواضح، أن المجموعة الأوروبية الغربية، مازالت غير مؤهلة للقيام بعمل سياسي جماعي، فهي مازالت في طور التنظيم اقتصادياً، كما أنها لا ترغب في معارضة الولايات المتحدة الأمريكية، الحليفة الرئيسية في الحلف الدفاعي عن الأمن الأوروبي الغربي (حلف شمال الأطلسي، المعروف بإسم الناتو إختصاراً N.A.T.O.).
وقد أوضح ذلك وزير خارجية فرنسا، في لقاء له مع نظيره المصري في الأمم المتحدة عام 1968، وقد اتفقا خلال تلك المحادثات الودية، على ضرورة أن يكون للدول الكبرى، دور في مساندة مهمة يارنج، التي باتت على وشك التوقف.
قدمت فرنسا مبادرة إلى الدول الكبرى والعظمى (الولايات المتحدة، الإتحاد السوفيتي، بريطانيا) في 16 يناير 1969، تقترح فيها التقاء مندوبيهم الأربعة لبحث قضية السلام في الشرق الأوسط، وهي فكرة سبق أن طرحها الرئيس الفرنسي ديجول. قبل أن تحظى فرنسا بردود من الدول الثلاث، كانت إسرائيل قد أعلنت، في تصريح رئيس وزرائها ليفي أشكول في 9 فبراير 1969 أن اهدافها في هذه المرحلة، هي عدم التخلي عما تعتبره حدودها الآمنة، وهو حق تطالب بالاعتراف به، وأن ما تراه من اجراءات لتحقيق حدودها في هذا الوقت هو:
ضم القدس العربية.
استمرار احتلال مرتفعات الجولان السورية.
استمرار احتلال الضفة الغربية لنهر الأردن.
دمج قطاع غزة مع إسرائيل ادارياً واقتصادياً.
استمرار احتلال شرم الشيخ، ومنطقة خليج العقبة، مع استمرار وجود قواتها في بعض اجزاء من سيناء المصرية.
اقامة مستعمرات إسرائيلية، في الأراضي المحتلة.
بدأ مندوبو الدول الأربع العظمى والكبرى، في الاجتماع في نيويورك، وحاول المبعوث الدولي احياء مهمته المتوقفه منذ فترة، مستغلاً اجتماعات الدول الأربع، فأرسل للدول المعنية بتساؤلات لتحديد المواقف بالنسبة للقرار 242، لم يحصل ازاءها على ردود تخالف ما سبق أن توصل إليه.
اقترح الوفد الفرنسي، في أول إجتماع للدول الأربعة في 3 أبريل 1969، اصدار اعلان للمبادئ والنوايا، على أن يوضح فيه مبدأ الانسحاب الإسرائيلي الشامل من الأراضي العربية السابق احتلالها في حرب يونيه 1967، مقابل انهاء حالة الحرب بين الدول العربية الثلاث وإسرائيل، تنفيذاً للقرار 242. وقد رفض الوفد الأمريكي اصدار الاعلان، وتاجلت الاجتماعات الرباعية، لافساح المجال لمشاورات ثنائية بين الوفدين الأمريكي والسوفيتي
تنظيم الدفاع غرب القناة
بدأ تنظيم الدفاع غرب القناة، يوم 8 يونيه 1967، بوصول أولى الوحدات المنسحبة من الشرق، وتوالى تكليف القوات بالمهام الدفاعية، بمجرد وصولها للغرب، بصرف النظر عن حالتها فنياً ومعنوياً، وضعف قدراتها القتالية. كان من المهم أن يتم بناء دفاع عاجل، بالاستفادة من قناة السويس كعائق يعطل القوات الإسرائيلية عن التدفق للغرب.

كان لا بد من التغيير، في كل شئ، وكان بداية التغيير من القمة، من القيادة العليا للقوات المسلحة. استقال نائب القائد الأعلى المشير عبدالحكيم عامر، ووزير الدفاع شمس بدران يوم 10 يونيه، كما قبلت استقالة قادة القوات البرية الفريق أول عبدالمحسن مرتجي، والجوية الفريق أول صدقي محمود، والبحرية الفريق أول سليمان عزت، وكذلك رئيس هيئة العمليات ومساعدي نائب القائد الأعلى يوم 11 يونيه، وأحيل بعضهم وقادة التشكيلات للمحاكمة، كما أحيل للتقاعد عدد كبير من الضباط الذين على صلة وثيقة بالمشير عامر، وأعتقل كل الضباط خريجي عام 1948، دفعة وزير الحربية شمس بدران، والذي كان قد عين أغلبهم في قيادات رئيسية لضمان السيطرة الآمنة على القوات المسلحة.
في 11 يونيه تعين الفريق محمد فوزي قائداً عاماً للقوات المسلحة، كما تعين الفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان، وعين أمين هويدي وزيراً للدفاع في 22 يونيه لفترة، قبل أن يتولى محمد فوزي الوزارة كذلك. وفي الجبهة كان اللواء أحمد إسماعيل قد أعيد للخدمة من التقاعد (ولم يكن قد مضى على تقاعده سوى وقت قصير) وعين قائداً للمنطقة العسكرية الشرقية، التي تقود كل القوات في الجبهة، وعين محمد عبدالغني الجمسي رئيساً لأركانه، وبدأ الأثنان في إعداد دفاعات القناه الأولى لصد العدو إذا حاول العبور غرباً.
ساضع خريطة للموقف في المرفقات
كان وصول القوات الإسرائيلية شرق القناه يعطيهم ميزات عسكرية كبيرة، حيث تتيح لها إتباع إستراتيجية دفاعية قوية، بأقل حجم من القوات، وتوق أي هجوم للقوات المصرية من الغرب، مسببه لها مصاعب جمة. من جهة أخرى فإن وجود القوات الإسرائيلية شرق القناه مباشرة يتيح لها التأثير على مدن القناه الثلاث (بورسعيد، الإسماعيلية، السويس) بالإضافة إلى قرب قواتها من الكثافة السكانية في الدلتا، وعلى مرمى أقل من ساعتين من القاهرة. أهم المميزات كان ابتعاد القوات المسلحة المصرية وقواعدها الجوية عن الحدود الدولية مع إسرائيل، وهو ما يتوافق مع العقيدة الإسرائيلية، الرامية لإبعاد الخطر عن حدودها، بالقدر الذي يمكنها من تعبئة وحشد قواتها الاحتياطية التي تعتمد عليها لشن الحرب، في الوقت المناسب وهي نفس المميزات التي اكتسبتها إسرائيل على خطوط وقف إطلاق النار في الجبهة الأردنية، والجبهة السورية كذلك.
كانت خسائر القوات المسلحة للدول الثلاث كبيرة وقاسية، فقد فقدت مصر حوالي 85% من الأسلحة الرئيسية، وأكثر من ذلك بالنسبة لقواتها الجوية، وتأثر الجيش الأردني كذلك بخسائره الكبيرة، وكانت خسائر سوريا أقل منهما، إلا أنها فقدت معظم قواتها الجوية.
تسببت القرارات السياسية، الغير منسقة مع القيادة العسكرية، وسوء حالة القوات تسليحاً وتدريباً، في تلك الهزيمة. ولم يكن هناك هدف سياسي واضح، أو إستراتيجية عسكرية محددة. وبدلاً من إعداد القوات والخطط، انصرفت القيادة العسكرية إلى مشاكل بعيدة عن اختصاصاتها الأساسية بتنفيذ قرارات الإصلاح الزراعي، والإشراف على لجان تصفية الإقطاع، والإسكان والنقل الداخلي، ومباحث أمن الدولة، والسد العالي، وكرة القدم، وكثير من الاتجاهات البعيدة تماماً عن الجانب العسكري.
كذلك فإن المجالس والمؤسسات المسؤولة عن إعداد الدولة للحرب كانت غائبة تماماً ولا وجود لها، وهي مجلس الدفاع الوطني الذي يرأسه رئيس الجمهورية، ووزارة الحربية والتي يسيطر عليها نائب القائد الأعلى، والمجلس الأعلى للدفاع الذي ينفذ قرارات مجلس الدفاع الوطني، ويرأسه كذلك نائب القائد الأعلى. لذلك لم يكن هناك أي ترتيبات أو تجهيزات لإعداد الدولة للحرب أو الدفاع، رغم أن أحداث حرب 1956 ودروسها لم تكن بعيدة.
كان أمام القادة الجدد، وهم من محترفي العسكرية، ومعظمهم أعيد للخدمة من الوظائف المدنية التي كانوا قد نقلوا لها، تحديات كبيرة لإعادة بناء قوات مسلحة منهارة، وخطوط دفاعية عارية في آن واحد، والعمل على إعداد الدولة للحرب، وتجهيز قوات مسلحة أكثر احترافاً من الخصم، في ظل ظروف دولية، وإقليمية، بل ومحلية بالغة التعقيد والسوء.
أهم الموضوعات التي وجب على القيادات الجديدة التصدي لها:
إعادة تسليح وتنظيم القوات المسلحة لتفي بغرضين في آن واحد، الدفاع الصلب على الخطوط الجديدة غرب القناه، واسترداد الأرض المحتلة بالهجوم.
إعداد الدولة، ومسرح العمليات للأعمال الحربية المقبلة دفاعاً وهجوماً.
إعادة الانضباط للقوات المسلحة، مع عودة القوات التي كانت مازالت في اليمن.
إعداد خطط الهجوم بدءً من عبور القناه واقتحام دفاعات العدو على الجانب الشرقي، وحتى تحقيق الهدف من الحرب، والذي لم يكن قد تبلور بعد، هل هو تحرير كامل لسيناء أم عمل عسكري محدود، ولأي مدى؟.
التصدي لاستفزاز القوات الإسرائيلية، وغرورها، بما يلاءم الموقف، ويردعها.

كان هذا التحدي الأخير، الأكثر أهمية، وهو الذي مهد لحرب أكتوبر 1973 جيداً، وأعطى الجندي والضابط والقيادة العسكرية الثقة، التي كانت هزيمة 1967 قد زعزعتها.
بدأ التصدي لغطرسة العدو واستفزازه قبل أن يمر شهر على الهزيمة، بمعركة رأس العش (1 يوليه 1967)، حتى قبول مبادرة روجرز، لوقف إطلاق النار والتي وافقت عليها مصر في 8 أغسطس 1970، بينما رفضتها سورية، وكانت مصر قد حققت أهدافها من حرب الاستنزاف التي أدارتها بنجاح طوال ثلاثة أعوام تقريباً، لتنتقل بعدها إلى وضع اللمسات الأخيرة لحرب التحرير واسترداد الكرامة العسكرية، بعد أن تمرس الجنود على القتال، والضباط على القيادة، والقيادات على التخطيط وإدارة المعارك.
خلال اشتباكات حرب الاستنزاف، وكذلك بعدها، كانت القيادات العسكرية تنتقل إلى مناصب أعلى، وتتولى قيادات رئيسية، كما تبدلت القيادة العليا عدة مرات، نتيجة لمواقف سياسية متباينه، سواء في سوريه أو مصر، بينما كان للأردن اعتبارات أخرى أسقطته من حسابات المواجهة القادمة.
بينما تولى حافظ الأسد رئاسة الدولة السورية في عام 1971، عقب نجاح الانقلاب الذي قاده عام 1970، فإن القيادة العسكرية المصرية تغيرت أكثر من مرة، تولى فيها الفريق أول محمد فوزي وزارة الحربية ومعه الفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان، واستطاعا معاً إعادة بناء قوات عسكرية محترفة في وقت قياسي. وباستشهاد الفريق رياض في 9 مارس 1969، تولى اللواء أحمد إسماعيل علي قائد الجبهة مكانه، إلا أنه عزل بعد 6 شهور في 9 سبتمبر 1969، نتيجة لنجاح إغارة إسرائيلية بمنطقة الزعفرانة على ساحل البحر الأحمر، وعين بدلاً منه اللواء محمد صادق، وكان مديراً للاستخبارات العسكرية، كما أعفى قائد البحرية المصرية من منصبه كذلك. وبوفاة الرئيس المصري جمال عبدالناصر (28 سبتمبر 1971)، تولى نائبه محمد أنور السادات رئاسة الجمهورية، وبعد ثورة التصحيح التي قادها في 15 مايو 1972، تخلص بها من بقايا عهد الرئيس عبدالناصر من الوزراء، بما في ذلك وزير الحربية الفريق أول محمد فوزي، وعين خلفاً له رئيس أركانه اللواء محمد صادق، واللواء سعدالدين الشاذلي رئيساً للأركان، وما لبث أن أعفى صادق من منصبه لخلاف على عمق الحرب القادمة (محدوده أم شاملة) وعين أحمد إسماعيل علي مكانه، وكان قد أعاده للخدمة وعينه مديراً للمخابرات العامة على أثر حركة 15 مايو السابقة، وظل أحمد إسماعيل، والشاذلي على قمة الجهاز العسكري يعملان بهمه ودأب على إكمال ما كان قد بدأه آخرون من تخطيط للحرب، وإعداد لمسرح العمليات، وتدريب للقوات استعداداً ليوم طال انتظاره، لقتال حقيقي، قد يكون للمرة الأولى، مع عدو سبق أن انتصر في جولات ثلاث بالخديعة، والدعم من الدول الكبرى


عدل سابقا من قبل أنفاااااس في الخميس يوليو 15, 2010 3:57 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنفاااااس

أنفاااااس


ذكر
عدد المساهمات : 310
نقاط : 732
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)   المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Emptyالخميس يوليو 15, 2010 3:39 pm


المناخ السياسي الدولي
استمرت حالة الهدوء، في الحرب الباردة التي سادت العلاقات بين الدولتين العظميين، حتى تولى الرئيس الأمريكي الجديد ريتشارد نيكسون مهام منصبه في 20 يونيه 1969، حيث رأى ضرورة تسوية المنازعات الدولية، واحتواء الصراعات القائمة، وتشجيع الاعتدال وحلول الوسط، ونادى بالدخول في عصر التفاوض، بين الدولتين العظميين، وهو نفس ما رآه القادة السوفيت في هذا الوقت، حيث كانوا يرغبون التفرغ للمشاكل الداخلية، التي بدأت تعصف بالاتحاد السوفيتي، وأصبحت أكثر إلحاحاً، وغير قابلة للتأخير.

أدت السياسة الأمريكية الجديدة (عصر التفاوض) والتي وافق عليها السوفيت إلى حالة من الانفراج في العلاقات الدولية، أثرت في نظرة القطبين لمشاكل العالم، بما فيها مشكلة الشرق الأوسط، والتي أضيرت بشدة من جراء تلك السياسة. ففي ظل الحرب الباردة، وسعيّ القطبين العالميين لبسط نفوذهما في العالم، كانت دول العالم تحاول استثمار الموقف لمصلحتها، بما يتيحه موقف الكتلتين من هامش مرونة في العلاقات بينهما، فبعض الدول انحازت تماماً للكتلة الشرقية، والبعض الآخر انضم للكتلة الغربية، وكانت إسرائيل في ذلك الجانب، متمتعة بمساندة أمريكية مطلقة. بعض الدول المستقلة حديثاً، أو تلك التي تبحث لنفسها عن دور في الساحة الدولية، كانت في موقف وسط بين الكتلتين، تحاول استغلال هامش المرونة الضئيل في العلاقات الدولية، للحصول على أفضل المزايا من القطبين، وكانت معظم الدول العربية في هذا الجانب، ومنها مصر وسورية. وقد أضرت سياسة الوفاق الدولي بقضيتهما، حيث اتفقت الدولتان العظميتان، في مؤتمرات التفاوض بينهما (قمة موسكو في 22 مايو 1972، وقمة واشنطن في يونيو 1973) على تجميد الموقف في الشرق الأوسط. وكان بقاء الحال على ما هو عليه، معادلة مستحيلة طرفاها اللاسلم واللاحرب، وهو إن كان يوافق الأغراض الإسرائيلية، فإنه يضر بمصالح الدول العربية التي تحتل إسرائيل أجزاء من أراضيها، فتجميد الأوضاع يعني تكريس الأمر الواقع، ليصبح حقاً مكتسباً بعد حين.
أوضح هنري كيسنجر، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي في تلك الآونة، هدف سياسة الوفاق وجوهرها، "بدفع الاتحاد السوفيتي إلى المرونة والاعتدال في التعامل مع مناطق التوتر الإقليمي، وفي مقدمتها الشرق الأوسط وفيتنام"، والذي من شأنه إقناع القادة العرب، خاصة المعتدلين منهم، بعدم قدرة السوفيت على تحقيق تسوية. تضع تلك العلاقات الجديدة في الساحة الدولية، قيوداً على تحركات الدول العربية الساعية لاستعادة أراضيها، والتي تمثلت في إحجام السوفيت على إمدادها بأسلحة هجومية متطورة، أسوة بما تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة الأمريكية.
وضح أن سياسة الوفاق بين القطبين العالميين، قد عكست نتائج سلبية متعددة على قضية الشرق الأوسط، فقد أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية نصيراً علنياً لإسرائيل، ومنحازة انحيازاً كاملاً لها، وضعف دور الأمم المتحدة لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية عليها. من وجهة أخرى فإن الاتحاد السوفيتي أصبح مقيداً كذلك في إستراتيجيته بالمنطقة، إذ أصبحت القضية الشرق أوسطية جزء من إستراتجية الوفاق الدولي، يجب مراجعة الطرفين فيها، قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.

الموقف السياسي الأوروبي:

كانت الدول الأوروبية الغربية، مشغولة في ترتيبات الاتحاد الأوروبي، وإجراءات الوحدة الاقتصادية. ورغم أن الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الأكبر لأوربا الغربية، منحازة تماماً لإسرائيل، فإن بعض الدول الأوروبية الغربية أبدت تعاطفاً مع القضية العربية. وأدلى بعض المسؤولين الأوروبيين الغربيين بتصريحات مشجعة عن حقوق العرب، وضرورة انسحاب إسرائيل من سيناء والضفة الغربية للأردن والجولان، بما في ذلك فرنسا وبريطانيا، اللتان كانتا تؤيدان، إسرائيل سابقاً ولم يتعد موقف الدول الأوروبية الغربية ذلك.
أما دول أوروبا الشرقية، فقد كانت تبعيتهم أيديولوجيا للاتحاد السوفيتي قيداً على حركتهم سياسياً. فرغم أن معظم دول أوروبا الشرقية كان يورد أسلحة لكثير من الدول العربية، وعلى رأسها مصر وسورية، إلا أن ذلك كان مرهوناً بموافقة الاتحاد السوفيتي، والذي كان يهيمن على السياسة الأوروبيـة الشرقية، ويوجهها، تبعاً لمصالحه. يعني ذلك أن التعاطف الأوروبي الشرقي مع العرب، لا يقدم كثيراً ولا يؤخر، ويتحرك تبعاً لدرجة الانسجام في العلاقات العربية السوفيتية، والتي أضر بها الوفاق الدولي، فهبطت لأدنى درجاتها، بالتسويف في الوفاء بعقود التسليح للعرب، وتوتر العلاقات مع مصر، بعد طردها للخبراء السوفيت في 8 يوليه 1972.



الموقف الأفريقي من قضية الشرق الأوسط:



كان لإسرائيل علاقات تجارية قوية مع دول الوسط والجنوب الأفريقي، وكانت تدير وتشرف على العديد من المشروعات الزراعية بدول المنطقتين كذلك، ولم تكن الدول الأفريقية (غير العربية) تهتم بالانحياز لأي طرف، سوى الذي لديها مصالح مشتركة معه.
في الوقت نفسه، كانت الدول العربية ضعيفة الوجود في أفريقيا، واحتاج الأمر إلى مجهود سياسي ضخم لإقناع الدول الأفريقية بعدالة القضية العربية مع إسرائيل، والعمل على إبراز ذلك التحول في العلاقات، إلى خطوات عملية، كان أولها قرارات مؤتمر القمة الأفريقي في يونيه 1971، بتشكيل لجنة من عشر رؤساء أفارقة للسعي لتطبيق قرارات مجلس الأمن، خاصة القرار الرقم 242، والذي يطلب انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها في الحرب عام 1967.

انبثق من لجنة العشرة، لجنة الأربعة، وحددت لها مهمة الإتصال بأطراف القضية، على مرحلتين، الأولى تقصي الحقائق والإلمام بجوانب القضية، والثانية تقديم مقترحات محددة لحل الأزمة. قامت لجنة الأربعة بجولتين خلال نوفمبر 1971، وقدمت في الجولة الثانية مقترحاتها لكل من مصر وإسرائيل للرد عليها، ثم رفعت تقريرها إلى السكرتير العام للأمم المتحدة، بنتائج مهمتها في 3 ديسمبر 1971. وتضمن التقرير رد مصر على نقاط المقترحات.
وجه وزير خارجية السنغال، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1971، نداء إلى إسرائيل، أن تحدد الأسلوب الذي تراه لاستئناف المباحثات، وأن تعلن عدم نيتها ضم الأراضي العربية التي احتلتها بالقوة. وقد امتنعت إسرائيل عن الرد على أي من مقترحات اللجنة الأفريقية، أو نداء الوزير السنغالي. وأوضح ذلك النوايا الإسرائيلية، للاستفادة من نتائج حربها عام 1967، بالتوسع على حساب الدول العربية المجاورة، وهو ما ساعد على تحول الدول الأفريقية إلى الجانب العربي، والذي بلغ مداه في مؤتمر القمة الأفريقي، عام 1973، عندما استجابت الدول الأفريقية لطلب مصر، وقطعت كلها علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، عدا دولة جنوب أفريقيا (وكانت تحت الحكم العنصري في ذلك الوقت)، وإقليمي ناميبيا وشرق روديسيا (دولتي ناميبيا وزمبابوي فيما بعد)، وكانا تحت الوصايا الدولية، بإشراف دولة جنوب أفريقيا عليهما.
الموقف العربي السياسي:
عقب حرب يونيه 1967، عقد الملوك والرؤساء العرب مؤتمر قمة في الخرطوم (29 أغسطس 1967)، والذي مهد له مؤتمر جزئي لملوك ورؤساء ستة دول عربية في القاهرة (11 ـ 16 يوليه 1967). اتخذت قرارات هامة في مؤتمر الخرطوم، كان لها تأثير مباشر على قدرة دول المواجهة الثلاث على تخطي الهزيمة والصمود، حيث كفلت المملكة العربية السعودية والكويت وليبيا الدعم المالي للدول الثلاث، بما يعوضها عما فقدته من موارد نتيجة للاحتلال إسرائيلي، ويمكنها من إعادة بناء قواتها المسلحة واستعواض خسائرها في الأسلحة والمعدات. وبالإضافة للدعم المالي، اتخذت الملوك والرؤساء العرب قراراً بأربعة مبادئ، يلتزم بها القادة العرب وهي:
لا سلام مع إسرائيل.
لا إعتراف بإسرائيل.
لا مفاوضات مع إسرائيل.
لا تنازلات عن حقوق الشعب الفلسطيني.

كان أهم نتائج مؤتمر الخرطوم، هو المصالحة العربية، ووضوح إمكانية التعاون العربي / العربي، ولو إلى حين.
شهدت الفترة من بعد حرب يونيه 1967 وقبل حرب أكتوبر 1973 عدة تغيرات في نظم الحكم العربية، بعضها كان له آثار سلبية على العلاقات العربية العربية، وانعكس ذلك على القدرات العربية السياسية في وقت حرج. ففي 5 نوفمبر 1967 أطاح إنقلاب برئيس الثورة اليمنية "عبدالله السلال" وَعَدّ الحكم الجديد، السياسة المصرية المحايدة، معادية للنظام الجديد (كانت مصر قد عقدت اتفاق مع المملكة العربية السعودية، في إطار المصالحة العربية في مؤتمر الخرطوم بعدم التدخل في شؤون اليمن)، واستولى إنقلاب بعثي بقيادة أحمد حسن البكر، في 17 يوليه 1968، على الحكم في العراق، منهياً حكم عبدالرحمن عارف. وأدت ممارسات النظام الجديد الدموية إلى فتور في العلاقات مع معظم الدول العربية، وخلاف حاد مع البعث السوري الحاكم، والذي استطاع الوصول إلى الحكم، إثر الانقلاب الذي قام به حافظ الأسد، الذي كان قائداً للقوات الجوية السورية ثم وزيراً للدفاع. وكان لهذا التغيير في نظام الحكم السوري أثر إيجابي، بإبعاد القيادة السابقة (نور الدين الأتاسي ـ صلاح جديد ـ يوسف زعين) عن السلطة، وهم المسؤولون عن أحداث حرب يونيه 1967، مع عدم استعدادهم لتصحيح سياساتهم الخاطئة. تغيرت نظم الحكم كذلك في السودان (مايو 1969) وليبيا (أول سبتمبر 1969)، وكان لهذه التغيرات آثار إيجابية، إذ أيد قادة الثورتين دول الموجهة مع إسرائيل.
كان أكثر التغيرات تأثيراً، هو الصراع بين الأردن والفلسطينيين المقيمين في الضفة الشرقية لنهر الأردن، في سبتمبر 1970، والذي بلغ ذروته بالتصعيد إلى حدَّ الاشتباك المسلح بين الجيش الأردني، والقوات الفلسطينية وانتهى بخروج الفلسطينيون من الأردن مما كان له أثره فيما بعد في عدم اشتراك قوات منظمة حركة تحرير فلسطين في أعمال قتال رئيسية بعد ذلك، لابتعادها عن خطوط المواجهة (عدا جنوب لبنان).

الدعم العربى
علما بأن كل هذا الدعم لمصر لم يرتقى الى نسبة عشرة فى المائه من حجم الجيش المصرى
حجم الدعم العسكري المقرر من الدول العربية لمساندة دول المواجهة، وما نفذ منه
اضع بين يديكم الان حجم الدعم العربي الذي قدم خلال الحرب الحقيقي والذي تم الوعد به

الدولة
الدعم المقرر
الدعم المنفذ
ملاحظات

الجمهورية العربية العراقية
2 سرب هوكر هنتر (للأردن)
1 سرب هوكر هنتر* (مصر)
3 سرب ميج 21 (لسورية)
3 سرب ميج 21 (سورية)
1 سرب ميج 17 (لسورية)
1 سرب ميج 17 (لسورية)
1 فرقة مدرعة (للأردن)
1 فرقة مدرعة (لسورية)
1 فرقة مشاة (للأردن)
1 فرقة مشاة (لسورية)

المملكة العربية السعودية
2 سرب لاينتج ** (الأردن)
1 لواء مشاة* (الأردن)
شارك مع الجبهة
السورية بعد نشوب الحرب.
الجمهورية الليبية
1 سرب ميراج 3 (مصر)
2 سرب ميراج* (مصر)
أحدهم بدون طيارين.
ظلوا مرابطين على الأرض تم سحبهم أثناء المعركة
1 لواء مدرع* (مصر)

الجمهورية الجزائرية
2 سرب ميج 21* (مصر)
1 سرب ميج 21 (مصر)
2 سرب ميج 17* (مصر)
1 سرب ميج 17 (مصر)
1 سرب سوخوي* (مصر)
1 لواء مدرع* (مصر)

المملكة المغربية
1 سرب إف 15* (مصر)
1 لواء مدرع (سورية)#

1 لواء مدرع# (مصر)
1 لواء مشاة* (مصر)

المملكة الأردنية
2 لواء مدرع* (سورية)
دولة الكويت
1 كتيبة مشاة* (مصر)
جمهورية تونس
1 كتيبة مشاة* (مصر)
جمهورية السودان
1 لواء مشاة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنفاااااس

أنفاااااس


ذكر
عدد المساهمات : 310
نقاط : 732
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)   المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Emptyالخميس يوليو 15, 2010 4:04 pm



القيادات المصرية من حرب الأستنزاف حتى حرب اكتوبر
الشخصيات السياسية:

رئيس الجمهورية
جمال عبدالناصر حسين حتى 28 سبتمبر 1970
محمد أنور محمد السادات من 15 أكتوبر 1970

نائب رئيس الجمهورية
محمد أنور السادات19 ديسمبر 1969 وحتى 14 أكتوبر 1970
حسين الشافعي 31 أكتوبر 1970 ـ 16 يناير 1973
علي صبري 31 أكتوبر 1970 ـ 2 مايو 1971 (إقالة)
محمود فوزي 16 يناير 1972 ـ 18 سبتمبر 1974(استقالة)

رئيس الوزراء
محمود فوزي 20 أكتوبر 1970 ـ 16 يناير 1972
عزيز صدقي 17 يناير 1972 ـ 26 مارس 1973(استقالة)
محمد أنور السادات 27 مارس 1973 ـ 20 سبتمبر 1974

وزير الخارجية
محمود رياض 20 أكتوبر 1970 ـ 16 يناير 1972
محمد مراد غالب 16 يناير 1972 ـ 7 سبتمبر 1972
محمد حسن الزيات 8 سبتمبر 1972 ـ 30 أكتوبر 1973
إسماعيل فهمي 31 أكتوبر 1973

وزير الداخلية
شعراوي جمعه 20 أكتوبر 1970 ـ 14 مايو 1971
ممدوح سالم 14 مايو 1971

وزير الدولة للإنتاج الحربي
محمد إبراهيم حسن 19 سبتمبر 1971 ـ 16 يناير 1972
أحمد كامل البدري 26 أكتوبر 1972

وزير دولة للشؤون الخارجية
محمد حافظ إسماعيل 18 مارس 1971 ـ 14 مايو 1971
محمد مراد غالب 19 سبتمبر 1971 ـ 16 يناير 1972

وزير شؤون رئاسة الجمهورية
سامي شرف 18 نوفمبر70 ـ 14 مايو71
محمد أحمد محمد 14 مايو71 ـ 27 مارس72
عبدالفتاح عبدالله 25 إبريل 1974

مستشار الرئيس للأمن الوطني
محمد حافظ إسماعيل
محافظ السويس
بدوي الخولي
مدير أمن السويس
لواء شرطة محيّ خفاجي
المستشار العسكري لمحافظ السويس عميد عادل إسلام
( القائد العسكري لمدينة السويس )

رئيس هيئة قناة السويس
مشهور أحمد مشهور
2. القيادة الاتحادية:
قائد عام القوات الاتحادية
فريق أول أحمد إسماعيل علي

رئيس شعبة العمليات
لواء بهي الدين نوفل

3. القيادات العسكرية (القيادة العامة للقوات المسلحة)
وزير الحربية
السيد أمين هويدي 22 يونيه 67 - 25 أغسطس 67
فريق أول محمد فوزي 26 أغسطس 67 ـ 13 مايو 71 (استقالة)
فريق محمد أحمد صادق 14 مايو 71 ـ 26 أكتوبر 72 (عزل)
فريق أحمد إسماعيل علي 26 أكتوبر 72

رئيس هيئة أركان حرب
فريق عبدالمنعم رياض 12 يونيه 67 ـ 9 مارس 69 (استشهد)
لواء أحمد إسماعيل علي 10 مارس 69 ـ 10 سبتمبر 69 (عزل)
لواء محمد أحمد صادق 10 سبتمبر 69 ـ 12 مايو 71
فريق سعد الدين الشاذلي 16 مايو 71 ـ 12 ديسمبر 73 (عزل)
فريق محمد عبدالغني الجمسي 12 ديسمبر 1973

نائب وزير الحربية
فريق عبدالقادر حسن 27 يوليه 71 ـ 24 أكتوبر 72 ( أحيل إلى التقاعد)
رئيس هيئة العمليات
لواء محمد عبدالغني الجمسي 1 يناير 72 ـ 12 ديسمبر 73
قائد القوات البحرية
لواء بحري محمود عبدالرحمن فهمي (عزل في 10 سبتمبر 69)
لواء بحري فؤاد ذكري

قائد القوات الجوية
لواء طيار محمد حسني مبارك
قائد قوات الدفاع الجوي
لواء محمد علي فهمي
رئيس هيئة الإمداد والتموين
لواء نوال سعيد
مدير سلاح المدفعية
لواء محمد سعيد الماحي
مدير سلاح المدرعات
لواء كمال حسن علي
مدير سلاح المهندسين العسكريين
لواء جمال محمود علي
مدير الاستخبارات العسكرية
لواء محمد أحمد صادق
لواء محرز مصطفى
لواء فؤاد نصار

قائد القوات الخاصة
لواء سعد الدين الشاذلي
قائد قوات الصاعقة
لواء نبيل شكري
قائد قوات المظلات
عميد محمود عبدالله
4. قيادات الجيش الثاني الميداني:
قائد الجيش
لواء سعد الدين مأمون 14 أكتوبر 73 (أصيب بنوبة قلبية)
لواء عبدالمنعم خليل من 16 أكتوبر 73

رئيس أركان الجيش
لواء تيسير العقاد
قائد مدفعية الجيش
عميد محمد عبدالحليم أبو غزالة
5. قيادات الجيش الثالث الميداني:
قائد الجيش
لواء عبدالمنعم محمد واصل

رئيس أركان الجيش
لواء مصطفى شاهين

رئيس شعبة عمليات الجيش
لواء محمد نبيه السيد

قائد مدفعية الجيش
عميد منير شاش

6. قادة الفرق:
قائد الفرقة الثانية المشاة
عميد حسن أبو سعده

قائد الفرقة الثالثة المشاة الآلية
عميد محمد نجاتي فرحات

قائد الفرقة الرابعة المدرعة
عميد محمد عبدالعزيز قابيل

قائد الفرقة السادسة المشاة الآلية
عميد محمد أبو الفتح محرم

قائد الفرقة السابعة المشاة
عميد أحمد بدوي سيد أحمد
قائد الفرقة16 المشاة
عميد عبدرب النبي حافظ ـ عميد أنور حب الرمان
قائد الفرقة 18 المشاة
عميد فؤاد عزيز غالي

قائد الفرقة 19 المشاة
عميد يوسف عفيفي

قائد الفرقة 21 المدرعة
عميد إبراهيم العرابي
قائد الفرقة 23 المشاة الآلية
عميد أحمد عبود الزمر (استشهد)
7. قادة المناطق والقطاعات العسكرية:
قائد المنطقة العسكرية المركزية
لواء عبدالمنعم خليل

قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية
لواء إبراهيم كامل محمد

قائد قطاع بور سعيد العسكري
لواء عمر خالد حسن

8. قادة الألوية، ومجموعات الصاعقة:
قائد اللواء الأول المدرع
عقيد السيد محمد توفيق أبو شادي (استشهد)
عقيد سيد صالح

قائد اللواء الأول المشاة الآلي
عقيد صلاح زكي
قائد اللواء الثاني المدرع
عقيد أنور خيري
قائد اللواء الثاني المشاة الآلي
عقيد محمد الفاتح كريم
قائد اللواء الثالث المدرع
عقيد نور عبدالعزيز (استشهد)
قائد اللواء الثالث المشاة الآلي
عقيد شفيق متري سيدراك (استشهد)
قائد اللواء الرابع المشاة
عقيد أحمد المصري
قائد اللواء السادس المشاة الآلي
عقيد محمود المهدي
قائد اللواء السابع المشاة
عقيد فوزي محسن
قائد اللواء الثامن المشاة
عميد فؤاد صالح زكي
قائد اللواء 9 مهندسين (كباري)
عقيد جمال تلمي
قائد اللواء 11 المشاة الآلي
عقيد فاروق الصياد
قائد اللواء 12 المشاة
عقيد عادل سليمان

قائد اللواء 14 المدرع
عقيد عثمان كامل
قائد اللواء 15 المدرع المستقل
عقيد تحسين شنن
قائد اللواء 16 المشاة
عقيد عبدالحميد عبدالسميع
قائد اللواء 18 المشاة الآلي
عقيد طلعت مسلم
قائد اللواء 22 المدرع
عقيد مصطفى حسن (استشهد)
قائد اللواء 23 المدرع
عقيد حسن عبدالحميد (أصيب)
قائد اللواء 24 المدرع
عقيد جورج حبيب (أصيب)
قائد اللواء 25 المدرع المستقل
عميد أحمد حلمي بدوي
قائد اللواء 90 المشاة الآلي
عقيد صالح بدر
قائد اللواء 109مهندسين (كباري)
عميد فؤاد محمد سلطان
قائد اللواء 112 المشاة
عقيد عادل يسري (أصيب)
قائد اللواء 116 المشاة الآلي
عقيد حسين رضوان (استشهد)
قائد اللواء 130 مشاة خاص
عقيد محمود شعيب
قائد اللواء 182 مظلات
عقيد إسماعيل عزمي (عزل بعد الحرب)
قائد المجموعة 39 قتال خاصة
عقيد إبراهيم الرفاعي (استشهد)
قائد المجموعة 127 صاعقة
عقيد فؤاد بسيوني

قائد المجموعة 129 صاعقة
عقيد علي هيكل
قائد المجموعة 136 صاعقة
عقيد كمال عطية
قائد المجموعة 139 صاعقة
عقيد أسامة إبراهيم
قائد المجموعة 145 صاعقة
عقيد السيد الشرقاوي
قائد الكتيبة 603 مشاة آلية(وقائد موقع كبريت)
مقدم إبراهيم عبدالتواب (استشهد)
الشخصيات والقيادات الاسرائيلية خلال فترة حرب الاستنزاف الى (أكتوبر 1973)
رئيس الوزراء
جولدا مائيير
Golda Maier

وزير الدفاع
جنرال موشي ديان
Moshe Dayan

رئيس الأركان العامة
جنرال دافيد اليعازر
LG. David Elazar

قائد القوات الجوية
جنرال بنيامين بليد
MG. Benhamin Peled

قائد القوات البحرية
جنرال بنجامين تالم
MG. Benjamin Talem

نائب رئيس الأركان العامة
جنرال إسرائيل تال
MG. Israel Tal

ممثل رئيس الأركان في قيادة المنطقة الجنوبية
جنرال حاييم بارليف
LG. Haim Barlev

مدير الاستخبارات العسكرية
جنرال إلياهو زاعيرا
MG. Eliahu Zeira

نائب مدير الاستخبارات العسكرية
بريجادير آري شاليف
BG. Arie Shalev

قائد المنطقة الجنوبية
جنرال شيموئيل جونين
MG. Shmuel Gonen

قائد منطقة جنوب سيناء
جنرال يشياهو جافيش
MG. Yeshayahu Gavish

قائد مجموعة العمليات رقم 252
جنرال ألبرت ماندلر
MG.Avrahain (Albert) Mendler

بريجادير كلمان ماجن
BG. Kalman Magen

قائد مجموعة العمليات رقم 162
جنرال إبراهام آدن
MG. Avraham Adan

قائد مجموعة العمليات رقم 143
جنرال آريل شارون
MG. Ariel Sharon

قائد مجموعة العمليات رقم 146
بريجادير ساسون
BG. Sassoon

قائد مجموعة العمليات رقم 440
جنرال جرانيت يسرائيل
MF. Granit Ysrael

جنرال مناحم ميرون
MG. Menachim Meron

رئيس الوفد الإسرائيلي في مباحثات كم 101
جنرال أهارون ياريف
MG. Aharon Yarev

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنفاااااس

أنفاااااس


ذكر
عدد المساهمات : 310
نقاط : 732
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)   المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Emptyالخميس يوليو 15, 2010 4:06 pm



الشخصيات والملوك والرؤساء خلال الحرب (1970 ـ 1974)
1. الملوك والرؤساء العرب:
الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود
المملكة العربية السعودية

الملك الحسن الثاني
المملكة المغربية

الملك حسين بن طلال
المملكة الأردنية الهاشمية

الرئيس حافظ الأسد
الجمهورية العربية السورية

الرئيس أحمد حسن البكر
الجمهورية العربية العراقية

الرئيس معمر القذافي
الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى

الرئيس هواري بومدين
الجمهورية الجزائرية

الرئيس الحبيب بورقيبه
الجمهورية التونسية

الأمير جابر الأحمد الصباح
دولة الكويت

2. الاتحاد السوفيتي:
ليونيد برجينيف
السكرتير العام للحزب الشيوعي السوفيتي

ألكسي كوسيجين
رئيس الوزراء السوفيتي

مارشال اندريه جريشكو
وزير الدفاع السوفيتي

أناتولي دوبرينين
السفير السوفيتي في واشنطن

فلاديمير فينوجرادوف
السفير السوفيتي في القاهرة

3. الولايات المتحدة الأمريكية:
الرئيس ريتشارد نيكسون
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

وليام روجرز
وزير الخارجية الأمريكي

دكتور هنري كيسنجر
مستشار الرئيس الأمريكي للأمن الوطني ووزير الخارجية.

4. الأمم المتحدة:
يو ثانت U Thant
الأمين العام للأمم المتحدة (أول يناير 62 ـ 31 ديسمبر 71)

كورت فالدهيم Kurt Valdhaim
الأمين العام للأمم المتحدة (أول يناير 72 ـ 31 ديسمبر 82)

جنرال أنزيو سيلافيو
قائد قوات الطوارئ الدولية في الشرق الأوسط.

التواريخ الهامة قبل حرب اكتوبر
عام 1967

6 يونيه
مجلس الأمن يصدر قراره، الرقم 233 لوقف إطلاق النار.

10 يونيه
الاتحاد السوفيتي يقطع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.

10 يونيه
استقالة المشير عبدالحكيم عامر، ووزير الحربية شمس بدران.

11 يونيه
استقالة قادة القوات المسلحة المصرية.

11 ـ 12 يونيه
تعيين الفريق محمد فوزي قائد عام للقوات المسلحة المصرية، والفريق عبدالمنعم رياض رئيساً للأركان والسيد أمين هويدي وزيراً للحربية.

1 يوليه
معركة رأس العش.

11 ـ 16 يوليه
مؤتمر قمة عربي مصغر (6 دول) في القاهرة.

14 يوليه
الضربة الجوية المصرية على القوات الإسرائيلية قرب العريش.

22 يوليه
تعيين السيد أمين هويدي وزيراً للحربية.

27 يوليه
تعيين الفريق عبدالقادر حسن نائب لوزير الحربية.

29 أغسطس
مؤتمر قمة عربي في الخرطوم.

21 أكتوبر
إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، بصواريخ الزوارق المصرية.

5 نوفمبر
انقلاب يطيح بالرئيس اليمني عبدالله السلال، بقيادة حسن العمري، ومحسن العيني، وأحمد نعمان، وعبدالرحمن الايرياني.

22 نوفمبر
مجلس الأمن يصدر قراره الرقم 242.

عام 1968
21 مارس
معركة الكرامة بين القوات الأردنية والمقاومة الفلسطينية، والقوات الإسرائيلية.

24 مارس م
جلس الأمن يصدر قراره الرقم 248 يدين إسرائيل.

17 يوليه
انقلاب يطيح بالرئيس عبدالرحمن عارف في العراق، واستيلاء حزب البعث على الحكم، برئاسة أحمد حسن البكر.

16 أغسطس
مجلس الأمن يصدر قراره الرقم (256) يدين الهجمات الجوية الإسرائيلية على بلدة السلط الأردنية.

19 أكتوبر
السفير جونار يارنج يتلقى مذكرة من مصر.

2 نوفمبر
وزير الخارجية المصري محمود رياض يلتقي بوزير الخارجية الأمريكي دين راسك في نيويورك.

31 ديسمبر
مجلس الأمن يصدر قراره الرقم (262) يدين الهجوم الإسرائيلي على جنوب لبنان.

عام 1969
16 يناير
الدول الأربع الكبرى، تقدم مبادرة لإنهاء مشكلة الشرق الأوسط.

9 مارس
استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية.

10 مارس
تعيين اللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان حرب للقوات المسلحة المصرية.

1 إبريل
الطائرات الإسرائيلية تقصف مدينة السلط الأردنية.

15 مايو
وكيل وزارة الخارجية الأمريكي، جوزيف سيسكو يقدم مبادرة لحل قضية الشرق الأوسط.

25 مايو
انقلاب في السودان بقيادة جعفر النميري.

20 يونيه
تولى الرئيس الأمريكي الجديد ريتشارد نيكسون.

أغسطس
غارة جوية إسرائيلية على مطار بيروت الدولي.

26 أغسطس
مجلس الأمن يصدر قراراً يدين الغارة الجوية الإسرائيلية على مطار بيروت الدولي.

1 سبتمبر
انقلاب في ليبيا يطيح بنظام الحكم السنوسي ويعلن الجمهورية يقوده معمر القذافي.

8 سبتمبر
مصر تصعد الاشتباكات على خطوط وقف إطلاق النار.

10 سبتمبر
عزل اللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية

10 سبتمبر
عزل اللواء بحري محمد فهمي، قائد القوات البحرية المصرية.

10 سبتمبر
تعيين اللواء محمد أحمد صادق رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية

9 ديسمبر
مبادرة وليام روجرز، وزير الخارجية الأمريكي لوقف إطلاق النار.

10 ديسمبر
رفض إسرائيل لمبادرة روجرز.

«حرب اكتوبر وأزمة المخابرات الإسرائيلية»
حظيت حرب أكتوبر باهتمام واسع من قبل المفكرين والساسة والعسكريين في الوطن العربي واسرائيل بل وفي العالم أيضا ولعل كتاب حرب أكتوبر وأزمة المخابرات الاسرائيلية للمؤلف الاسرائيلي،
تسفي لائير أحد كبار المفكرين في مجال الدراسات الاستراتيجية في اسرائيل نموذج لذلك ومما يزيد من أهمية هذا الكتاب أنه أثار ضجة كبيرة في اسرائيل عند صدوره أدت في النهاية الى اختفائه والتعتيم الشديد عليه وتجاهله تماما في الكتابات العسكرية والاستراتيجية والسياسية الاسرائيلية التي تتناول حرب أكتوبر بالتحليل والدراسة والنقد وهو ما دفع مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة الى ترجمته الى العربية واصداره مؤخرا في اطار سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية التي يصدرها المركز.

ويقول د. محمد محمد أبوغدير الذي قام بالترجمة أن المؤلف يقدم في هذا الكتاب نقدا عنيفا للتفسيرات الاسرائيلية التي أعطيت لتبرير هزيمة الجيش الاسرائيلي في حرب 1973 مؤكدا على ضعف تلك التفسيرات وأنها لا تتناسب أبدا مع هذا الحدث الهائل في تاريخ العسكرية الاسرائيلية لكونها أول هزيمة عسكرية لاسرائيل على أيدي العرب.. كما أنها لم تفد في الكشف عن جوانب التقصير التنظيمية والمخابراتية من جانب الجيش الاسرائيلي ولا في تحليل عنصر المفاجأة وكيفية حدوثها حيث أنها تناولت قشور القضية فقط والظواهر السطحية لها ولم تتناول صلب المفاجأة والأسباب العميقة لها حتى لا تعترف بانتصار الفكر السياسي والعسكري العربي على الفكر الاسرائيلي لذلك فإن هذا الكتاب يعد شهادة تقدير واعتراف قوي بالنجاح الذي حققته العسكرية العربية في 1973 رغم محاولات التخفيف من الصدمة التي لحقت باسرائيل وبالاسرائيليين وبمؤسساتها السياسية والعسكرية والتي تصل الى حد عدم الاعتراف الكامل بالهزيمة.
ويتكون الكتاب من ثلاثة فصول ويتحدث المؤلف في الفصل الأول عن المفاجأة والانذار المبكر وهل المفاجأة في حرب أكتوبر كانت نتيجة لفشل في الانذار المبكر وأن المخابرات العسكرية الاسرائيلية فشلت لأنها لم تقدم الانذار المبكر المطلوب وبالتالي فهي مسئولة مسئولية مباشرة عن الانتصار المصري السوري في الحرب فالانذار المبكر يسمح بالتعبئة المنظمة لقوات الاحتياط كأساس راسخ في خطط دفاع الجيش الاسرائيلي وقد سقط هذا الأساس وبالتالي فشل الجيش الاسرائيلي في تنفيذ خططه الحربية وبخاصة لأنه يعتمد اعتمادا أساسيا على وحدات الاحتياط وانتشارها واستدعاء الاحتياط يعتمد على الانذار المبكر الذي لم يتم، فقد قضت لجنة اجرانات في أعقاب حرب يوم الغفران بأن المخابرات العسكرية «أمان» فشلت لأنها لم تقدم الانذار المبكر المطلوب ولذلك رأت اللجنة أن «أمان» مسئول بدرجة كبيرة عن النجاحات غير المتوقعة التي حققتها كل من مصر وسوريا خلال الأيام الأولى للحرب.
وقد رأت لجنة أجرانات وكذلك الرأي العام الاسرائيلي أن فشل جهاز المخابرات الاسرائيلي في اعطاء الانذار المبكر كان أحد الأسباب الرئيسية التي حالت دون توفير الامكانيات لجيش الدفاع لتنفيذ خططه السابقة عن الحرب ولو نفذت لكان في استطاعة جيش الدفاع كما حدث في الحروب السابقة تحقيق الانتصار الحاسم والسريع على الجيوش العربية حيث أن القوة الرئيسية لجيش الدفاع تعتمد على وحدات الاحتياط.
ومن المسلمات الراسخة الأخرى والتي تتصل بالمفاجأة التي حدثت في حرب يوم الغفران تلك التي ترى بأن الانذار المبكر المخابراتي الذي قدم صبيحة السادس من أكتوبر حدد الساعة 18.00 موعدا لبدء الحرب ولكن الحرب بدأت فعلا قبل ذلك بأربع ساعات أي في الساعة 13.58 ويتمسكون بأهداب تلك الحقيقة لتفسير الفشل العسكري الذي حدث في الأربع والعشرين ساعة الأولى للحرب وفي تفسير حقيقة أن الوحدات النظامية في القيادة الجنوبية لم تكن منتشرة وفق التخطيط المسبق، فمن المؤكد أن عدم تعبئة الاحتياط كما كان مخططا له بسبب الانذار المبكر قصير المدى فجر مشاكل خطيرة على مستوى تسليح القوات وتزويد الوحدات المختلفة بالعناصر البشرية المنقولة اليها على استعجال وأدى ذلك في بعض الأحيان الى الدفع بقوات الى ساحة القتال قبل أن تصل كل عناصر الدعم.
وفي نهاية هذا الفصل يقول المؤلف أنه يجب أن نضع علامة استفهام في نهاية الزعم القائل بأنه لو وصل انذار مبكر وبصورة مبكرة ولو قام جيش الدفاع بنشر كامل قواته لفشل المصريون والسوريون في تحقيق هدفهم ولما وقعت الحرب حيث يؤكد رئيس الأركان المصري الأسبق الفريق سعد الدين الشاذلي في مذكراته عن حرب يوم الغفران أن تقديرات المخابرات المصرية كانت ترى بأنه رغم خطة التمويه المصرية سيكون لدى الاسرائيليين انذار مبكر لمدة ثلاثة أيام على الأقل بل ربما سيكون لديهم هذا الانذار المبكر قبل اندلاع الحرب بخمسة عشر يوما
اكتشاف الصورة الخاطئة وفي الفصل الثاني يناقش المؤلف الفارق بين المفاجآت الآتية والمفاجآت الأساسية وأن صدمة يوم الغفران تتركز في اكتشاف المجتمع الاسرائيلي للصور الذاتية الخاطئة عن أنفسهم وعن قدرتهم العسكرية والاجتماعية وعن قدرتهم المعنوية حيث رأت لجنة أجرانات أن مفاجأة حرب يوم الغفران وقعت لأن التصور الخاص بشعبة المخابرات في القيادة العامة كان خاطئا وقد ربطت اللجنة ذلك بافتراضين استراتيجيين وهما.
ان مصر لن تبدأ الحرب ضد اسرائيل إلا اذا ضمنت لنفسها وفي البداية توافر القدرة الجوية على مهاجمة العمق الاسرائيلي وبخاصة مهاجمة المطارات الاسرائيلية الرئيسية لكي يصاب السلاح الجوي الاسرائيلي بالشلل. أن سوريا لن تشن هجوما واسعا على اسرائيل إلا اذا حدث ذلك في توقيت واحد مع مصر.
والملمح الهام الآخر الخاص بحجم المفاجأة الأساسية والذي لم يشمله وصف لجنة أجرانات لمصطلح «التصور» هو حالة الهلع التي شعر بها الطرف الذي تعرض للمفاجأة والتي لا ترتبط بالخصم مباشرة فقد انهارت خلال حرب يوم الغفران الفكرة القائلة بأن الجيش الاسرائيلي هو «محمية طبيعية» داخل المجتمع الاسرائيلي وأنه يمكن الحفاظ ولفترة طويلة من الوقت بهذا الجيش كواحة للفاعلية والمنعة للنأي به بعيدا عما يصيب المجتمع المحيط به وفوجئ الاسرائيليون بعدم فاعلية تنظيمه وانهيار المصداقية في التصريحات المتكررة من جانب زعمائهم من أن اسرائيل حققت بعد الأيام الستة انتصارا رسخ أمنها وحولها الى قوة جوية كبرى مما سيساعدها على تخليد الوضع الراهن السياسي الاستراتيجي على الدوام.
ولكن تبين للاسرائيليين في السابع من أكتوبر وللمرة الأولى أن هناك امكانية في أن تقع الهزيمة بجيش الدفاع على أيدي العرب بكل ما يستدل من ذلك من معان تجاه الصورة التي كونها الاسرائيليون عن قوتهم القومية - الاجتماعية - لقد فوجئ الاسرائيليون عندما تبين لهم بأنه ليس في مقدور الجيش الاسرائيلي حسم المعركة في جبهتين في آن واحد وأنه لكي يحقق الحسم في إحدى الجبهتين فإن عليه أن يتقبل وبصورة مؤقتة المكاسب العسكرية التي يحققها العرب في الجبهة الأخرى. ويمكن أن نفسر حالة الهلع التي حدثت بأنها ناجمة عن التبدد المفاجئ للمسلمات المتوارثة فهذه الفجوة بين التوقعات وبين الأحداث الفعلية فجرت الدافع النفسي للعثور على سبب أو عنصر تحمله مسئولية ما حدث وكان السبب الأول الذي سبق كتفسير للفجوة بين التوقعات وبين الواقع الفعلي هو عدم تلقي الانذار المبكر في الموعد المناسب فلقد خلقت سلسلة حروب اسرائيل منذ حرب 1948 وحتى حرب يوم الغفران صورتين داخل المجتمع الاسرائيلي ـالأولى: أن الأمن يحدد بالوسائل العسكرية وليس السياسية.
ـ الثانية «أن أي صدام عسكري مع العرب ينتهي بتعاظم الأمن الاسرائيلي وكان لحرب الأيام الستة دور حاسم في ترسيخ هاتين الصورتين..
وقد توافرت خلال حرب الاستنزاف جميع الملامح المطلوبة لزعزعة هذا التصور ولكن وبصورة تدعو للاستغراب قاموا بترسيخ هذا التصور حيث نظر الاسرائيليون الى نهاية حرب الاستنزاف على أساس أنها نصر اسرائيلي يثبت عجز العرب في أن يفرضوا على اسرائيل حلولا بالوسائل العسكرية وأنه بعد ثبوت التفوق الاسرائيلي في حرب الأيام الستة باعتبارها حربا شاملة فإن حرب الاستنزاف أثبتت أنه ليس أمام العرب فرصة الصمود في وجه اسرائيل في مثل هذه الحرب بينما تشكل الرؤية المصرية لحرب الاستنزاف دحضا واضحا لتلك النظريات الاسرائيلية، وهكذا ازدادت في أعقاب حرب الاستنزاف الآمال التي علقها الجيش على السلاح الجوي لكي يكون قادرا خلال الحرب القادمة أيضا على العمل كمدفعية ثقيلة وأن يقدم الدعم للقوات البرية ويحدث ذلك رغم أن حرب الاستنزاف أبرزت المصاعب المتزايدة أمام تحقيق حرية العمل للسلاح الجوي في الجبهة بسبب حوائط الصواريخ وفي صيف 1973 نشر نظام صاروخي للدفاع الجوي من دمشق فجنوبا صوب درعا وهكذا أصبحت هضبة الجولان جميعها منطقة مغطاة بالصواريخ وتضاءلت مساحة العمل أمام السلاح الجوي بنسب كبيرة واستند الدفاع الاسرائيلي في مرحلة صد الهجوم السوري على الدعم الفوري الذي يقدمه السلاح الجوي اذ لم تتواجد على امتداد الخط الأمامي ذاته سوى 70 دبابة تقريبا وقوة مشاة محدودة وما بين 3-4 بطاريات مدفعية.
ولكن ورغم كل ذلك لم يتم الاستفادة من هذه المعلومات حيث واصلت اسرائيل التمسك بتصور خاطئ عن أهداف الحرب العربية عشية حرب الغفران وخلالها أيضا فالمعلومات الواضحة التي تتحدث عن قيام المصريين والسوريين بحشد قواتهم استعدادا للحرب لم تدفع القيادة السياسية الى تصديق أن السادات والأسد يبدآن الحرب حقا وكان الموقف الاسرائيلي يرى بأن مثل هذه الحرب ستحسم عسكريا لصالح اسرائيل حيث أن العرب يفتقرون أي فرصة للانتصار فيها. ولذلك فقد شكلت حرب يوم الغفران بعدا جديدا عند مقارنتها بسلسلة الحروب التي خاضتها اسرائيل ضد العرب منذ حرب 1948 فهذه هي المرة الأولى التي خاض فيها الجيش الاسرائيلي حربا جاءت بدايتها في صورة هجوم عربي بكامل قواته فالخبرة التاريخية لجيش الدفاع لم تحصنه ضد هذا الاحتمال.
صحوة مبكرة ويشير المؤلف الى أنه رغم تعرض الجيش الاسرائيلي لحرب جاء بدايتها من جانب العرب لأول مرة فقد برزت سمة هامة خلال المراحل المتأخرة من الحرب وهي معدل الصحوة التي شاهدها الجيش لقد توافرت لاسرائيل خلال حرب يوم الغفران القدرة على قراءة الوضع وبسرعة الى جانب الحنكة والارتجال والجرأة لدى القادة المحاربين وكانت تلك عوامل هامة في الصحوة العسكرية في تحويل عجلة الحرب من وضع استهلالي خطير الى وضع تحقيق مكاسب عسكرية في نهايتها فقد نفذ الاسرائيليون الهجوم المضاد الأول الذي فشل في الجبهة الجنوبية في الثامن من أكتوبر أي بعد يومين من حدوث المفاجأة وفي الجبهة الشمالية استكملت قوات الجيش الاسرائيلي حتى العاشر من أكتوبر اعادة الاستيلاء على هضبة الجولان فيما عدا جبل الشيخ وبدأت في تقدمها في عمق الأراضي السورية وحدث كل ذلك رغم تعرض اسرائيل لمفاجأة في جبهتين وفي توقيت واحد.
وفي الفصل الثالث يقدم المؤلف تحليلا عميقا للدروس المستفادة من حرب اكتوبر 1973 ومن أهم هذه الدروس من وجهة نظر المؤلف أن حرب يوم الغفران كشفت التناقض الجوهري القائم بين التطور العظيم للفكر السياسي والعسكري المصري والسوري وجمود الفكر السياسي والأمني الاسرائيلي حيث تضمن التخطيط المصري السوري للحرب مجموعة كبيرة من اجراءات الاخفاء والتضليل ونفذ ذلك تحت ستار المناورة العسكرية حيث تلقى الضباط الذين تقرر اشراكهم في الحرب على مستوى السرية والكتيبة أوامر العبور قبل بداية الحرب بساعات معدودة فقط وأشارت البرقيات والرسائل المصرية الكثيفة التي قامت شعبة المخابرات في القيادة العامة بفك رموزها الى أن هؤلاء مشغولون بمناورة كبرى وقد أدى ذلك الى تزايد مشاعر المصداقية في المعلومات العلنية التي بثها المصريون عن المناورة كما قام المصريون في الرابع من أكتوبر بتسريح حوالي 20 ألف جندي من الاحتياط ونشر ذلك على الملأ كما نشرت جريدة «الأهرام» في الخامس من أكتوبر خبرا عن تسجيل أسماء الجنود للحج لمن يرغب في ذلك كما لم تعط اعمال المراقبة لما يحدث على مسافة 150-200م حيث تتواجد مواقع الجنود المصريين في الضفة الغربية للقناة أي اشارة الى الحرب المقبلة بل العكس هو الصحيح فقد قيل بعد الحرب من أن الجنود المصريين شوهدوا صبيحة يوم الغفران وهم يجلسون في استرخاء على المرتفعات الرملية ويرتدون ملابسهم الداخلية.
ويبدو في نهاية الأمر أن خطة الاخفاء والتضليل المصرية رسخت الاعتقاد لدى الاسرائيليين بأن المصريين والسوريين لن يجرؤوا على الهجوم ولكن لم يكن الاخفاء والتضليل يشكلان العنصر الحاسم في خلق هذا الاعتقاد بل الذي فعل ذلك هو الخداع الاسرائيلي الذاتي وكما يبدو فإن المخططين المصريين لم يولوا قبل الحرب أهمية حاسمة لعملية الخداع والتضليل ومن الشواهد الهامة على أن المصريين لم يعلقوا أهمية حاسمة على الخداع خلال تخطيطهم للحرب ماقاله الفريق الشاذلي والذي ورد في كتابه «حرب أكتوبر - مذكرات» من أن المخابرات المصرية ذاتها كانت ترى أن اسرائيل ستحصل على انذار مبكر قبل الحرب بخمسة عشر يوما وبدأ المصريون في تبني أسطورة الخداع بأثر رجعي عندما تبين لهم الى أى مدى كانت المفاجأة شيئا حاسما وعلى ضوء السهولة غير المتوقعة التي تمت بها عملية العبور جاء ابراز أهمية النجاح في الخداع كجزء من التوجه المصري الى اظهار حرب يوم الغفران ليس فقط كنصر عسكري بل كشاهد على انهيار أسطورة التفوق العسكري الاسرائيلي.
ماذا قال الأعداء عن حرب أكتوبر
=-=-=-=-=-=-=-=-

هل كان يتصور أنور السادات وهو يطلق فى الثانية من بعد ظهر السادس من أكتوبر دباباته وجنوده لعبور قناة السويس انه أطلق قوة عاتية رهيبة من شأنها أن تغير هذا العالم؟
أن كل شئ من أوربا إلى أمريكا ومن أسيا إلى أفريقيا لم يبق على حالته التي كان عليها منذ حرب يوم عيد الغفران .
إلا أن هذا الانقلاب المروع فيما يتعلق بإسرائيل قد اتخذ شكل الزلزال المدمر ذلك أن الحرب التي عصفت بها كانت قاسية عليها فى ميادين القتال ثم كانت اشد من ذلك دمارا على الناس هناك فقد شهدوا مصرع حلم كبير تهاوي ورأوا بعد ذلك صورة معينة من إسرائيل وهي تزول إلى الأبد .
الكاتب جان كلود جيبوه فى
كتابة الأيام المؤلفة فى إسرائيل

=-=-=-=-=-=-=-=-
إن مصر وخلفها سبعة ألاف عام من الحضارة تشتبك في حرب طويلة المدى مع إسرائيل التي تحارب اليوم لكي تعيش غدا، ثم لا تفكر أبدا فيما قد تصبح عليه حالتها في المستقبل البعيد نسبيا
الفيجارو الفرنسية
21/10/1973
=-=-=-=-=-=-=-=-

لقد غيرت الساعات الست الأولى من يوم 6 أكتوبر، عندما عبر الجيش المصري قناة السويس واقتحم خط بارليف، غيرت مجرى التاريخ بالنسبة لمصر، وبالنسبة للشرق الأوسط
هارولد سييف مراسل
صحيفة ديلى تلجراف بالقاهرة
29/10/1973

=-=-=-=-=-=-=-=-
لقد تركت حرب أكتوبر 1973 أثارا عميقة ليس على الشرق الأوسط فحسب… حيث بددت عددا من الأساطير والأوهام. إن حرب أكتوبر تركت أثارها ليس على الإستراتيجية العربية والإستراتيجية الإسرائيلية والنظريات والتكنيكات العسكرية فحسب، وإنما تركتها أيضا على عوامل أخرى مثل الروح المعنوية واستخدام أسلحة معينة في ميدان القتال وعلى سباق التسلح في الشرق الأوسط وعلى صعيد استخدام الأجهزة الالكترونية
الخبير العسكرى
ادجار اوبلانس
اكتوبر 1975

=-=-=-=-=-=-=-=-
لقد غيرت حرب أكتوبر الخريطة السياسية للشرق الأوسط وحطمت حالة الركود ودعمت من مركز الدول العربية وأظهرت أيضا الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الرجال تحت القيادة التي تتسم بالعزم والتصميم
بريجادير جنرال
كنيث هنت - بريطانيا

=-=-=-=-=-=-=-=-
أن القوات الجوية المصرية قد ظهرت على مستوى عال بصورة لم تكن متوقعة على الإطلاق .. حيث أظهر الطيارون المصريون أنهم لا يفتقرون إلى الجسارة والإقدام ،كما أظهرت الأطقم الأرضية العربية قدرتها العلية على تشغيل وإدارة أسراب طيران حديثة مثل (( الميج21)) تحت ظروف القتال الصعبة .
دور ميدلتون
الخبير العسكري


=-=-=-=-=-=-=-=-
لم أكن أعتقد أننا سنتكبد هذه الخسائر في الطائرات
بدور أينرك
طيار إسرائيلي سكاى هوك

=-=-=-=-=-=-=-=-
لقد أذهلنا المستوى الممتاز للطيارين المصرين .. وكفاءتهم القتالية العالية
أورى يوسف أوار
ملازم أول طيار إسرائيلي


فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعه ، و لم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود أى خطط محددة لأى هجوم عربى .
هنرى كيسنجر
وزير خارجية الولايات المتحدة 28 / 12 / 1973

-=-=-=-=-=-=-=-=-
يت منذ انتصار إسرائيل عام 1967 و كانت هناك أسطورة أولا تقول إن العرب ليسوا محاربين و أن الاسرائيلى
سوبرمان ، لكن الحرب أثبتت عكس ذلك.
مجلة نيوزويك الامريكية

-=-=-=-=-=-=-=-=-
لا أحد يدرك فى هذا البلد عدد المرات التى وصلتنا فيها خلال عام 1973 معلومات من نفس المصدر تفيد بأن الحرب ستنشب فى يوم أ, فى آخر دون أن تنشب بالفعل و لن أقول إن هذا كان قدرا .
جولدا مائير
رئيسة وزراء اسرائيل السابقة

-=-=-=-=-=-=-=-=-
الأمر المؤكد أن الجيش الأسرائيلى قد أخفق ، فلا يزال المصريون يدفعون قواتهم و معداتهم عبر الجسور الأحد عشر التى أقاموها و التى لم تستطع الطائرات الاسرائيلية تدمير أى منها ، إن الامر الواضح للجيش الاسرائيلى هو زيادة تصميم الجنود المصريين و قتالهم الشرس من أجل استرداد أراضيهم ، ثم المغزى العميق الذى تنطوى عليه قدرتهم المتزايدة و كفاءتهم الملحوظة فى إدارة شبكة الصواريخ المصرية المضادة للطائرات
هنرى ستانهوب
المراسل العسكرى لصحيفة التايمز
14 / 10 / 1973

-=-=-=-=-=-=-=-=-
دهشنا بما شاهدناه أمامنا من حطام منتشر على رمال الصحراء لكل أنواع المعدات من دبابات و مدافع و عربات اسرائيلية كما شاهدت أحذية إسرائيلية متروكة و غسيلا مصريا على خط بارليف .
مراسل رويتر
فى اليوم الثالث للحرب
-=-=-=-=-=-=-=-=-

لقد تحدثنا أكثر من اللازم قبل أكتوبر 1973 و كان ذلك يمثل إحدى مشكلاتنا فقد تعلم المصريون كيف يقاتلون بينما تعلمنا نحن كيف نتكلم لقد كانوا صبوريون كما كانت بياناتهم أكثر واقعية منا ، كانوايعلنون الحقائق تمام حتى بدا العالم الخارجى يثق فى أقوالهم و بياناتهم
حاييم هرتزوج
الرئيس الاسرائيلى السابق

-=-=-=-=-=-=-=-=-
كان الجندى المصرى يتقدم فى موجات تلو موجات و كنا نطلق عليه النار و هو يتقدم و نحيل ما حوله الى جحيم و يظل يتقدم و كان لون القناة قانيا بلون الدم و رغم ذلك ظل يتقدم
الجنرال شموائيل جونين
قائد جيش اسرائيل فى جبهة سيناء

-=-=-=-=-=-=-=-=-
لقد كان مبالغة فى الوهم فعلا من الجانب الاسرائيلى ان يصدق أن الدول العربية ستبقى مستسلمة الى الأبد حيال احتلال اراضيها و مهما تكن نتيجة المعارك فإن العرب أحرزا إنتصارا و قضوا على الصورة السائد عنهم .

صحيفة لوموند الفرنسية
-=-=-=-=-=-=-=-=-
دخل العالم نتيجة لحرب أكتوبر فى مرحلة اقتصادية جديدة و لن تعود أحوال العالم الى سابق عهدها قبل هذه الحرب
بيرميسمير
رئيس وزراء فرنسا 7 يناير 1974

-=-=-=-=-=-=-=-=-
إن العرب حققوا الانتصار و برهنوا على أن قواتهم تستطيع أن تقاتل و أن تستخدم الأسلحة المعقدة بنجاح كبير كما أن القادة العرب أثبتوا أنهم يقودون ببراعة
صحيفة التايمز البريطانية
-=-=-=-=-=-=-=-=-
إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وان ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون واظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغير عقلية القادة الاسرائيلين
هذه حرب صعبة معارك المدرعات فيها قاسية و معارك الجو فيها مريرة إنها حرب ثقيله بايامها و ثقيلة بدمائها

موشى ديان بعد 48 ساعة من الحرب

-=-=-=-=-=-=-=-=-
إن القوات المسلحة المصرية قد فأجت القيادة الاسرائيلية … الامر الذى لم تستطع إزاءه القيادة الاسرائيلية تعبئة قوات كافية من الاحتياط لمواجهة الموقف إلا بعد ثلاثة أيام
مراسل وكالة اليونايتدبرس فى تل أبيب
12 / 10 / 1973

-=-=-=-=-=-=-=-=-
إن الدروس المستفادة من حرب بأكتوبر تتعلق بالرجال و قدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها ، فالإنجاز الهائل الذى حققه المصريون هو عبقرية و مهارة القادة و الضباط الذين تدربوا و قاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر رغم أنها تمت تحت بصره و تكملة لهذا أظهر الجنود روحا معنوية عالية فى عداد المستحيل
الجنرال فارا هوكلى
مدير تطوير القتال
فى الجيش البريطانى


-=-=-=-=-=-=-=-=-
لقد أسفرت الجولة الرابعة عن كارثة كاملة بالنسبة لإسرائيل فنتائج المعارك و الإنعكاسات التى بدأت تظهر عنها فى إسرائيل تؤكد أهمية الإنتصارات التى انهت الشعور بالتفوق الإسرائيلى و جيشها الذى لا يقهر و أكدت كفاءة المقاتل العربى و تصميمه و فاعلية السلاح الذى فى يده
جورج ليزلى
رئيس المنظمة اليهودية فى ستراسبورج
يوم 29 أكتوبر 1973



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أنفاااااس

أنفاااااس


ذكر
عدد المساهمات : 310
نقاط : 732
السٌّمعَة : 9
تاريخ التسجيل : 14/06/2010

المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)   المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني) Emptyالخميس يوليو 15, 2010 4:09 pm



( 10 رمضان 1393هـ - 6 أكتوبر 1973م )
د. يوسف القرضاوي
من أهم ما حدث في شهر رمضان المبارك: ما فاجأنا وفاجأ العالم كله من حدث اهتزت له القلوب طربا، وابتسمت له الثغور فرحا، ولهجت به الألسنة ثناء، وسجدت الجباه من أجله لله شكرا.
إنه الحدث الذي عوضنا عما فوجئنا به من قبل في الخامس من حزيران (يونيو) 1967، والذي خسرت به الأمة ما خسرت، وكسبت إسرائيل ما كسبت، وضاعت به -إلى اليوم- القدس والضفة والقطاع والجولان، بالإضافة إلى سيناء التي استردتها مصر فيما بعد.


وهذا الحدث الذي أحيا الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، بل الأمة الإسلامية من المحيط إلى المحيط، هو: حرب العاشر من رمضان، وأنا أحب دائما أن أسميها معركة العاشر من رمضان، وليس السادس من أكتوبر؛ لأن شهر رمضان ونفحاته وبركاته وإمداداته التي هبت نسماتها على الجنود والصائمين والمصلين كان له أثره في تحقيق النصر، وإمداد المقاتلين بشحنة إيمانية دفعتهم إلى البذل والفداء، أما أكتوبر، فليس له أي إيحاء أو دخل في هذا النصر.
ما زلت أذكر هذا اليوم المشرق، وقد خرجت من درس العصر في مسجد الشيخ خليفة، فإذا الأنباء المبشرة تستقبلني، وإذا الهواتف تدق ولا تتوقف، للاتصال بي من هنا وهناك، مهنئة بما وقع، شاكرة لله تعالى، الذي صدق وعده، وأعز جنده، وهزم الظالمين وحده.
في أول الأمر خفت أن نكون مخدوعين، كما خدع كثيرون أيام نكبة 5 يونيو 1967، فقد كانت القاهرة تذيع الأكاذيب على الناس، وتخدرهم بأخبار لا أساس لها: طائرات إسرائيلية تسقط بالعشرات، والحقيقة أن طائراتنا هي التي ضُربت في مدرجاتها، ولم تطر حتى تسقط، ولكن كانت الشواهد كلها تؤكد أن هذه حقيقة وليس حلما، وأنه واقع وليس من نسج الخيال.
ألا ما أحلى مذاق النصر، وخصوصا بعد تجرع مرارة الهزيمة المذلة من قبل! وللأسف طالت هزائم الأمة في معارك شتى، وذرفت الدموع كثيرا على هزائمها، حيث لم تغنِ الدموع، وآن لها أن تجد مناسبة تفرح بها بعد حزن، وأن تضحك بعد طول بكاء.
لقد عبر الجيش المصري القناة، صنع قناطر أو جسورا للعبور عليها، مكونة من أجزاء، تُركب في الحال، ويوصل بعضها ببعض، فتكون جسرا فوق الماء تعبر فوقه المصفحات والمجنزرات والدبابات إلى البر الآخر، وقد بدأ بالعمل فيها منذ سنوات، ثم بدأت تجربتها، والتدريب عليها منذ شهور، في تكتم وسرية بالغة، وهذا عمل مصري خالص، لم يشترك فيه خبراء أجانب، ولهذا حفظ السر، ولم يبح به أحد.


بعد عبور القناة بسلام وأمان ونجاح، اقتحمت القوات المصرية ما عُرف باسم خط بارليف، الذي أقامته إسرائيل؛ ليكون حاجزا ترابيا بعد الحاجز المائي، وكانت العدة قد أعدت لتخطيه بإحكام ومهارة.
وكان كل شيء مُعدا بجدارة وأناة وحكمة، ولم يكن هناك شيء مرتجل، وقام كل سلاح بدوره: سلاح المهندسين، وسلاح الفرسان والمدرعات، وسلاح الطيران، كل قام بما هيئ له، وما كلف به.

وقد اختير التوقيت المناسب لبدء المعركة، وكان رمضان هو الوقت الملائم نفسيا وروحيا، لما يمد به الجنود من نفحات، وما يعطيهم من شحنة روحية، وكان أكتوبر مناسبا، من حيث المناخ، وليس فيه حرارة الصيف، ولا برد الشتاء.
وكان الوقت مناسبا من ناحية أخرى: أنه يوم الغفران، أو عيد الغفران عند اليهود، فلننتهز غفلتهم وانهماكهم في الاحتفال بالعيد، لنفاجئهم بضربتنا، كما فاجئونا بضربتهم في يونيو 67.


ولا يقال: كيف نباغتهم ولا ننذرهم؟ فمثل هذه الحرب لا تحتاج إلى إنذار ولا إبلاغ؛ لأنها حرب دفاع للمحتل، وهي مستمرة معه لم تتوقف.
وأهم من هذا كله: الروح المعنوية التي كان يحملها المقاتل المصري.. إنها روح الإيمان؛ الإيمان بالله تعالى، وأنه ينصر من نصره، والإيمان بأننا أصحاب الحق، والحق لا بد أن ينتصر، والباطل لا بد أن يزهق )وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا( (الإسراء: 81).

فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
الأنفال (17 )
³ وهل الجيش بعد الهزيمة.. عاد إلى الله عز وجل.. وتمسك بقدرته الإيمانية أمام العدو..
ª في سنة 1973م كان هناك قوة إيمان كبيرة جدًا لأن الناس بدأت ترجع إلى الله عز وجل وذلك بعد القضاء على أنصاف الآلهة الذين زالوا بعد النكسة.. فبدأ الجميع في الرجوع إلى الله والتحرك بالعمل والإيمان والتوجه إلى الله عز وجل.. كذلك فالجميع في تلك الفترة كانوا يستنجدون بالله عز وجل.. ولا يستنجدون بروسيا أو بأمريكا.. وقام الجميع بتأدية العمل المنوط بهم منتظرين توفيق الله عز وجل..
توجهنا إلى الله عز وجل.. ونـحن نقول الله أكبر فكانت الله أكبر هي التي زلزلت مكتب جولدا مائير في تل أبيب وكنا نردد عند إطلاق الذخائر قوله تعالى: «وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى»، فكانت الطلقات تصيب الهدف.
فنحن توجهنا إلى الله عز وجل بقلوب عامرة بالإيمان بقدرة الله عز وجل.. وذلك بعد أن أخذنا بجميع الأسباب التي بأيدينا والتي بعيدة عن أيدينا أيضًا.. فنـحن توكلنا على الله وليست تواكل.. وقلنا يا رب أنصرنا وتقبلنا شهداء عندك وانتصرنا بتوفيق الله عز وجل..

³ ألا توجد شواهد إيمانية.. تؤكد وجود الله بجانبكم خلال فترة الحرب؟
ª نعم توجد أشياء كثيرة حدثت خلال فترة الحرب..تؤكد قدرة الخالق ووقوفه بجانب الجيش المصري في الحرب.. وكان توفيق الله عز وجل والثبات الإيماني لدى الرجال هو المحرك والوقود الأساسي للحرب..
فنحن لدينا في سلاح المدفعية كان يوجد لواء لصواريخ «نون»، وكان هذا اللواء مقررًا له ضرب مركز قيادة وسيطرة بأم قشيب.. ونـحن نقوم بعمل شيء يعوض عن الأحوال الجوية غير النموذجية.. وتقوم بشيء اسمه «حل التقرير الجوي»، وحينما قمنا بكل هذا التقرير أخطأنا في الحسابات الجوية.. وذلك رغم أننا قمنا بكل الآلاف من التقارير الجوية قبل ذلك.. إنما هم في هذه المدة أخطئوا.. وأطلقوا الصواريخ.. فالصواريخ بدلاً من أن تقوم بضرب أم القشيب.. قامت بضرب مطار المليز الإسرائيلي.. ودمرت 12 طائرة كانت على درجة استعداد رقم (1) للإقلاع والاشتباك وكان الطائرات ميراج.. ونـحن حينما قمنا بالقذف فنـحن نفذنا المهمة.. ولكن الأهداف والتوفيق فيها كان من عند الله..

ونـحن بعد ذلك عندما تقابلنا مع اليهود في مباحثات الكيلو (101).. قالوا لنا لولا ضربه صواريخكم لمطار المليز لكنا استطعنا وقف العبور لقواتكم..
وأيضًا كانت أكبر مشكلة تقابلنا هي مسألة العبور وأنشأ الكباري.. لأن الكباري كانت لدينا.. كانت تنشأ في خلال ست ساعات لأنها قديمة.. فنحن قمنا بالعبور والاشتباك مع العدو بأسلحة منذ الحرب العالمية الأولى.. فكوبري بيلي الإنجليزي كان من الحرب العالمية الأولى.. والعميد فؤاد عزيز غالي وهو قائد الفرقة الـ (18) بالقنطرة عبرت بدبابات عددها (34) منذ الحرب العالمية الثانية.. والسؤال كيف نقاتل بدبابة منذ الحرب العالمية الثانية أمام دبابة أمريكية حديثة يتسلح بها الجيش الأمريكي في نفس الوقت..


فلا يوجد وجه للمقارنة بين الإمكانيات.. وبين الدبابتين ولكن التوفيق من عند الله فقط.. وكان لدينا مدفع 122م منذ أيام الحرب العالمية الثانية والطيران أيضًا ميج (17) وميج (19) وهي منذ الخمسينيات أمام السكاي هوك والفانتوم الحديثة..
فالحرب بالكامل كانت توفيق من قبل المولى تبارك وتعالى.. أكثر منه أي شيء آخر.. إنما السلاح أيضًا هو ما كان باستطاعتنا.. ولذلك نقول نحن أخذنا بالأسباب وبمدى استطاعتنا حتى لم يتبقى لنا شيء غير توفيق الله عز وجل..

وسلاح المهندسين كان مقدر لفرد وتركيب الكباري بـ 6 ساعات.. فمشكلة الكباري أنها قديمة وليست مثل الكوبري الذي عبر عليه شارون

الكباري أنها كانت قطع معديات يتم فردها وتركيبها في بعضها عن طريق مسامير أو خوابير.. فكل معدية بها أربعة أخرام يتم تركيب المسامير بها.. ولكن قدرة الله ومشيئته وبركة ذلك الشهر الكريم.. جعلت تركيب تلك الكباري التي تمثل صعوبة كبيرة جدًا في تركيبها بسبب تيارات المياه بالقناة.. فقد تم تركيب الكباري كلها في أقل من ساعة وعبرت عليها القوات كلها..
كذلك أثناء عودة طائرة هليكوبتر من عملية إمداد في سيناء وقامت باعتراضها طائرة فانتوم.. فأطلقت الهيلكوبتر النار من رشاشها على الفانتوم فتسقطها.. فكل ذلك بأمر الله عز وجل..


وكذلك ما حدث ساعة إطلاق قوات الدفاع الجوي أحد الصواريخ المضادة للطائرات ضد طائرة فانتوم فتسقطها وبقاياها تتطاير لمسافة كبيرة جدًا لتسقط طائرة أخرى..

فشهر رمضان كان دائمًا شهر انتصارات وشهر الجهاد ونـحن في الجيش في ذلك الوقت رفضنا أن نفطر وقاتلنا جميعًا ونـحن صائمون.. طيلة أيام الحرب.. ومن استشهد وهو صائم.. فالله عز وجل أراد أن نقاتل في ذلك الشهر ليسبغ علينا نعمه الكثيرة..
تفاصيل الخطة

³ ماذا كانت تقول الخطة.. أو كيف كانت تتمثل تلك الخطة؟
كانت تتمثل في عبورنا لقناة السويس عنوة.. ونقتحم خط بارليف ونقوم بتدمير العدو على خط بارليف.. ونقوم بصد الهجمات والضربات المضادة الإسرائيلية التي كانت متوقعة وقد حدثت.. ثم الوصول إلى عمق 20كم.. ونقوم بتأمينه ونتمسك به.. وبعد وقفة تعبوية أو بدونها من الممكن أن نطور القتال شرقًا طبقًا للموقف..
³ هل لنا أن نعرف ما هي الإمكانيات التي كانت متاحة؟
كانت قدراتنا وإمكانياتنا في ذلك الوقت 5 فرق مشاة.. وكانت كل فرقة مشاة مدعمة بلواء مدرع.. ومدعومة بجانب اللواء المدرع بكتيبة صواريخ مضادة للدبابات.. ومدعمة بست كتائب مدفعية بالإضافة إلى لواءين من الدفاع الجوي للصواريخ سام6 و5 فرق كان من المفترض أن يقوموا بالتطوير.. وهم الأنساق الثانية والاحتياطي..
³ أنت قلت أنه كان لدينا 5 فرق في سيناء وخمس فرق في غرب القناة.. فكيف دخل شارون بقواته فيما يسمى الثغرة…
الثغرة حينما يتم الحديث عنها.. لا بد أن نعرف من أين أتت.. فنحن حينما دخلنا بالقوات الاحتياطية الذين كانوا على الشط الآخر من القناة وهو الأنساق الثابتة والاحتياطي.. وسحبناهم إلى شرق القناة من أجل تطوير العمل القتالي والهجوم وتقوية الوحدات الموجودة وذلك بعد يوم 15… فكذلك صمدت القوات ولم يحدث أن انهارت فرقة في شرق القناة أو اخترقت.. والجيش المصري لم يستطع أيضًا افرق العشر أن يغطي مساحة 160كم.. ومسألة الثغرة تلك قامت باكتشافها طائرات التجسس الأمريكية بين الجيشين الثاني والثالث.. وهي في منطقة شرق البحيرات المرة.. وكان تلك المنطقة يغطيها من الغرب كتيبة مدرعة كويتية وكان مقرها نادي فايد.. وهناك الاحتياطات التي تم سحبها إلى داخل سيناء.. وهي خمسة فرق منهم فرقة لحماية القاهرة الكبرى وأرقع طرق أخرى تم سحب ثلاثة منها لسيناء لتطوير العمليات وذلك بضغط من سوريا بعد 15 يوم..
فعبرت الثلاث فرق إلى الشرق.. وتبقت فرقة واحدة وتتكون من لواء مدرع ولواءين ميكانيكا.. لأن تلك الفرق سحب منها قوات لشرق القناة وكانت قوة تلك الفرقة تتمثل في فرقتين ميكانيكا و60 دبابة.. ومن أجل ذلك هم لم يفعلوا شيئًا أمام فرق شارون التي كانت تتمثل في 330 دبابة حديثة.. فقام شارون بتدمير تلك الفرقة وأصبح الطريق أمامه خاليًا بدون مقاومة.. وباستثناء الصواريخ المضادة للدبابات الخاصة بالجيش الثاني الميداني التي نصبت له حينما كان المشير أبو غزالة قائدًا للمدفعية.. وشارون أراد في أول هجوم له بعد الثغرة أن يحاصر الإسماعيلية.. ولكنه فر حيث تصدت له كتيبة الاحتياطي المضاد للدبابات ودمروا له 6 دبابات.. فقام بالنزول ناحية السويس وذلك على طريق المعاهدة التي لم تكن به في ذلك الوقت قوات.. ووصل حتى الأديبية.. وتقابل مع لواء ميكانيكا ودمره إلى أن وصل إلى السويس.. الذي قاومت أهلها مع بعض وحدات الجيش..
³ كلامك هذا مناقض تمامًا لكلام الفريق الشاذلي عن الثغرة؟
الشاذلي كان مصابًا بالغرور، وهو ارتكب أكثر من ثلاثة أخطاء خلال الحرب.. أولها أنه دفع بلواء مظلات للاشتباك مع قوة شارون المدرعة مما أدى لإبادته.. فهل يمكن للواء مسلح بأربجيهات وأسلحة خفيفة أن يصمد أمام دبابات مهاجمة.. فقضى عليه.
والخطأ الثاني أنه تأخر في دفع الاحتياطي المضاد للدبابات الذي طلب أبو غزالة منه أن يدفع به.. فاضطر أبو غزالة أن يدفع بالاحتياط بدون أوامر من سعد الشاذلي.. الأمر الذي أدى إلى نجاة الإسماعيلية من الحصار الذي كان سيقوم به شارون.
والشيء الثالث أنه طلب سحب قوات مقاتلة من الشرق والانسحاب أثناء الحرب مصيبة لأنه ستحدث فوضى..
³ هو أراد ضرب قوة شارون المدرعة بالصواريخ لإبادتها..
أي صواريخ.. قوة شارون ضربت من قبل اللواء (65).. وكان قائد ذلك اللواء عبد الرحمن عبد العال.. ولكنها لم تفعل شيئًا.. فالصواريخ ماذا ستفعل هل ستدمر دبابة أم ستدمر اثنين.. فالصواريخ ليست مهيأة لتدمير فرقة مدرعة.. لأنها تحتاج إلى عدة صواريخ..
ونـحن في ذلك الوقت كنا حذرين في استخدام الطائرات.. بسبب الخوف من تدمير السلاح الجوي المصري، وخاصة بعد دخول أمريكا الحرب في ذلك الوقت وإنشائها جسر العريش.
جسر العريش
³ بخصوص جسر العريش.. ألم تحاول القوات المصرية إيقافه؟
نـحن أرسلنا أربع طائرات ميراج لتدمير منطقة الإنزال، ولكن القوات الأمريكية تصدت لطائراتنا وأسقطت اثنين. وفي يوم 13 نوفمبر ذهب كيسنجر إلى جولدا مائير في مكتبها بتل أبيب.. فقالت له أن خط بارليف يشبه حتة الجبنة الريكفور السويسرية.. كلها أخرام.. وأعطت أوامر للجيش بالانسحاب من خط القناة.. فقال كيسنجر لجولدا مائير أن ذلك يشبه نهاية المعبد الثالث فقالت له أعدوا إذًا لحرب القيامة.. وفي نفس اليوم قامت بنشر 13 سلاح نووي تحت عين وسمع الأقمار الصناعية الأمريكية.. ومن أجل أن ترسل لنيكسون رسالة قائلة له أن لم تمدوني بالسلاح سأقوم باستخدام السلاح النووي.. الأمر الذي أدى بنيكسون إلى إنشاء جسر جوي لنقل السلاح لإسرائيل.
ومن أجل ذلك قال كيسنجر لجولدا مائير أنا أستطيع تأجيل حرب القيامة 100 عام إن هي وافقت على عمل فصل للقوات وأن تترك بعد ذلك العمل للقنوات الدبلوماسية.
والقضية كانت بالنسبة لنا هل نـحن نـحارب أمريكا أم نـحارب إسرائيل, فنحن استمررنا حتى يوم 15 ونـحن نـحارب إسرائيل إلى أن دفعنا قواتنا لتطوير الهجوم.. فتدخلت أمريكا.. سواء بطائرات التجسس أو بالأقمار الصناعية.. أو بالجسر الجوي الذي قام بتعويض القوات الإسرائيلية عن خسائرها من العتاد والذخيرة..
ولذلك حينما قام شارون بأسر أحد الضباط المصريين ووجد معه خريطة للقوات.. قال له لو أن هذه القوات ويقصد بها الفرق الخمس التي كانت موجودة غرب القناة.. كانت موجودة ما استطعنا العبور وكان يقصد بالقوات الفرقة الرابعة والفرقة 21 والفرقة السادسة وكانت تلك القوات تمثل الثقل الاستراتيجي للقوات الموجودة في سيناء.
وحينما بدأنا نـحن يوم 14 أكتوبر في تطوير الهجوم وقاموا يوم 16 بالهجوم بفرق دبابات بقيادة شارون.. عن طريق الثغرة التي كانت بين الجيشين الثاني والثالث.
وكان المفروض أن يكون تكوين القوات المسلحة من 15 فرقة وليس من عشر فرق.. ولكن القضية كانت قضية إمكانيات..
³ لماذا لم يتم تطوير الهجوم.. حتى منطقة الممرات؟
سئلت هذا السؤال من الملحق العسكري العراقي في الهند عام 1975م حينما سافرت كملحق عسكري لمصر بالهند.. أن الطريق كان يعد ل لي المحلق العسكري العراقي لماذا لم تصلوا إلى المضايق رغم أن الطريق كان يعد
مفتوحًا أمامكم..
وأنا بالصدفة قرأت كتاب اسمه حراس البوابة الشرقية أصدرته القيادة العراقية عن الدور الذي قام به الجيش العراقي.. لصالح سوريا.. فقلت له أنكم في كتابكم هذا قلتم أنكم دفعتم باللواء عشرين مدرع إلى سوريا يوم 16 أكتوبر وصل إلى الحما، وتحرك منها في الصباح وعند المغرب عاد إلى قواعده.. وكان ما تبقى من قوته 20%.. فهل تريد أن يحدث مع مصر ومع الجيش المصري ما حدث مع اللواء (20) الخاص بكم..
وحسابتنا داخل الجيش كانت قائمة على ما تستطيع صده.. فالجيش محتاج إلى تغطية جوية ومحتاج إلى الدفاع الجوي.. والمسألة ليست في العشرين كيلو فقط.. فمنظومة الصواريخ الثابتة وهي الصواريخ سام3 تطلق من مواقع ثابتة وآخر مداها عشرين كيلو شرق القناة.. ولكن أيضًا يوجد صواريخ دفاع جوي متحركة كانت تتحرك معانا ودخلت معنا إلى سيناء وهي صواريخ سام 6.
والمشير أحمد إسماعيل رحمه الله سافر إلى موسكو قبل الحرب وطلب صواريخ دفاع جوي تتحرك مع القوات.. وذلك منطق أنهم رفضوا إعطائنا طائرات للهجوم أو دبابات لتحريك القوات.. إذًا فليعطونا صواريخ تقوم بعمل تغطية جوية للقوات وتتحرك معها.. وطلب المشير من الروس وحدة صواريخ لكل فرقة من الفرق الستة التي دخلت إلى سيناء منها خمس ويتبقى وحدة في الخلف، ولكنهم رفضوا إعطائنا الوحدات الست وأعطونا وحدتين للوائين فقط.. فبدلاً من أن نعطي لواء لكل فرقة.. أعطينا لواء لكل جيش.. فالجيش الثاني أخذ لواء سام 6 وعبر معه.. وأيضًا الجيش الثالث أخذ لواء سام 6 وعبر معه.. وكان ذلك بتسليح الجيشين داخل سيناء في ذلك الوقت..
³ إذًا خطة الحرب وضعت في حدود العشرين كيلو متر داخل سيناء..
الخطة وضعت في حدود المتاح من الإمكانيات.. ولذلك حساباتنا كانت صحيحة.. فكل الهجمات التي قام بها الجيش الإسرائيلي على الجبهة تم صدها.. لأننا حسبنا طبيعة القوة بطريقة صحيحة..
.. ولكن لو تقدمنا بدون دفاع جوي كان من الممكن تطويقنا من الخلف والأمام.. وتم حصارنا وتم تدميرنا.. ثم استطاعوا بعد ذلك العبور إلى القناة..
ولكن كل القوات صمدت حتى آخر يوم من أيام القتال.. فالفرق الخمس كلها صمدت لآخر لحظة..
³ تكلمت عن الدروس الثلاث.. فماذا عن الدرس الرابع؟

الدرس الرابع وهو القرار الرشيد.. وأنا تكلمت عنه وقلت أنه القرار في 1967م كان قرار فردي وعفوي.. وهو بيد عبد الناصر في ذلك الوقت.. فكل القرارات كان عفوية وكانت نتائجها كوارث.. مثل قراره بغلق مضايق ثيران ودخوله الحرب مع إسرائيل.. رغم عدم جاهزية الجيش المصري لخوض تلك المعركة.. فقرارات عبد الناصر كانت كلها هزائم.. فتأميم قناة السويس وحرب 1956م كانت هزيمة.. والوحدة مع سوريا.. تبعها هزيمة وانفصال في 1962م ودخول حرب اليمن في 1962م هزيمة وحرب 1967م هزيمة ونكسة.. ولذلك كان لا بد من تغيير القائد.. لأن قائد الهزيمة لا يقود للنصر.. وذلك لا ينفع.. فلسان حاله يقول بالانسحاب..
فعبد الحكيم عامر أعطى أمرًا للفرقة الرابعة بالانسحاب ثم عاد وأعطاها أمرًا بالعودة إلى سيناء ثم عاد وأصدر لها أمرًا بالانسحاب إلى الغرب.. فهذا تهريج..
وقرار الحرب نفسه كان يمثل صعوبة ولا يصح أن يصدر من فرد.. قرار حرب 1973م اشتركت فيه كثير من الهيئات والجهات وبدراسات كثيرة على مختلف المستويات.. مع مراعاة مختلف الظروف والمتغيرات حتى أخذ قرار الحرب بصورة سليمة ورشيدة..وتم تنفيذ كل المطلوب من القوات.
واليوم نجد أن الجولان مازالت محتلة.. وكذلك الضفة الغربية وغزة.. ومسألة النقد الذي وجه للقرار المصري عند تحرير سيناء بمعاهدة السلام فمن وجه النقد يسعى الآن لتحقيق ما وصلنا إليه..
وقيمة الحرب تكمن في تحقيقها لهدفها السياسي.. وهو تحرير سيناء.. وقد تم حتى أخر حبة رمل بها..
³ أشرت إلى أن عبد الناصر كانت كل أفعاله كوارث ألا توجد له أي مميزات

قام بها..؟
لا توجد له أي مميزات.. فقراراته كلها سيئة.. فنحن الآن عدنا إلى الخصخصة بعد تلك القرارات التي أخذها عام 1961م.. وله هزائم عسكرية واجتماعية واقتصادية.. فنحن لا بد أن نعود الآن إلى ما قبل عبد الناصر.. أتقول لي مثل البعض بأنه قام بعمل القومية العربية.. فما هي نتائجها.. وأين هي القومية العربية اليوم..
³ ما رأيك إذًا في فترة حكم السادات..؟
في فترة السادات حدثت حرب 1973م وهي حرب النصر وبدأنا نتحول إلى القطاع الخاص واستعدنا علاقاتنا مع الدول العربية كلها.. فعلاقاتنا كانت قبل عام 1970م مقطوعة مع عدد كبير من الدول العربية.. ومن ثمار جهد السادات لم الشمل العربي فمشاركة سوريا في الحرب جهد
السادات السياسي..
والسادات نجح في أن يعبئ الدول العربية خلف مصر.. وأن يعيد الانضباط للجيش.. فيكفي أن هناك أحد قادة الجيش المسيسين كان فرقته تنسحب من سيناء وهو يستحم بحمام سباحة نادي الجزيرة مع الفتيات..
ونـحن خلال فترة الست سنوات وهي التحول من الهزيمة إلى النصر لم يكن لنا من هم غير تحرير الأرض فقط.. وتحريرها سواء بالدم أو بالعمل هذا هو الهدف الأكبر بالنسبة لقادة وضباط الجيش..
³ ماذا عن المعنويات التي كانت سائدة في تلك الفترة؟
المعنويات كانت سيئة جدًا سواء لدى الشعب أو لدى الجيش.. فأنا في تلك الفترة كانت برتبة مقدم.. وكان همي الوحيد أن تقف السيارة التي كانت تقلني من الجبهة إلى منزلي بالقاهرة في إشارة مرور.. وأنا وأنا أرتدي لبس الجيش الكاكي..
فأنا كنت أشعر أن الناس تنظر لي نظرة المسئول عن النكسة وعن الهزيمة وأن عند عودتي من الجبهة كنت أقوم بخلع لبس الجيش وأرتدي لبس ملكي.. حتى أغوص وسط الناس ولا يعرفني أحد.. ولكن الضباط لم يكونوا مسئولون عن الهزيمة.. فالقيادات هي فقط المسئولة عن تلك الهزيمة.. والجيش نفسه الذي هزم في 1967م هو الذي انتصر بعد ست سنوات في 1973م.. و6 سنوات ليس بكثير في عمر الجيوش..
إنما الذي تغير هم القواد الذين حولوا الهزيمة إلى نصر وهم الذين قادوا التحول من أوهام كنا نعيشها إلى عملية نصر وقدرة على فعله..
على تواصل
معلم فحمه ..
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
الأنفال (17)

كيف كان دور الاتحاد السوفيتي.. بشأن مسألة التسليح؟
الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت لم يفعل أكثر من تعويض أسلحتنا التي خسرناها في حر 67.. ولكنه لم يقدم لنا السلاحين المهمين الذين يمكن أن نستعيد بهم سيناء بالهجوم.. فالهجوم ببساطة يريد طائرة مقاتلة وقاذفة تصل إلى العمق لتأدية المهام.. ويريد دبابة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يعطينا الدبابة ولم يعطينا الطائرة المهاجمة.. لأنه ببساطة كان هناك اتفاق بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية.. بأن يسلحنا التسليح الذي يغير موازين القوى.. ويمكننا من أن نستعيد سيناء بالكامل وأن نـحررها.. وهذا هو الجهد الثاني الذي قمنا به.
³ ماذا عن الجهد الثالث؟
الجهد الثالث كان الاطمئنان على مستوى الكفاءة القتالية.. فالتمامات القتالية كانت في 67 وما قبلها على مستوى التهريج من عينة برفييننا يا ريس.. مثل ما قال المشير لجمال عبد الناصر..
ونـحن رأينا في 68، 69 وأوائل 1970.. حينما دخلت القوات الجوية الإسرائيلية في معركة مع الدفاع الجوي المصري وقضت على الدفاعات الجوية التي كانت موجودة.. وأصبحت السماء في مصر مفتوحة للطائرات الإسرائيلية تفعل بها ما يحلو لها.. فكانت تقوم بغارات كثيرة منها مدرسة بحر البقر.. واختراق حاجز الصوت فوق منزل جمال عبد الناصر.. وضربت في ألماظة وأسيوط وغيرها..
ونـحن في هذا التوقيت دخلنا في معركة كبيرة من أجل بناء الدفاع الجوي واضطر عبد الناصر وقتها أن يأتي بأطقم دفاع جوي من روسيا كاملة بأفرادها.. حتى يستنى له بناء قوات دفاع جوي مصرية على أساس سليم وأصبحنا بالتالي التمامات القتالية منذ ذلك الوقت سليمة..
فالقرارات وقتها كانت فاشلة وعشوائية.. فثلث الجيش كان باليمن.. وكان قرار دخول الحرب مع عدم استعداد يمثل مهزلة كبيرة.. ودخل الجيش المصري مرحلة كبيرة جدًا.. لبناء الدفاع الجوي خطوة خطوة.. حتى يعيننا هذا السلاح القوي.. الذي استطعنا به أن نعبر إلى سيناء وأن نصمد في وجه القوات الجوية الإسرائيلية.. كذلك فجمال عبد الناصر أضطر خلال فترة بناء هذا السلاح أن يقبل مبادرة روجرز لوقف إطلاق النار والفصل بين القوات.. وذلك في يناير 1970م حتى يتوفر المناخ الملائم لبناء حائط الصواريخ ووضع قواعد الدفاع الجوي..
وبعد وفاة عبد الناصر لم يكتف السادات بأخذ التمامات للكفاءة القتالية من وزير الدفاع فقط وإنما كان يأخذ التمامات عن كفاءة القوات المسلحة من ثلاثة جهات.. فهو كان يأخذ التمامات من هيئة تفتيش القوات المسلحة التابعة لوزارة الدفاع.. وكان يأخذ التمام أيضًا من كبير الخبراء الروس الموجودون لدى الجيش المصري وقبل حرب 1973م شكل الرئيس السادات لجنة خاصة مشكل فيها جميع أفرع القوات المسلحة بقيادة اللواء مصطفى جمال.. وقامت تلك اللجنة بعمل تفتيش واختبار عملي للقوات المسلحة قبل العبور.. وتم عمل الاختبارات اللازمة لعملية العبور لكل اللواءات التي شاركت في العبور.. واقتحمت خط بارليف.. وذلك أمام اللجنة.. التي قامت بعمل محاكي لخط بارليف بالفرع الثاني لقناة السويس وهو الفرع الأرضي من جزيرة البلاح..
وجزيرة البلاح تقوم بتقسيم قناة السويس جنوب القنطرة إلى فرعين فرع ناحية سيناء وهو كان تحت السيطرة الإسرائيلية.. وفرع ما بين جزيرة البلاح والقنطرة غرب..
وكان تدريب القوات بالكامل على تلك الجزيرة.. فنحن تدربنا على العبور إلى جزيرة البلاح على اعتبار أنها تمثل خط بارليف..
وكانت اللجنة التي شكلها الرئيس السادات.. قد رأت واختبرت جميع اللواءات.. واختبرت القوات المسلحة بالكامل.. وأعطت تمامها للقائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الرئيس السادات..
ومن ذلك فحينما أتت خطة حرب 1973م كانت تلك الخطة تتماشى مع مستوى القوات المسلحة.. وإمكانيات القوات المسلحة.. فنحن كان لدينا في ذلك الوقت عشر فرق.. وكان إسرائيل لديها 15 فرقة.. فهي طورت نفسها أيضًا.. ونـحن لم يكن لدينا الدبابات التي تقاتل حتى الحدود.. ولم يكن لدينا الطائرات التي تقوم بتغطيتنا.. فوضعت الخطة أو المهمة بناءً على الإمكانيات..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المال لا يصتع الرجال . ولاكن الرجال يصتعون كل شىء (الجزء الأول)
» من الأفضل الأول أو الثاني ؟
» فيلم twilight توايلايت الجزء الثاني, الجزء الثاني من فيلم twilight توايلايت
» المال بين بخيل وغني وفقير وسخي
» اللقاء الثاني...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأميرة  :: المنتدى العـــــــــــام :: منتدى الموضوعات العامة-
انتقل الى: