كل ما يخص - ليلة الدخلة - موضوع شامل
.
ينبغي
للمرأة أن تعرض على العريس جميع محاسنها ، وأن تظهر له ما خفي من زينتها ،
ويستحسن لها ليلة بنائها ألا تفرط في التمنع على زوجها فيما يريد منها ،
ولا بأس بالامتناع الخفيف
، كذلك ينبغي للعريس أن يحسن التصرف مع عروسه ليلة الزفاف ، فلا يتخطى
حدود اللياقة والكياسة ، ويتعجل تحقيق الاتصال الجنسي دون مقدمات ، فلا بد
من اسئناس الزوجة ، وإبعاد الخجل عنها بصورة تدريجية .فعلى الزوجين ليلة البناء أن يطهرا باطنهما ويزيناه بالتوبة من جميع الذنوب والآثام والعيوب ، فيدخلان طاهرين
نظيفين حسا ومعنى لعل الله يكمل لهما أمر دينهما بهذا الزواج ، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ( من تزوج فقد استكمل نصف دينه ، فليتق الله في
النصف الآخر ) .
صلاة الزوجين معاً في بيت الزوجية :إذا ما دخل الزوجان البيت يستحب أن يصليا ركعتين ، لأن ذلك منقول عن السلف رضوان الله عليهم ، فإذا فرغ الزوج من الصلاة والدعاء فليقبل بوجهه إليها ويجلس بجوارها ويسلم عليها ويباسطها بالكلام الحسن .
الملاعبة :وعليه قبل الجماع أن يمازحها ويلاعبها ويلامسها ويقبلها ، ولا يأتيها على غفلة ، فإن لليلة الأولى في حياة الزوجين أثراً كبيراً في تولي الحب أو البغض ، وعلى العروس تعلم أن لحديثها وصوتها سحراً ينبغي أن توجهه إلى زوجها حتى تسارع للوصول إلى شغاف قلبه .
المداعبة :فالمداعبة تكون كما يلي :
1. التقبيل : أي تبادل القبلة بين الزوجين ،
2. ملاعبة الرجل زوجته : وهذا يثير جدا رغبة المرأة .
4. المباشرة : أي الصاق البشرة بالبشرة ، وذلك بالمعانقة والضم المتبادلين بين الزوجين ، أما المداعبة بالقول : فتكون بتبادل الكلمات المعبرة عن شوق كل من الزوجين إلى الآخر وحبه له ورغبته فيه ، وبعد هذه المقدمات يصبح الزوجان على أتم الاستعداد للمباضعة ويحظيان منها بما يريدانه من تمتع وتحصن وعفاف .
مثل هذه المداعبات والملاعبات بين العروسين فن هام يتوقف عليه وجود المتعة واستمرار الحياة الزوجية السعيدة ، فإن المرأة تحب من الرجل ما يجب هو منها ، .
الجماع :الجماع هو أن يأتي الرجل زوجته في فرجها ( موضع الحرث ) ، من أي جهة شاء ، من خلفها أو من أمامها ، لقوله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة أو مدبرة ، مادام ذلك في الفرج ) .
غشاء البكارة :قال الشيخ علي محفوظ في كتابه " الإبداع في مضار الإبتداع " : ( من أشنع البدع وأقبحها العادات فض البكارة
بالأصبع ، فإنه مع مخالفته للسنة المحمدية كثيراً ما يضر بالعروس ويسبب
لها العقم ، ويورثها في الغالب داء الرهقان ، وكل ذلك ضرر لا يخفى حرمته )
.
ولا يبرر هذا السلوك طلب إثبات شرف الفتاة ، وطهرها ، فإن المرأة أو الفتاة التي لم يكن لها من دينها وحسن نشأتها ما يعصمها من الزلل ، لا تعجزها الحيلة
في خداع زوجها ليلة الزفاف ، وهذه الحيل معروفة لدى الأطباء وقرناء السوء
، ولها نفس الظاهرة الناتجة عن إزالة البكارة وسيل الدماء .
ومن ناحية أخرى فإن أغشية البكارة تختلف من واحدة إلى أخرى فقد تكون بالغة الرقة عند بعضهم ، فتنتهك لمجرد حركة عنيفة أو سقطة شديدة
، دون أن تشعر الفتاة بما أصابها إلا حين تفاجأ في ليلة الزفاف ، ويحيط
بها العار وهي منه براء ، في حين أن بعض الأغشية الأخرى تمنح لصاحبها فرصة
الالتئام بعد العبث بها والنيل منها وهناك نوع آخر من الأغشية
لا يتمزق بأي حال من الأحوال مهما كثر الاستعمال ، ولا يزول إلا بالولادة
، فقد تحمل صاحبته مولوداً وما يزال غشاء بكارتها سليماً .
أوقات الجماع :يكون الجماع في أول الليل أو آخره ، لكن أول الليل أولى ، لأن وقت الغسل
يبقى زمناً متسعاً ، بخلاف آخر الليل ، فإنه قد يضيق عليه ، وقد يؤول إلى
تفويت صلاة الفجر في جماعة ، أو إلى إخراج الصلاة عن وقتها ، كما أن التأخر إلى آخر الليل بعد نوم عميق قد يغير رائحة الفم أو الأنف فإذا شمه أحدهما فإن ذلك سببا في كراهة صاحبه .
ويعتبر أحسن أوقات الجماع بعد صلاة الفجر قليلا حيث يكون الزوجان مستريحي الجسم والتفكير ، ولا بأس من النوم بعد ذلك ولو قليلا ، وفي ذلك متعة عظيمة ، كما أن في الغسل أو الوضوء قبل الجماع تنشيطاً للجسم وتهيئته له : .
التسمية والدعاء عند الجماع :واعلم أخي المسلم أن من السنة المطهرة الدعاء قبل الجماع ، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله ، بسم الله ، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك أو قضى ولد ، لم يضره شيطان أبدا ) ، يأتي أهله : أي يجامع زوجته .
آداب الجماع :ومن آداب الجماع أنه إذا قضى وطره منها فليتمهل عليها ، .
تقبلها وتغمزها وتلمزها ، فإذا رأيت أنه قد جاءها مثل ما جاءك واقعتها فإن فرغ قبلها كره له النزع حتى تفرغ
، لما روى أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا
جامع الرجل أهله فليقصدها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها )
، ولأن في ذلك ضرراً عليها دفعا لها من قضاء رغبتها .
وينبغي للزوج إذا عزم على الاجتماع بأهله أن يتحرز بما يفعله بعض العوام ، وهو منهي عنه ، وهو أن يأتي زوجته على غفلة بل حتى يلاعبها ويمازحها بما هو مباح مثل اللمس والقبلة
وما شاكل ذلك ، حتى إذا رأى أنها قد جاءت رغبتها فحينئذ يأتيها ، وذلك أن
المرأة تحب من الرجل ما يحب منها ، فإذا أتاها على غفلة قد يقضي هو حاجته
وتبقى هي ، فقد يؤذيها ذلك .
. يكره للزوج أن يأتي امرأته من غير أن تطيب نفسها بذلك : وكذلك أن يأتيها على غفلة ، لأن ذلك يفسد عليها دينها وعقلها .
. الجماع جائز في كل الشهور والأوقات والأيام : وفي كل ساعة من الليل أو النهار إلا في فترات الحيض والنفاس والإحرام والصيام .
. يستحب للزوجين أن يغسلا أسنانهما ثم يطيب الفم بطيب فائح لأن ذلك أدعى إلى الإلتصاق والعناق ويؤدي إلى المحبة .
. إذا أتى الرجل زوجته :ثم أراد أن يعاود الجماع فعليه بالوضوء ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (
إذا أتي أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ وضوءه للصلاة ، فإنه أنشط
للعود ) .
. إذا أرادا النوم وهما جنبان :فعليهما بالوضوء أيضاً فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل وينام ، وهو جنب غسل فرجه وتوضأ
وضوءه للصلاة ) .
. يجب الإغتسال من الجماع قبل الصلاة :والإغتسال قبل النوم أفضل لحديث عبدالله رضي الله عنه سألت عائشة قلت :
كيف كان صلى الله عليه وسلم يصنع في الجنابة ؟ أكان يغتسل قبل أن ينام ،
أم ينام قبل أن يغتسل ؟ قالت : كل ذلك كان يفعل ربما اغتسل فنام وربما
توضأ فنام قلت : الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة .
. يجوز للعروسين أن يغتسلا في مكان واحد : ولو رأى منها ورأت منه ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أغتسل
أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد بيني وبينه ، تختلف
أيدينا فيه ، فيبادرني حتى أقول : دع لي دع لي ، قالت : وهما جنبان .
كيف يجامع الرجل زوجته :قال الله تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين ) ، الآية الكريمة تبين أن النساء هن موضع الحرث فيجب على المسلم أن يلتزم أمر الله تعالى في إتيان المرأة في الموضع الذي أمر الله به .
قال صلى الله عليه وسلم : ( مقبلة ومدبرة إذا كان في الفرج ) ، قال ابن
قدامة رضي الله عنه : ( لا بأس بالتلذذ بها بين الإليتين من غير إيلاج ،
لأن السنة إنما وردت بتحريم الدبر ، ولأنه حرم لأجل الأذى ) ، وقال الإمام الشافعي رحمه الله : ( فأما التلذذ بغير إيلاج الفرج بين الإليتين وجميع الجسد فلا بأس به إن شاء الله تعالى ) .