حذرت مجلة "حقائق" التونسية من تنامي أعداد المتنصرين من فئة الشباب في
دول اتحاد المغرب العربي (تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وليبيا)
واعتبرت في تقرير بعنوان التبشير بالمسيحية في بلدان المغرب العربي نشرته
في عددها الأخير،أن ظاهرة التنصير بدأت تستشري بين شباب المغرب
العربي،وتخيم بظلالها عليه بوضوح أحياناً وفي الخفاء في كثير من الأحيان
الأخري .
وقد وصفت هذه الظاهرة بأنها محيرة ، وتدعو إلي تساؤلات منها لماذا صمدت
الشعوب المغاربية منذ اعتناقها الإسلام في القرن السابع أمام كل محاولات
التبشير لتصبح،بعض فئاتها اليوم علي هذا القدر من الهشاشة بحيث شهدت
العقود الأخيرة ارتداد بعض الشباب عن الإسلام واعتناق النصرانية؟!.
وأشارت المجلة الي أنّ هناك العديد من الجمعيات والمنظمات التي تنشط
حالياً في أكثر من دولة مغاربية لتنصير الشباب من خلال إغداق الأموال
الطائلة عليهم،وذلك رغم عدم وجود أرقام محددة حول الذين تحولوا من الإسلام
إلي النصرانية.
ورأت أن تونس غير مستثناة من هذه الظاهرة رغم غياب الإحصائيات وتضارب
المعلومات، حيث هناك قرابة 20 تونسياً بين أساتذة تعليم ثانوي وعال
ومعلمين وباحثين وطلبة وإعلاميين وموظفين تجدهم عشية السبت وصبيحة الأحد
في الكنيسة في تونس العاصمة .
وأشارت إلي أن هؤلاء الشبان يترددون علي الكنيسة ليصلوا إلي المسيح _ في
زعمهم _ الذي فتح لهم ذراعيه منذ وقت غير بعيد بعد أن سحرتهم النصرانية
فأبعدتهم عن إسلامهم، ليعيشوا أجواء الصلاة علي أنغام الموسيقي الدينية.
غير أن السلطات التونسية تنفي بشدة أن يكون هناك من التونسيين من
تنصر،وتشير إلي أن عدد النصارى في تونس يناهز 20 ألفاً كلهم أجانب،فيما
تشير وزارة الشؤون الدينية التونسية إلي أن عدد الكنائس المنتشرة في تونس
يصل إلي 11 كنيسة.
وقالت المجلة إن بعض التونسيين الذين تنصروا لا يجدون أي حرج في الإعلان
عن تنصرهم، وتذكر أسماء البعض منهم، وشهاداتهم مثل الشاب محمد الفاتح
الزرقوني الموظف بالبريد التونسي الذي قال إنه اعتنق النصرانية منذ عامين.
ومن جهة أخري، تشير الصحيفة إلي أن ظاهرة التنصير في بقية الدول المغاربية
الأخري تتخذ صوراً مختلفة، حيث تشير التقارير إلي أن عدد الجزائريين الذين
ارتدوا عن الإسلام، واعتنقوا النصرانية في تزايد في ظل غياب الدعوة
الإسلامية والتوعية ونشاط المنصرين وما يقدمونه من مساعدات خدمية للعامة.
أما في المغرب، فإن الأرقام تشير إلي أن العام 2004 شهد - لوحده - ارتداد
نحو 2000 مغربي عن إسلامهم في ظل وجود أكثر من 800 منصر، بينما تبقي
الأرقام شحيحة في موريتانيا، في حين لا تطرح مسألة التبشير في ليبيا.
وقد كشفت دراسة أكاديمية جزائرية أنّ العشرات من الرهبان الإنجيليين غزوا
الجزائر، ونهضوا بمخطط تنصير الشباب المسلم وحمل شرائح عدة علي اعتناق
الدين النصراني من خلال توزيع كتب وأناجيل مطبوعة طباعة راقية موجهة
للأطفال، وكذا أقراص مضغوطة عن حياة المسيح باللهجة الدارجة السائدة بشمال
إفريقيا لتكون أقرب لعامة الناس، فضلاً عن استغلالهم للظروف المعيشية
الصعبة التي يعيشها هؤلاء السكان البسطاء.
ويذكر مثلا أنّ بعض المنظمات التنصيرية اتجهت مثلا إلي أسلوب جديد يتمثل
في استغلال أشهر الأغاني المغربية الشعبية التي تغلب عليها المسحة
الصوفية، وتسمي ب" الصينية" وتحويلها إلي أغنية تنصيرية تدعو للتحول إلي
النصرانية، و قد انتشرت علي مواقع تنصيرية علي شبكة الإنترنت، لتصبح
باكورة أغان مغربية يتم تحوير كلماتها لتصبح ذات مضمون تنصيري.
والحقيقة أن هذه الظاهرة لا تقتصر علي المغرب العربي، بل إن عدداً كبيراً
من المنصرين ينتشر في بلدان إسلامية وينشط لاسيما في الدول الإفريقية وبعض
الدول الآسيوية، أما في المغرب العربي، فقد لفتت الظاهرة اهتمام وسائل
الإعلام، إذ خصصت لها صحيفة جون - افريك ثلاثة تقارير عن كل من تونس
والمغرب والجزائر. وخصصت صحيفة لوموند الفرنسية في مارس 2005 تقريرا
كاملاً عن الموضوع، وقدمت قناة العربية برنامجا خاصا من حلقتين تم تسجيله
في منطقة القبائل الجزائرية.
يقدر تقرير جون افريك عدد الذين اعتنقوا النصرانية في تونس بحوالي 500 فرد
ينتمون إلي 3 كنائس. وجاء في تقرير لإدريس الكنبوري في موقع الإسلام اليوم
بتاريخ 23-4-2005 إن عدد المنصرين الأوروبيين بالمغرب يقدر ب 800، وإن
أعمالهم التنصيرية تؤتي أكلها، إذ أن قرابة ألف مغربي قد ارتدوا عن
الإسلام عام (2004) كما جاء في مجلة المجلة في عددها 1394، بناء علي تقرير
لمراسلها إدريس الكنبوري من المغرب أن عدد النصارى الجدد في البلاد بلغ
حوالي 7 آلاف، وربما يكون الرقم الحقيقي حوالي 30 ألفاً.
وجاء في تقرير لوموند إن ما بين 4000 - 6000 قد اعتنقوا النصرانية في
منطقة القبائل الجزائرية عام 1992، مما يعني أن عددهم الآن يقدر بعشرات
الآلاف. لكن السلطات تحاول التكتم علي ذلك، إذ أعلن مسؤول جزائري إن رقم
المتنصرين هو سر دولة.
ولا شك أن الأرقام السابقة مخيفة وقد تكون فيها مبالغة كبيرة لكن يبقى
الخطر قائماً والإستهداف واضحاً فهل سيكون للمسلمين موقف جريء تجاه هذه
الظاهرة؟
(منقول)