السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الفصول المتحركة : فكرة تربوية فاعلة .
* ـ إن تنمية المجتمع تبدأ من تنمية المعلم والمبنى المدرسي ومهنة التدريس ؛
لأن الاهتمام ببيئة العمل من حيث
المبنى المدرسي، أو توزيع العمل وإثارة الدافعية وغيرها يؤدي إلى تحسين
مستوى الأداء للعاملين ؛ بالمدرسة ويزيد
درجة الانتماء والحب للمدرسة، وبالتالي ينعكس ذلك إيجابياً على جميع
العمليات بالمدرسة مما يؤدي إلى تحسين
نوعية التعليم ومخرجاته، لذلك يجب تفعيل أدوار الفصول (والمبنى المدرسي بكل
مرافقه) في أثناء اليوم الدراسي،
لتتحول إلى مراكز فاعلة تُوَثَّق فيها إجراءات التدريس، وتُطُّور طرائق
وتقنيات المقررات الدراسية، وتُشجع المعلمين على
تطوير مستويات أدائهم في أثناء تنفيذ الدروس، كما تساعد المعلمين على إكساب
تلاميذهم آداب المتعلم (الاجتماعية
والصحية) والمهارات والمعارف المنهجية المبثوثة والمستترة في المقررات
الدراسية .
* ـ المراد بالفصول المتحركة :
تقوم فكرة الفصول المتحركة على أن يكون الفصل ثابتاً فتكون الحجرة الدراسية
(القاعة الدراسية) خاصة بمعلم أحد
المقررات الدراسية، وتقوم إدارة المدرسة بتسليمها للمعلم في بداية العام
الدراسي بكامل محتوياتها ؛ ليقوم المعلم
بتكييفها حسب متطلبات طرائق تدريس مادة تخصصه وتجهيزها بالمواد والوسائل
المناسبة المتاحة، والتلميذ هو الذي
ينتقل في بداية كل حصة إلى حجرة المعلم (أستاذ المادة الدراسية) ويغادرها
في نهاية زمن الحصة لينتقل إلى حجرة
معلم (مادة أخرى) بمعنى انتقال ملكية الحجرة الدراسية الأدبية من التلاميذ
إلى المعلم .
* ـ لماذا طريقة الفصول المتحركة ؟
تُفَعِّل هذه الطريقة دور المعلم واهتمامه بمظهر الحجرة الدراسية التي يقضي
فيها معظم اليوم الدراسي، كما تُحَقِّق مبدآ
هاماً ومغيباً بدرجة كبيرة في العملية التعليمية في مدارسنا، وهو أن العلم
يؤتى إليه، وهذا ما أمكن تحقيقه من خلال
استقبال المعلم لتلاميذه في بداية الحصة وتوديعه لهم في نهايتها، كما يمكن
تفعيل دور فسح الخمس دقائق المحصورة
بين كل حصتين في أدوار وجوانب تربوية وصحية واجتماعية هامة، وهذا ما يؤكد
عليه التربويون، حيث يقول جنسن إرك
Jensen, Eric بالرغم من أن كثيراً من إدارات التعليم تزيد من فترات العمل
جلوساً استعداداً للاختبارات، إلا أن الكثير من
الأبحاث تشير أن النشاط والحركة هو الأفضل للتلاميذ، كما يحدد في مقالته
المترجمة بعض المبررات لتحرك التلاميذ
ليتعلموا أكثر ومن هذه المبررات ما يلي :
1 - أن الحركة تزيد من نبضات القلب والدورة الدموية، مما يؤدي في العادة
إلى تحسن الأداء والاستيعاب .
2 - أن الحركة والتغيرات المكانية تعطي بُعداً جديداً في غرفة الدرس، مما
يساعد على زيادة مستوى الانتباه والاستيعاب
للمادة الدراسية .
3 - أن الجلوس الزائد للتلميذ يعرضه للمخاطر مثل سوء التنفس، إجهاد العمود
الفقري، تضرر أعصاب العمود الفقري، تضرر
أعصاب أسفل الظهر، ضعف البصر، الإعياء الجسمي العام .
* ـ أهداف طريقة الفصول المتحركة :
أولا : بالنسبة للطالب :
1) تنمية شخصية الطالب من خلال تحمله لمسؤولية وجوده في الزمن المحدد
والمكان المحدد مما يجعله يشعر بقيمة
الوقت.
2) الطالب في مرحلة المراهقة أو على أعتابها يعج بالطاقة والنشاط الذين إن
لم يستنفذا بطريقة حركية تحولا إلى طاقة
تتفاوت آثارها في التدمير والمشاكسة، ولما كان نظام الفصول المتنقلة يهيئ
للتلميذ الانتقال من قاعة إلى قاعة
فالنتيجة هي الإقلال من طاقته.
3) الرتابة من أعداء الإنسان وما يصدر عن الطلاب من تخريب وعدوان ما هو إلا
تنفيس عما يعانونه من رفض واحتجاج ومن
هنا كان نظام الفصول المتنقلة فيه ميزة التغيير وتنوع البيئات.
4) تتوفر في القاعة الدراسية كل الوسائل المعينة للمدرس من أجهزة عرض
وأجهزة تسجيل فينعكس ذلك على مستوى
المعلم وأداءه مما يرتفع بمستوى الطالب ويزيد من إقباله على الدرس.
ثانياً : بالنسبة للمعلم :
1- زرع التنافس بين المدرسين في قضية الاهتمام بفصله ونظافته وتزيينه
باللوحات المعبرة المفيدة في مجال التعليم
المنهجي.
2 ـ حرص المعلم على تطوير مستواه وتقديم الأفضل لطلابه من خلال سعيه
لاستخدام الوسائل التعليمية المناسبة.
ثالثاً : بالنسبة للمبنى المدرسي :
1 ـ المحافظة على ممتلكات المدرسة من مقاعد وطاولات وتجهيزات داخل الحجرة
الدراسية والتي كانت تتعرض للعبث من
بعض الطلاب في ظل غياب المراقبة الفاعلة من بعض المعلمين.
2 ـ نظافة الفصول الدراسية حيث ستكون من مسؤولية المعلم بحكم انتقال ملكية
الفصل الأدبية له وبالتالي سيحرص
بشدة على نظافتها بصورة دائمة.
* ـ ايجابيات طريقة الفصول المتحركة :
1 –التحسن في التحصيل الدراسي .
2 – القضاء على الظواهر العدوانية المتمثلة في الآتي :
• حالات اعتداء التلاميذ على بعضهم البعض في أثناء الفسح الصغيرة والكبيرة
وبين الحصص بسبب غياب رقابة المعلمين.
• حالات اعتداء وإتلاف التلاميذ لممتلكات المدرسة (كراسي، طاولات، أبواب،
شبابيك، أدوات كهر بائية ..) والكتابة على
الطاولات الدراسية وجدران الفصول.
3 – تفعيل دور الوسائل التعليمية بسبب وجودها داخل الحجرات الدراسية وفي
متناول يد المعلم في أثناء التدريس.
4 – زيادة حرص المعلمين على تنويع طرائق التدريس وتحسينها، و تهيئة المعلم
لفصله بالأدوات واللوحات وإعداد الدروس
على السبورة بشكل يجعل الفصل يترجم المادة وأهدافها.
5 – التغلب على ظاهرة تأخر بدء الدرس من أول زمن الحصة بسبب تواجد المعلم
داخل الحجرة الدراسية قبل التلاميذ.
6 - زيادة تفاعل التلاميذ في أثناء التدريس ومشاركتهم مع المعلم
7 -. استفادة المعلم من فصله في أوقات الفراغ لإعداد الدروس، ومتابعة
الأعمال التحريرية للطلاب، وتجهيز المواد والوسائل
التعليمية
8 - إبراز دور العلماء والرواد في المجالات المختلفة من خلال تسمية القاعات
بأسمائهم.
9 - كسر حاجز الملل والسأم لدى التلاميذ وتنشيط ذهن وحيوية الطالب من خلال
حركته بين الفصول خلال اليوم الدراسي
والقضاء على سلبيات النظام التقليدي في بقاء الطلاب في حجره دراسية واحده
طول اليوم الدراسي.
* ـ الصعوبات التي تواجه طريقة الفصول المتحركة :
1 – زيادة العبء الإشرافي على المعلمين من جراء تنقلات التلاميذ بين
القاعات وحاجة المدرسة إلى مراقب طلبة من غير المعلمين يقوم بمهام متابعة
التلاميذ.
2 – نقص التجهيزات التعليمية في الحجرات الدراسية ( فيديو – أوفرهيد... )
وعدم صلاحية بعض التجهيزات الأساسية من
كراسي وطاولات وخلافه.
3 – ارتفاع عدد التلاميذ في الفصول الدراسية .-حسب عدد الطلاب في السنة
الدراسية وهذا غير لازم دائماً-
4 – عدم وجود مكان مخصص داخل المدرسة ليحفظ التلميذ أدواته ومستلزماته
التعليمية في أثناء تأدية الصلاة والفسح.
5 - عدم توفر القاعات الكافية بحيث تكون هناك قاعة لكل معلم .
* ـ كيفية تطبيق طريقة الفصول المتحركة والتغلب على الصعوبات التي تواجهها :
1- توفير كادر إداري (مراقب طلبة ومدخل بيانات ..الخ) وتفريغ المعلمين
للعمليات التربوية والتعليمية.
2- توفير وتجديد التجهيزات التعليمية الأساسية (كراسي وطاولات التلاميذ _
كراسي ومكاتب المعلمين).
3- اختيار نوعية متميزة من المعلمين وإعطاء دورات تدريبية للمعلمين لتفعيل
طريقة الفصول المتحركة.
4- تخفيض عدد التلاميذ في الفصل الواحد بحيث لا يزيد عددهم عن (30) تلميذا
كحد أعلي ؛ ليتسنى للمعلم الإشراف
وتوجيه المزيد من العناية بتلاميذه وتفهم مشكلاتهم المختلفة.
5- زيادة نسبة حصص الترفيه بالمدرسة خاصة التربية الرياضية ، وإنشاء صالات
متعددة الأنشطة كالجمباز وكمال
الأجسام والألعاب المختلفة ، لنتمكن من جذب وتشويق التلاميذ نحو المدرسة،
ومن مقارعة المؤثرات الأخرى المحيطة
بالتلميذ في عصر الفضائيات والإنترنت.
6- تطوير الفصول والمرافق المدرسية وتزويدها بالتقنيات والأجهزة اللازمة .
* ـ أثر تطبيق طريقة الفصول المتحركة على مستوى التحصيل الدراسي للطلاب :
طريقة الفصول المتحركة لها أثر كبير على الرفع من مستوى تحصيل الطلاب
الدراسي ويشهد لذلك التجارب التي طبقت
على هذه الطريقة في بعض المدارس.
ومن العوامل التي أسهمت في تحسين مستوى تحصيل التلاميذ ما يلي :
1- تفعيل دور الوسائل بسبب وجودها داخل الحجرات الدراسية وفي متناول يد
المعلم في أثناء التدريس .
2- استفادة المعلم من كامل زمن الحصة [45دقيقة] في العملية التعليمية
والتربوية بحكم تواجده في الحجرة الدراسية.
3- تحسن وتنوع طرائق التدريس وحيوية ونشاط التلاميذ في أثناء التدريس وكسر
حاجز الملل لديهم وحماسهم للدروس.
4- انتظام المعلمين في متابعة الأعمال التربوية للتلاميذ، والمشاركة
المنظمة للتلاميذ في
الأنشطة المنهجية، وهذا نتاج تهيئة وتكييف المعلم لأجواء الحجرة الدراسية
بما يتناسب مع تدريس مادة تخصصه.
5 - وجود قاعات دراسية متخصصة لتدريس كل مادة من المواد الدراسية.
* ـ أثر تطبيق طريقة الفصول المتحركة على استخدام الوسائل التعليمية :
يلاحظ في المدارس التي طبقت هذه الطريقة الزيادة في استخدام الوسائل
التعليمية من المعلمين مع الحرص على نوعية
هذه الوسائل وحسن اختيارها وتصميمها.
ومن العوامل التي ساعدت على حصول هذا المجال على هذه المرتبة المتقدمة ما
يلي :
ا1- وجود الوسائل التعليمية داخل الحجرة الدراسية وفي متناول يد المعلم في
أثناء التدريس.
2- استقلالية المعلم بحجرة دراسية [خاصة به لتدريس مادة تخصصه] أسهمت في
تفعيل أدواره قي أثناء اليوم
الدراسي، ومن هذه الأدوار مايلى :
* تنظيم وتهيئة أجواء ومناخ الحجرة بما يتناسب مع طبيعة مادة تخصصه.
* تنظيم الملخص السبوري ومن ذلك تتحقق للمعلم العديد من الفوائد التربوية
والتعليمية .
* استغلال حصص الفراغ في أعمال تخصصية مثل : [متابعة الأعمال التحريرية
للتلميذ أو تصميم وإعداد بعض النماذج
حيث يلاحظ في النظام التقليدي الساري أن جُلَ وقت المعلم يُهدر في أحاديث
جانبية مع بقية المعلمين تُفرض علية
غالباً بحكم وجودهم في غرفة واحدة
منقول للفائدة