نراهن شاردات الذهن ..عيونهن تراها مفتوحة لكن اشك بأنها
ترى مما يدور حولها في الصف ..حتى الأذان صمت أن تسمع الدرس الذي أسهبت في
شرحه المعلمة حتى بح صوتها ..
ألان جاء دور معرفة مدى انتباه الطالبات لها..تتوجه بالسؤال نحو احدهن
..وتبدأ سؤالها بنبرة قوية كما هي عادة الأستاذ حين يلاحظ شرود طالب ما في
صفه , ومحاولته إفاقته من غيبوبته ..
الصوت يرن بأذن المستلمة له, فجأة تقف متخشبة ..تخرج منها كلمات متلعثمة
على طرف اللسان
تعيد المدرسة السؤال ألان بصوت منخفض قليلاً, مع ابتسامة ساخرة ونظرة حادة
ناقدة حال الطالبة الذي لم يعد كما كان قبل خطوبتها ..
الآن تنصرف المعلمة إلى أخريات لعلها تجيب على سؤالها ..
هنا يتبادر إلى الذهن هذه الأسئلة ..تبحث عمن يجيب صاحبتها ..
يا ترى هل من الحكمة أن نقحم على الفتاة التي ما زالت طالبة في مراحل
التعليم الأولى فكرة الزواج ؟
هل خوضها لتجربة الزواج باكراً سيؤثر على مدى استيعابها للدروس وبالتالي
يتأثر مستواها العلمي سلباً وإيجاباً
وبعد أليس من الخطورة أن تخالط فتاة متزوجة بنات لم
يتزوجن وخاصة أن حديث المتزوجات للأسف غالباً ما يفتقد إلى التكتم على
مواضيع خاصة متعلقة بالحياة الزوجية والمعاشرة ..؟ثم بعيداً عن ساحة التعليم ..أليس من الخطورة أن تتزوج
أحداهن ولم تتعدى بعد مرحلة المراهقة التي هي كما نعرف مرحلة تكون فيها
النضج العقلي والعاطفي غير مكتمل للمراهقة ..؟كل هذا طاف بذهن معلمة
تعاني من تردي مستويات بعض طالباتها اللاتي ارتبطن بسن المراهقة ..
أحيانا يكون الزواج استقرار ويدفع صاحبته
للتميز والنجاح
وأحياناً أخرى يصبح عائق عن التقدم ... فكم من فتيات خُطبن وتزوجن وأكملن
دراستهن بنجاح
عزيزتي شيماء .. في وقت زادت فيه نسبة العنوسة وعزوف الشباب عن الزواج في
وطننا العربي
أجد أنه من الخطير أن نقرن الفشل الدراسي بالزواج والخطوبة ولكن من الأفضل
أن نحفز الطالبات
على الاهتمام بدراستهن كما يهتمن بزواجهن ومستقبلهن كأمهات لأن التعليم
مكمل للنجاح في الزواج
وعلينا أن نوجه سلوك المتزوجات لعدم البوح بأسرارهن لزميلاتهن ...
لقد شغلنا الفتيات بتعليمهن وعملهن عن دورهن الأصلي وهو احتضان الأسرة
ورعايتها
نحن لا نريد فتيات جاهلات وأيضاً لا نريد شابات فاتهن قطار الزواج ويعانين
الوحدة
ليتنا نركز على الجمع بين العلم
والزواج ولا نفضل أحدهما على الأخر ...