ال الشاعر:
إن المعلم والطبيب كـــــلاهما .... لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن أهنت طبيبه .... واصبر لجهلك إن جفوت معلما
إن في هذين البيتين حكمة عظيمة، وموعظة بليغة، ففيهما دعوة واضحة إلى
التعامل الراقي، والأحترام المتبادل مع جميع الناس عامة، ثم مع صنفين من
الناس خاصة؛ لحساسية موقعهما، و لشد ة الحاجة إلى خدماتهما، هما الطبيب
والمعلم؛ فإذا أردت من الطبيب أن يخلص في عمله؛ فلا بد أن تشجعه على ذلك
بإظهارآيات التقدير الاحترام له؛ فعمله مهم وخطير، ويحتاج إلى تركيز، ولاشك
أن أي شيء يكدر خاطره يجعله يفقد هذا التركيز...
والأمر كذلك بالنسبة للمعلم؛ فهو الذي يقوم بعملية التربية والتعليم، وهي
الأساس في رقي الأمم، وبدونها تبقى الأمة قابعة في سراديب الجهل والتخلف...
والحقيقة أننا نخسر كثيرا عندما نهمل هذا الجانب، فخذ مثلا حال المعلمين
في المدارس عندما لايجدون الاحترام، أو قل عندما لايجدون الهدوء الكافي
ليؤدوا رسالتهم، بل تقابلهم الفوضى، والتشويش، وعدم الاكتراث بالمعلم؛ لذا
تجد المعلم يصرف جل وقته في ضبط الفصل، ومراقبة الطلاب المشاغبين ...
فقل لي بربك : كيف يكون له نفس في الشرح والتفهيم ؟ ...
كيف يأتيه الحماس وتشرق نفسه بالأفكار السامية؟...
والحقيقة أن التكريم والاحترام ينبغي أن يوجه لجميع الناس، وهذا ما حثنا
عليه ديننا الحنيف؛ فقد قال النبي – عليه السلام - : ( إن الرجل ليبلغ درجة الصائم القائم بحسن الخلق )
وقال : ( الكلمة الطيبة صدقة )
وقال : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة )
فما أحوجنا – والله – إلى التعامل الراقي والخلق الحسن...
كم سيكون الناس إذا سعداء إذا خيم عليهم الاحترام المتبادل؟
والمشاعرالنبيلة...
كم من الحسنات سترصد في سجلتنا يوم القيامة ؟...
كم من الأحقاد والظغائن ستختفي إلى الأبد ؟