بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم لكم هذه القصيدة التي قالها الصحابي الجليل/ علي بن أبي طالب رضي الله عنه ينصح بها أبنه/ الحسين رضي الله عنه :
أحسين إني واعظ ومؤدب ..... فافهم فأنت العاقل المتأدب
واحفظ وصية والد متحنن .... يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبني إن الرزق مكفول به .... فعليك بالإجمال فيما تطلب
لا تجعلن المال كسبك مفردا .... وتقى الهك فاجعلن ما تكسب
كفل الإله رزق كل بريئة .... والمال عارية تجيء وتذهب
والرزق أسرع من تلفت ناظر .... سببا إلى الإنسان حين يسبب
ومن السيول إلى مقر قرارها .... والطير للأوكار حين تصوب
أبني إن الذكر فيه مواعظ .... فمن الذي بعظاته يتأدب
واعبد إلهك ذا المعارج مخلصا .... وانصت إلى الأمثال فيما تضرب
وإذا مررت بآية مخشية .... تصف العذاب ودمع عينك يسكب
يا من يعذب من يشاء بعدله .... لا تجعلني في الذين تعذب
إني أبوء بعثرتي وخطيئتي .... هذا وهل إلا إليك المهرب
وإذا مررت بآية في ذكرها .... وصف الوسيلة والنعيم المعجب
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصا .... دار الخلود سؤال من يتقرب
واجهد لعلك أن تحل بأرضها .... وتنال ملك كرامة لا تسلب
بادر هواك إذا هممت بصالح .... خوف الغوالب إذ تجيء وتغلب
وإذا هممت بسيء فاغمض له .... كأب على أولاده يتحدب
والضيف أكرم ما استطعت جواره .... حتى يعدك وارثا يتنسب
واجعل صديقك من إذا آخيته .... حفظ الإخاء وكان دونك يقرب
واطلبهم طلب المريض شفاءه .... ودع الكذوب فليس ممن يصحب
يعطيك ما فوق المنى بلسانه .... ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
واحذر ذوي الملق اللئام فإنهم .... في النائبات عليك ممن يحطب
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي .... والنصح أرخص ما يباع ويوهب