كتاب : ألوان من الخلق العظيم

ألوان من الخلق
العظيم
كتاب للشباب
تأليف
محمد مختار قنديل

مقدمـــة
___________

عندما أطلعت على جزئى الجامع الصغير للألبانى اللذين
يضمان 8000 حديث شريف صحيح وقرأتها مرتين وجدت فيهما كنزاً من الخلق العظيم والسلوك
الرفيع الذى يحتاجه شبابنا هذه الأيام .

وقد أخترت بعض الأحاديث وعرفتها بطريقة مبسطة ليتعرف
عليها الشباب ومن أراد الإستزادة فلديه الكثير جداً من المصادر والمراجع التى يمكنه
أن ينهل منها .

نرجو أن يتقبل الله
هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم وأن يوافق على نشره مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر
الشريف .

اللهم لك الحمد كما ينبغى
لجمال وجلال وجهك وعظيم سلطانك وصلاة وسلاماً دائمين على رسوله العظيم كما ينبغى
لعظيم خلقه ورفيع مقداره .

[center](1)
محمد عبدالله ورسوله

خاتم المرسلين سيد الخلق أجمعين أدبه ربه فأحسن تأديبه
وشرفه بخاتمة الرسالات ورفع ذكره وشأنه فى الدنيا والآخرة وأقسم به قائلاً فى سورة
الحجر الآية 72 "

وأرسله رحمة
للعالمين ولسوف يعطيه الله إن شاء يوم الحساب الوسيلة والفضيلة والشفاعة العظمى
بدعائنا له كما علمنا ذلك .

صاحب
الحوض قائد الغر المحجلين أسرى الله به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به
إلى سدرة المنتهى ورأى من آيات ربه الكبرى .

وهو رغم كل هالات الشرف والعظمة التى تتلألىء على جبينه
هون على أحد الداخلين عليه عندما أخذته الرهبة من هيبة المصطفى عليه الصلاة والسلام
قائلا له: " ما أنا إلا أبن إمرأة كانت تأكل القديد بمكة " .

قال عن نفسه فى الحديث الصحيح فى الجامع الصغير للألبانى

رقم (7) عن عائشة رضى الله عنها :

" آكلُ كما يأكل العبد وأجلسُ كما
يجلسُ العبدُ ".
وفى الحديث الصحيح رقم
( Cool

عن يحيى أبن أبى كثير :
" آكلُ كما
يأكل العبدُ وأجلس كما يجلس العبد فإنما أنا عبد " .

صلى الله عليه وسلم قمة العظمة وقمة التواضع
.[/center]

(2)

الله يبغض هؤلاء

لا تخلو الحياة من إختلاف الآراء والأهواء وتضارب
المصالح وكثيراً ما ينشأ نزاع بين رجلين مسلمين أو غير مسلمين وكثيراً ما يكون أحد
الخصمين أكثر عداوة ومبالغة فى الخصام .

والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول فى حديثه الصحيح فى
الجامع الصغير
رقم (39) عن عائشة رضى
الله عنها : " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم "
ويكفى بالمرء خيبة وحسرة وبؤساً أن يبغضه الله فى الدنيا
والآخرة ويبغضه الناس لمبالغته فى الخصومة بغير حق .

ولا تخلو الحياة من إختلاف المصالح بين الدول والجماعات
والأحزاب السياسية فى كل الدول والقارات ولا يستدعى هذا ولا ذاك أن يحل دم الآخرين
بالقتل والإرهاب المعاصر .

وقد يبغى
قاتل أن يقتص ممن ظلمه أو أحتل أرضه وأخذ ماله فيقوم المظلوم بالقتل ممن ظلمه ويقتل
معه آخرين بغير ذنب أو جريرة .

يقول
المصطفى فى حديثه الصحيح فى الجامع الصغير :
رقم 40 عن أبن عباس : " أبغض الناس إلى الله ثلاثة :
ملحدٌ فى الحرم . ومبتغ فى الإسلام سنة الجاهلية . ومطلب دم إمرىءٍ بغير حق ليُهريق
دمهُ " .

الملحد فى الحرم والعائد
للجاهلية وطلب دم إمرىء بغير حق كلها تستوى فى البغض عند الله الذى لا يحب الظلم
ومن الظلم الشرك والإلحاد وقتل الآخرين ظلماً وعدواناً .

'

39- ( للبخارى
ومسلم ، الطبرانى فى الكبير ، سنن الترمزى ، سنن النسائى ) عن عائشة .
40- (
صحيح الإمام البخارى ) عن ابن عباس
.

[center](3)
بشارة للأمة

كثير من الناس يخالف أوامر الله ونواهيه من ضعف فى النفس
ومن وساوس الشيطان خاصة فى فترات المراهقة والنزق والفرص المتاحة لممارسة المحرمات
التى حرمها كل الأديان ولكن المصطفى عليه الصلاة والسلام لا يدع المؤمن نهباً لليأس
والقنوط من مغفرة الله وتوبته شريطة أن ألا يشرك بالله شيئاً من البشر أو المال أو
الشياطين أو السلاطين . يقول عليه الصلاة والسلام فى حديثه الصحيح رقم (66) عن أبى
ذر :
" أتانى جبريل فقال بشر أمتك أنه
من مات لا يُشركُ باللهِ شيئاً دخل الجنة قلت : يا جبريل ! وإن سرق وإن زنى ؟ قال
نعم ، قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم قلت : وإن سرق وإن زنى قال : نعم وإن شرب
الخمر".

الأمل دائماً قائم وباب
التوبة مفتوح ولكن الله سبحانه سريع الحساب وأسرع الحاسبين سيعطى كل إنسان ما
يستحقه من ثواب أو عقاب .

'

(4)
اليتيم

عاش المصطفى طفلاًً يتيم الأبوين كما عاش أبا توفى
أبناؤه فى حياته إلا السيدة فاطمة والمصطفى كأكمل ما يكون البشر يعرف مشاعر اليتم
ومشاعر فقد الأبوين أحدهما أو كلاهما وفقد الأبناء .

وكم حض عليه الصلاة والسلام على كفالة اليتيم قائلاً فى
أحد أحاديثه الصحيحة :
" أنا وكافل
اليتيم كهاتين فى الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والإبهام " .

ولكن ليست الجنة فقط وصحبة المصطفى هى مكافأة كافل
اليتيم رغم إنهما تكفيان وإنما هناك أمور فى الحياة الدنيا كما جاء فى الحديث
الصحيح فى الجامع الصغير للألبانى رقم (80) عن أبى الدرداء : " أتحبُ أن يلين قلبك
وتدرك حاجتك ؟ أرحم اليتيم ، وأمسح رأسه ، وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك "
.

وليعلم كل إنسان أن ذريته ليست
بمنأى عن اليتم .. واليتيم يتيم حتى لو كان غنياً .. يحتاج إلى العطف والحنان
وأشياء لا تشترى بالأموال .

'

(5)
الخلق العظيم

يقرر الحق سبحانه وتعالي في حق المصطفي عليه الصلاة
والسلام انه لم يرسله إلا رحمة للعالمين ويقرر أيضا إن رسوله علي خلق عظيم ويتحدث
المصطفي عن نفسه قائلا " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ".

أقام عليه الصلاة والسلام عقيدة التوحيد وأسس دولة
الأخلاق والمثل العليا ضاربا المثل بنفسه وبأصحابه الذين اتبعوه والتابعين إلي يوم
الدين .

ويشهد تاريخ الإنسانية إن
الإسلام لم يترك فضيلة أو خلقا حسنا نادت إليه الديانات السابقة وهي والإسلام دين
واحد أو نادت إليه فلسفة أو نظرة سليمة إلا نادي بها وزكاها وحث
عليها.

يقول المصطفي في حديثه
الصحيح فى الجامع الصغير رقم (98) عن جابر بن سليم الهجيمي: " اتق الله ولا تحقرن
من المعروف شيئاً. ولو إن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي. وان تلقي أخاك ووجهك إليه
منبسط. وإياك وإسبالَ الإزار ، فان إسبال الإزار من المخيلة ولا يحبها الله ، وان
امرؤ شتمك وعيرك بأمر ليس هو فيك ، فلا تعيره بأمرٍ هو فيه ، ودعهُ يكونُ وبالهُ
عليه. وأجرهُ لك. ولا تسبنَّ أحداً "

أي خلق ارفع من هذا وأي إنسان سليم الفطرة لا يسمع هذا
ولا يعمل به أو يتبعه مهما كان موقعه علي صفحة الحياة في العقائد
والديانات.

وصدقت الصديقة بنت
الصديق عندما قالت عن زوجها عبد الله ورسوله محمد صلي الله عليه وسلم كان خلقه
القران.. والعدو قبل الصديق يعرف ما هو القران الكريم.

66- ( مسند أحمد
بن حنبل ، سنن الترمزى ، سنن النسائى ، صحيح ابن حبان ) عن أبي ذر
.

' 80- ( الطبرانى فى
الكبير ) عن أبى الدرداء .[/center]

(6)

للفضلات مكانها

بعض الناس خاصة الصغار في الريف أو في المناطق المزدحمة
يقضون حاجتهم علي جنب الطريق أو في ظل شجرة وربما تخلص الطفل أو الكبير من بوله
مباشرة في الترعة أو المصرف .
وبعض
القري وربما المدن وبعض المراكب النيلية تصرف مخلفاتها في النيل كما تصرف القري
وبعض المدن مخلفاتها في المصارف الزراعية مما يلوث مياه الصرف الزراعي ويتسرب
للمياه الجوفيه .
وبعض خزانات الصرف
الصحي تصرف بالتسرب في التربة لتصل الي الطلمبات السطحية لمياه الشرب
.

وهناك الكثير من المشاهد التي
يشاهدها معظم الناس التي يساء فيها الي المياه والزرع والهواء طلبا لليسر وغفلة عن
العواقب علي المدي البعيد .

ولقد
حذر المصطفي عليه الصلاة والسلام عندما قال في حديثه الصحيح فى الجامع الصغير
للألبانى
رقم (110) عن أبي هريرة
:
" اتقوا اللاعنين: الذي يتخلي في طريق
الناس أو في ظلهم "
وفي حديثه الحسن (ج
ص) للألبانى
رقم (112) عن معاذ
:
" اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في
الموارد وقارعة الطريق والظل " .

وليراجع كل إنسان نفسه وكل مسئول نفسه قبل ان يفعل ذلك
أو يدع مياه الصرف الصحي تأخذ طريقها للترع والمصارف حيث يشرب الناس ويشرب الزرع
والضرع .

وقال صلى الله عليه وسلم
فى الحديث (ج ص) للألبانى
رقم (116)عن
أبن عباس:

" أتقوا بيتاً يقال له الحمام .
فمن دخله فليستتر " '

(7)

حُسن الخلق

ويقول عن نفسه rإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
وخلقه وسلوكه وأحاديثه كانت تؤكد دائما علي حسن الخلق
لأنها السبيل الي العبادة الخالصة المخلصة لله تعالي والله سبحانه وتعالي طيب يحب
الطيب .
وأركان الإسلام وشعائره وتشريعه
لا تقوم له قائمة برجل أو سيدة غير حسنة الخلق لان أركان الإسلام وأخلاقه والخلق
الحسن يتطابقان .

لذلك قال عليه
الصلاة والسلام في حديثه الصحيح فى (ج . ص) للألبانى
رقم (135) عن أبي الدرداء :
" أثقل شيء في ميزان المؤمن خلقٌ حسنٌ إن الله يبغضُ
الفاحش المتفحش البذيء " صدق رسول الله (r)
ويقول
في حديثه الصحيح فى (ج . ص) للألبانى
رقم (179) عن أسامة بن شريك " أحبُ عباد الله الي الله
أحسنهم خلقاً "
صدق رسول الله
(r)
.
يقول سيدى عبدالرحيم القنائى مفسرا"
لقوله تبارك وتعالى فى سورة المائدة الآية رقم3:
.. يقول إن
النعمة المقصودة هى الأخلاق الحسنة . لأن الدين لم يكن ناقصاً ومعنى أكملت لكم
دينكم أى برسالة محمد (r) خاتم
الأنبياء والمرسلين .. والأخلاق الحسنة هى النعمة التى مثلها الرسول القدوة

(

الأمــانة

يؤدي الرجل الأمانة الي من ائتمنه ليس حبا في الرجل في
اغلب الأحيان أو حبا في الخلق ذاته وإنما حبا للنفس وإرضاء لها ليقال إن فلان يؤدي
الأمانات التي توكل ليه وانه محل ثقة.

ومن الأمانات الأعمال التي يوكل للفرد للقيام بها فإذا
أداها فقد أدي الأمانة لصاحب العمل أو الدولة.

ولكن معظم الناس لا يؤدي الأمانة لمن خانه عملا بمبدأ
المعاملة بالمثل ويتوالي بعد ذلك أعمال خيانة الأمانة أو تضييعها من الطرفيين بسبب
فقد الثقة وتكرار عدم المحافظة علي الأمانة.

ومن الخيانة عدم أداء العمل كما يجب ومن الخيانة أيضا
عدم محاسبة الرئيس لمرءوسه أو صاحب العمل للعامل.

أما المصطفي عليه الصلاة والسلام فيقول في حديثه الصحيح
فى (ج . ص) للألبانى رقم (240) عن أبي هريرة وعن انس:
" أدِّ الامانة الى من ائتمنك ولا تخن من خانك " صدق
رسول الله (r).

انك إذا أديت الأمانة الي من خانك مرة تلو مرة فقد يثوب
الي رشده ويقلع عن الخيانة معك ومع غيرك
.

(9)

الرجل السهل

كثير من الناس يهوي استنزاف البائع أو يهوي الفصال لو
أراد إن يشتري شيئا.. يريد أحسن الأشياء بأقل الأسعار وهذا حق طبيعي ولكن أن يخسر
البائع مضطرا فهذا ما لا يرضاه دين أو أخلاق بيع وشراء.

وكثير من البائعين كذلك يصرون ويتشددون ويبالغون في
الأسعار وقد يغشون.

وكثير من الناس
يذهب للقضاء يطلب حقه ويتنازع الفرقاء بالحق وبالباطل طلبا لكسب مادي
عاجل.

والمصطفي عليه الصلاة والسلام
يقول في حديثه الصحيح فى (ج . ص) للألبانى رقم (243) عن عثمان:
" ادخل الله الجنة رجلاً كان سهلاً مشترياً وبائعاً
وقاضياً ومتقاضياً "
صدق رسول الله
(r).

¢

( 10 )

الرفـق

ضاقت المدن والقرى بمن فيها وضاقت دواوين الحكومة وفصول
الدراسة والأسواق والشوارع والميادين بالكثير من البشر وضاقت كذلك المساكن بأهلها
فأصبحت الوحدة السكنية الواحدة تؤوى فى المتوسط أكثر من خمسة أفراد
.

وتوتر الناس من المنافسة فى كل
شىء .. فى التعليم وفى العمل وفى السعى للرزق .. حتى المقابر ضاقت بمن فيها
.

ومع الزحام ومع التوتر ومع التهاب
الأعصاب والصراع والجدل وإحتدام المنافسات ومساجلات
الأفكار والآراء وتضارب المصالح حتى بين أفراد الأسرة الواحدة .. كثر النزاع والعنف
بالكلام حيناً وبالأيدى حيناً آخر .

ويدرك المصطفى بوحى من الله ما حدث وما سيحدث بين الناس
فيقول عليه الصلاة والسلام فى حديثه الصحيح فى (ج . ص) للألبانى
رقم 303 عن عائشة وعن جابر :
" إذا أراد الله بأهل بيتٍ خيراً أدخلَ عليهم الرفق "
.

اللهم أرزقنا الرفق فى تعاملاتنا
مع بعضنا البعض ومع رؤسائنا ومع مرءوسينا ومع أقاربنا
.

110- ( مسند أحمد
بن حنبل ، صحيح الإمام مسلم ، سنن بن داوّد ) عن أبى هريرة
.
112- ( سنن أبى داوّد ، سنن
بن ماجه ، للحاكم ، سنن البيهقى ) عن معاذ .
116- ( الطبرانى فى الكبير ، للحاكم ، شعب الإيمان للبيهقى
) عن ابن عباس .

243- ( مسند
أحمد بن حنبل ، سنن النسائى ، سنن
ابن ماجه ، شعب الإيمان للبيهقي ) عن عثمان - الصحيحة 1181 : التاريخ للبخارى ،
الخرائطي .

[center]( 11 )
الغدر والإرهاب

يعيش الناس حياتهم اليومية ليلاً ونهاراً وفى كل وقت
وحين وفى كل مكان فى العمل والمكتب والمدرسة والكلية والمصنع والحقل والقرية وفى
الأسواق .

يعيشون جالسين أو سائرين
أو راكبين للسيارات والطائرات والقطارات وهم مطمئنون لبعضهم البعض
.

ولكن بعض الناس الذين تولاهم
الشيطان يسعون بين الناس للإنتقام من أشخاص بعينهم أو يسعون للإنتقام من الناس
جميعاً بتخويفهم ومفاجأتهم بالأذى والشر والأرهاب .

وقد يظن بعض هؤلاء أنه يستطيع أن يؤذى الحكومة أو الدولة
بقنبلة هنا أو هناك أو بأعمال الغدر .

ويقول المصطفى عليه الصلاة والسلام فى حديثه الصحيح فى
(ج.ص) للألبانى
رقم 357 عن عمرو بن
الحمق :
" إذا إطمأن الرجل إلى الرجل
ثم قتله بعدما إطمأن إليه ، نُصب له يوم القيامة لواء غدرٍ " .
ورقم 338 عن أبى بكرة :
" إذا أشار الرجلُ على أخيه بالسلاح فهما على جُرفِ جهنم
، فإذا قتلهُ وقعَا فيه جميعاً " .

( 12 )
الإقتتال

تثور الفتن من حين لآخر بين الجماعات الإسلامية والدول
الإسلامية كما تثور الضغائن بين فرادى المسلمين من الرجال أو النساء
.

والمؤمنون إخوة يجب أن تحل
مشاكلهم وخلافاتهم بالحوار وبالتحكيم وبالتشاور ولا تحل بالقوة أو بالعنف
.

ويحذر المصطفى عليه الصلاة
والسلام أبناء أمته من الإقتتال فرادى أو جماعات فيقول فى حديثه الصحيح فى (ج.ص)
للألبانى
رقم 387 عن أبى بكره وأبى
موسى:
" إذا التقى المسلمان بسيفيهما .
فقتل أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول فى النار قيل: يا رسول الله هذا القاتل فما بال
المقتول ؟ قال : إنه كان حريصاً على قتل صاحبه "
ورقم 388 عن أبى بكرة أيضاً :
" إذا ألتقى المسلمان وحملَ أحدُهما على أخيهِ السلاحَ
فهما على جرف جهنم فإذا قَتَلَ أحدُهما صاحبهُ دخلاها جميعاً "
.

إذا ألتقى المسلمان وجهاً لوجه
بالسلاح فهما فى النار جميعاً فما بال المسلم الذى يقتل المسلمين غيلة وغدراً ويقتل
نفسه أيضاً أليس هو فى النار أيضاً ولو كان هناك أشد من النار لربما عاقبه الله على
ذلك أشد العذاب .

( 13 )
نظافة

قد تجلس أثناء صلاة الجمعة أو غيرها بجوار أحد المسلمين
المصاب بالبرد والذى يتوالى عطسه ورذاذه .

قد جاء المسلم إلى الصلاة وهو مريض وقد شكر الله له سعيه
للصلاة فى جماعة ولكن عليه أن يمنع أذاه عن المسلمين بجواره وليدارى عطاسه فى منديل
ورق أو قماش سيان .

ولطالما شاهدت
مسلماً يعطس واضعاً كفيه فوق أنفه ولكنى أفكر عدة مرات هل أصافحه بعد الصلاة أم لا
.

يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام
فى حديثه الحسن فى (ج.ص) للألبانى
رقم
439 عن سعد :
" إذا تنخم أحدكم وهو فى
المسجد . فليُغيب نخامته . لا تصيب جلد مؤمن أو ثوبهُ فتؤذيه "
.

وهناك أحاديث أخرى تدور حول نفس
المعنى أن يظل المسلم فى المسجد نظيفاً لا يؤذى الآخرين من المسلمين
.

( 14 )
القضاء العدل

إلى الذين يسمعون للغيبة والنميمة ويصدرون أحكامهم دون
تحرى الدقة والحقيقة وقد يؤذى الآخرين دون جريرة تستحق هذا الأذى
.

إلى الذين يسمعون لعيونهم ويثقون
بهم وينقلون لهم الأخبار المزيفة التى تناسب ما يطلبه الذين يسمعون
.

إلى كل مسئول يعتبر نفسه قاضياً
وقراره هو حكم قاضٍ يفترض فيه العدل لوجه الله ثم لصالح الوطن
.

يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام
فى حديثة الحسن عن على :
" إذا جلس
إليك الخصمان فسمعت من أحدهما . فلا تقضى لأحدهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من
الأول . فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء "
(478صحيح الجامع الصغير) .

ويقول فى حديثه الصحيح فى (ج.ص) للألبانى

رقم 493 عن عمرو بن العاص :

" إذا حكم الحاكم فإجتهدَ فأصاب فله
أجران وإذا حكم فأجتهد فأخطأ فله أجرٌ واحد "

والحاكم هو كل مسئول يتخذ قرارات تمس مصالح الناس من
قريب أو بعيد مهما كان حجم مسئوليته
.

(15)
إجابة الدعوة

تتشابك العلاقات الإجتماعية بين الناس ويزورون ويتزاورون
خاصة لذوى القربى وذوى الأرحام .

ويكتمل فرح الإنسان بأسرته و أهله وأبنائه بدعوة أحبابه
وأقاربه و الإسلام لا يحرم الأفراح أو يصد عنها وإنما يدعو لإغتنامها لزيادة
الترابط والتراحم بين الناس .

ويقول
المصطفى فى أحاديثه الصحيحة فى الجامع الصغير حاثاً الناس على الإستجابة للدعوات
والمشاركة فى الأفراح .. أما الأحزان فهى أولى بالمشاركة والتعزية بدون دعوة
.

رقم 529 عن أبن عمر " إذا دعا
أحدكم أخاهُ فليجبْ .. عرساً كان أو نحوه " .
ورقم 536 عن أبن عمر " إذا دعى أحدكم إلى الوليمة
فليأتها ".
ورقم 537 عن جابر " إذا دعى
أحدكم إلى طعام فليجب . فإن شاء طعم وإن شاء لم يطعم " .
ورقم 538 عن أبن مسعود " إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب .
فإن كان مفطراً فليأكل .. وإن كان صائماً فليدع بالبركة " .

" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
"

[/center]

(16)

حرمة
المسجد

فى النصف
الأول من عام 2005 والنصف الأول من عام 1426هـ كثر التعدى على حرمة المساجد التى هى
أصلاً مكان لعبادة الخالق فقط .

فى العراق يقتحمون مساجد السنة ومساجد الشيعة بحثاً
عن المقاومة والمقاومين والمسلحين وفى باكستان يقتل المسلمون السنة والشيعة بعضهم
بعضاً بنسف المساجد وهى دور عبادة للمذهبين وكذلك فى العراق
.

وفى أفغانستان ينتقم بعض
المعارضين من الحكومة بقتل المصلين فى المساجد .

ولم نسلم فى مصر من خروج المظاهرات من الجامع الأزهر
والذى يجب أن تسوده السكينة وأن يكون التظاهر – إن كان ولابد من التظاهر – هناك
بعيداً عن الجامع .

ويقول
المصطفى فى حديثة الصحيح فى (ج.ص) للألبانى
رقم 573 عن أبى هريرة :
" إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع فى المسجد فقولوا : لا
أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا : لا رد الله عليك ضالتك
"
صدق رسول الله (r).

إن كل من يبتغى تجارة فى المسجد مع غير الله تجارة
خاسرة سواء كانت للسياسة أو المال أو الجاه أو السلطة .

¢

(17)

سؤال
الرب

أيها المسلم
. إذا سألت فأسأل الله وإذا أستعنت فأستعن بالله وأطلب ما شئت من الله فله خزائن
الدنيا والآخرة وهو مالك الملك الغنى وهو من أغنى وأقنى .

لا تقل عن سؤال الله كيف سيستجيب ومن أين سيأتينى بما
أريد ومن أين الصحة وأنا ميئوس من شفائى .

يقول رسولنا الكريم العالم بربه فى حديثه الصحيح فى
(ج.ص) رقم 591 عن عائشة :
" إذا
سأل أحدكم فليكثر . فإنما يسأل ربه " والرب هو الراعى وهو الرازق لكل عباده المسلم
وغير المسلم وهو القائل لو خلقتموهم لرحمتموهم " .

ورقم 592 عن العرباض :
" إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس ، فإنه سِرُ
الجنةِ"

¢

(18)

غمد
السلاح

تأمين
السلاح من الأمور الهامة فى العصر الحديث عند تداول السلاح أيا كان نوع السلاح
سيفاً أو مسدساً أو بندقية .

وعندما يخرج السيف من غمده يغرى بالقتال كما كانت
تؤدى المبارزة قبل المعارك فى العصور السابقة إلى أشتعال حماسة الطرفين المتقاتلين
.

وكم من حوادث وقعت بسبب
تنظيف السلاح – كما يقال – مع عدم ملاحظة وجود ذخيرة فى السلاح وكم من حوادث
أرتكبها الأبناء عندما يجدون أسلحة الوالد فى المتناول ومحشوة بالذخيرة وجاهزة
.

وقد نبه المصطفى عليه
الصلاة والسلام لذلك عندما قال فى حديثه الحسن فى (ج.ص)
رقم 604 عن أبى بكرة .
" إذا سلَّ أحُدكم سيفاً لينظر إليه فأراد أن يناولهُ
أخاهُ فليغمدهُ ثم يناوله إياه " .

أين هذا من الذين يسلون سيوفهم وخناجرهم وكلّ أسلحتهم
لقتل أخوانهم غيلة وغدراً
وهو
عليه الصلاة والسلام القائل فى حديثه الحسن فى (ج.ص) رقم 635 عن أبى بكرة

" إذا شهر المسلم على أخيه
سلاحاً . فلا تزال ملائكة الله تلعنه حتى يشيمهُ عنه " .

وفى حديثه الصحيح فى (ج.ص) رقم 796 عن أبى موسى : "
إذا مرَّ أحدكم فى مسجدنا أو فى سوقنا ومعه نبلٌ فليمسك على نصالها بكفّه . لا يعقر
مسلما" .

صدق رسول الله
(r) فى كل ما قال
وفى كل ما بلغ عن ربه مما تصلح عليه أحوالنا إلى يوم الدين .

¢

(19)

مكان النعــلين

يصلى الألوف فى المسجد الحرام على مدار اليوم والليلة
وكذلك يصلى الألوف فى المسجد النبوى كما يصلى كافة المسلمين فى مساجدهم فى كافة
أرجاء المعمورة .

ومعظم
المسلمين يذهبون إلى المساجد فى أحذية أو شباشب أو أخفاف ويحتار المصلى أين يضع
حذاءه خاصة فى المساجد الكبرى التى يكثر فيها لباس القدمين
.

وقد يخرج المسلم من المسجد
ولا يجد حذاءه أو شبشبه لتشابه الأشكال والألوان أو لنسيان المكان الذى تركه فيه
.

وقد يسر المصطفى عليه
الصلاة والسلام علينا هذا الأمر رغم قلة عدد المسلمين على عصره إذا قورن بهذا العصر
والعصور التى ستليه فقال فى أحاديثه الصحيحة فى (ج.ص)
رقم 643 عن أبى هريرة :
" إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحداً ،
ليجعلها بين رجليه أو ليصل فيهما" .

ورقم 645 عن أبى هريرة :
"إذا صلى أحدكم فلا يضع نعليه عن يمينه . ولا عن
يساره فتكون عن يمين غيره . إلا أن لا يكون عن يساره أحد وليضعها بين رجليه"

صدق رسول الله (r).

وحتى لا نحتار علينا أن نضع الحذاء أو الشبشب فى كيس
بلاستيك بين رجلينا أثناء الصلاة على أن يكون الحذاء نظيفاً لا يعلق به شىء من
الأدران .

¢

(20)

الغضــب

كثيرون منا يغضبون لأسباب كثيرة وكثيرون يؤدى بهم
الغضب إلى الخطأ وإتخاذ قرارات قد يندمون عليها بعد ذلك وقليلون هم من يتحكمون فى
أنفسهم ولا يستفزهم الغضب أو الآخرون .

والغضب هو الغضب سواء بحق أو بغير حق وهو ضار بنفس
صاحبه وببدنه وبالمحيطين به .

وقد نبه المصطفى عليه الصلاة والسلام فى أحاديثه
الصحيحة فى (ج.ص)
رقم 693 عن
أبن عباس :
" إذا غضب أحدكم
فليسكت " ليوقف تداعيات الغضب .

ورقم 694 عن أبى ذر :
" إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس . فإن ذهب عنه الغضب
وإلا فليضطجع " .

ويأخذ
علماء النفس بذلك وهو تغيير الوضع والمناظر لتنفيس الغضب .

ورقم 695 عن أبى هريرة :

" إذا غضب الرجل فقال : أعوذُ
بالله سكنَ غضبهُ "
صدق الرسول
الكريم (r)
.

¢

573- ( سنن
التروزى ، للحاكم ) عن ابى هريرة – المشكاة 733 ، الإراء 1295 : الدارمى ، وابن خزيمة ،
وابن حبان ، وابن الجارود ، ابن السني ، سنن البيهقي .

591- ( صحيح بن
حبان ) عن عائشة .
592-
( الطبرانى فى الكبير ) عن العرباض .

604- ( مسند
أحمد بن حنبل ، الطبرانى فى الكبير ، للحاكم ) عن أبي بكرة
.
635- ( البزار ) عن
أبي بكرة – فيض القدير .
796- ( فى
البخارى ومسلم ، سنن ابى داود ، سنن ابن ماجه ) عن ابى موسى .

643- ( سنن أبى
داود ، صحيح ابن حبان ، للحاكم ، سنن البيهقى ) عن أبي هريرة
.
645- ( سنن أبي داود ،
للحاكم ، سنن البيهقى ) عن أبي هريرة .

693- ( مسند
أحمد ابن حنبل ) عن ابن عباس – الصحيحة 1375 : الأدب المفرد للبخارى ، الكامل لابن
عدى ، القضاعي ، وابن شاهين – ابي هريرة .
694- ( مسند أحمد ابن حنبل ، سنن أبي داود ، صحيح ابن
حبان ) عن أبى ذر .
695- ( الكامل
لابن عدى ) عن أبي هريرة .

» حسن الخلق.....
» من مظاهر حسن الخلق
» سر ألوان الفراشات
» حكم قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن
» اكثر من 20 قصه عن فوائد الاستغفار العظيم...سبحانه