"التسامح"
كلمة جميلة باتفاق اللغات والأعراق، والأمم كلها، ولذلك علينا أن لا نضع أيدينا على قلوبنا، وأن لا نخشى من طرح هذا الموضوع،بل
يجب أن نلح عليه لنكسب أنفسنا والآخرين.
ِالتسامح " يعني الصفح عمن أخطأ عليك أو تجاوز حده، أو اختلف معك اختلافاً غيرأخلاقي، فالمفهوم بهذا الاعتبار قيمة أخلاقية
عظمى، وانتصار لروح الخير والأخلاق في النفس الإنسانية على روح الشر من الاستجابة لنزغات الشيطان.
"التسامح" هو أساس التعامل الذي يفترض أنيحكم علاقة الناس بعضهم ببعض، أما الإصرار على رفض التسامح فهو إصرار على
إلحاق الأذى بالنفس قبل الآخرين، وهو إصرار على المعاناة الشخصية في مواجهة قلب يموج بذكريات مؤلمة عن الآخرين
ولما جاء رجل ورفع السيف على النبي صلىالله عليه وسلم وقال: من يمنعك مني يا محمد؟ ثم سقط السيف من يده، ثم أخده النبي صلى
الله عليه وسلم وقال: (من يمنعك مني؟) أخذه إلى أصحابه وأخبرهم الخبر، فتعهد للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحاربه، ولا يكون
مع قوم يحاربونه، فالتسامح أحرجهوأخذ منه كل قلبه.
وفي الصحيحين يقول ابن مسعود: كأني أنظرإلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبياً من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم
عن وجهه، ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
والإمام أحمد بن حنبل يقول أشهد أني قدعفوت عن المأمون، وما يضرني أن لا يعذّب أحد بسببي.
وإذا أردت أن تعرف قيمة العفو والصفح والتسامح تذكر الأخطاء التي وقعت منك تجاه الآخرين وحاجتك للعفو من الله عز وجل: "أَلَا
تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ"[النور:22]، وقد نزلت هذه الآية فيقصة الصديق وإيلائه ألا ينفق على مسطح بن أثاثة بعد وقوعه ومشاركته
في حادثةالإفك.
إن على العلماء والدعاة وأصحاب الخطاب الإسلامي أن يقوموا بإشاعة هذا المبدأ الإسلامي العظيم: مبدأ "التسامح"، وتطبيعه بين
الناس بشرائحهم وتياراتهم وصنوفهم وأشكالهم وحاكمهم ومحكومهم، في الخطب والدروس والمحاضرات والعلاقات؛ ليكونوا مضرب
المثل في التسامح والتدرب على هذا الخلق النبيل.
إن من المهم أن نتحدث عن التسامح مع الذين نتفق معهم، وأيضاً مع أولئك الذين نختلف معهم أو ننتقدهم،
فيجب أن نساااااااااااااااااااااااااامحهم.
[b]