كنت أعرف منذ البداية
أن كل حب كبير
هو مشروع فراق..
مساء الخير أيها الفراق..
مساء المساء الحزين!..
عبثا ً توقعني بعد اليوم
في فخ اللهفة والانتظار
والشوق والغيرة والشجار..
صار حبي أكبر منك ومني..
صار كائناً مستقلا ً عنك وعني..
وعن كل ما تقبله أو ترفضه
وكل ما يمتعك أو يغيظك
مساء الخير أيها الفراق،
ولتكن حتى لحظات وداعنا
لحظات حب..
حين يمر الحب بنا،
لا يعود أي شيء كما كان..
حتى بعد أن يمضي الحب..
وليس مهما ً أن يطول التهاب البرق
أو أن يتكرر..
المهم هو أن نحدق حولنا جيدا ً
حين يضيء..
وحين التهبت ُ بك حبا ً
وأضأت ُ لثانية،
وعيت ُ كل شيء..
وهذا العالم حولي،
كان دوما ً أجمل مما عرفت،
ولكن أكثر قسوة أيضا ً!..
مساء الخير أيها الفراق،
ولتكن حتى لحظات وداعنا
لحظات صفاء وامتنان
لكل ما كان
وما لم يكن!..
فيما مضى،
كنت ُ كلما ودعتني،
أموت قليلا ً..
وها أنا اليوم رجلاً ممزقاً
واسمي: الوداع..
مع قارة الأحزان تآلفت
وكل ليلة قبل أن أنام
أقول لتوأمي بحنان:
مساء الخير أيها الفراق..
مساء المساء الحزين..