نعم أنا مطلقة، وأواجه حياتي بخياراتي. اخترت أن أكون الحقيقة المؤلمة،
وليس الكذب المزيف. اخترت أن أواجه حياتي بصدق، وليس بلغة المظاهر. قررت أن
أكون أنا، بعدما كنت شيئا يشبهني، لكنه ليس أنا. مطلقة. وليكن. تحمل
كرامتها في داخلها، ومبادئها في حياتها. تنظر للمستقبل بأمل، والماضي
كتجربة علمتها الكثير.
هل من الضروري أن أرسم الصور الخادعة لكي أرضي المجتمع؟ هل أعيش حياة
الازدواجية من أجل أن يبتسم الآخرون، بينما أنا في معاناة مستمرة؟ أين أنا،
وأين هي حياتي. ولماذا مجتمعنا يتعاطف مع الجلاد ويتناسى الضحية؟ نحن
مجتمع تشغلنا المظاهر الخارجية، ونستهوي إصدار الأحكام. نعتقد أننا قضاة،
بينما نحن جناة. لن أنزعج وليست هي النهاية، بغض النظر عن تضحياتي. فأنا
أحمل ثقتي في الله، ثم ثقتي في نفسي. وأدرك أن الأمطار عندما تهطل على
الأرض فهي لا تذهب هدرا، حتى وإن بدا لنا غير ذلك. المعادن الأصيلة تعطي
ليس لأنه مطلوب منها، بل لأنها ترغب في العطاء، وتملك قيم الوفاء.
كنت الحضن الذي يستوعب ويتنازل. كنت الغطاء الذي يستر ويتجاوز. كانت الحياة
بالنسبة لي هو، وبقية العالم مجرد تفاصيل. يبدأ يومي بالتفكير في إسعاده،
وينتهي مسائي في محاسبة ذاتي: هل أرضيته؟ كنت أركض وحدي في ساحة مفتوحة ،
محاولة زرع البذور في صحراء جرداء. إبحار قاس، ولكن الإبحار بمجداف واحد،
هو هدر للوقت وتضييع للجهد.
السعادة حق مشروع لكل إنسان. وأنا تعودت أن أعطي ولا أمنّ العطاء، لكننا
نظلم العطاء، حينما نحوله فرض واجب فقط على أفراد. وكأن الأمر الطبيعي
أشخاص يعطون، وآخرون حاضرون للأخذ، غائبون في العطاء.
مهما كانت الصفحات بيضاء، فالبثور السوداء تجرح جماليتها وتشوه واقعها.
وأنا وضعت النقطة الفاصلة. أشعر الآن أن الماضي بكل ما فيه حرف صغير في
كتاب كبير. وأن المستقبل ينتظرني بفرح منذ زمن بعيد.