كيف نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام
على المبعوث رحمة للعالمين
و على آله و صحبه و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اللهم استخدمنا ولا تستبدلنا يا رب العالمين
أما بعد
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من أنواع الشكر لله الشكر بالقلب و الخوف من
الله ورجاؤه ومحبته حبا يحملك على أداء حقه
وترك معصيته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم
على ذلك
.
ومن ذلك الإخلاص له والإكثار من التسبيح
والتحميد والتكبير .
ومن الشكر أيضا الثناء باللسان وتكرار النطق
بنعم الله والتحدث بها والثناء على الله والأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فإن الشكر يكون
باللسان والقلب والعمل .
وهكذا شكر ما شرع الله من الأقوال يكون
باللسان .
وهناك نوع ثالث وهو الشكر بالعمل . . .
بعمل الجوارح والقلب ؛ ومن عمل الجوارح
أداء الفرائض والمحافظة عليها كالصلاة
والصيام والزكاة وحج بيت الله الحرام والجهاد
في سبيل الله بالنفس والمال
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما قال تعالى :
{ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ... }
الآية .
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ومن الشكر بالقلب الإخلاص لله ومحبته
والخوف منه ورجاؤه كما تقدم والشكر لله
سبب للمزيد من النعم كما
قال سبحانه عز وجل شانة
{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }
ومعنى تأذن : يعني أعلم عباده بذلك
وأخبرهم أنهم إن شكروا زادهم وإن كفروا
فعذابه شديد ، ومن عذابه أن يسلبهم النعمة
ويعاجلهم بالعقوبة فيجعل بعد الصحة المرض
وبعد الخصب الجدب وبعد الأمن الخوف وبعد
الإسلام الكفر بالله عز وجل وبعد الطاعة المعصية .
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فمن شكر الله عز وجل أن تستقيم على أمره
وتحافظ على شكره حتى يزيدك من نعمه ، فإذا
أبيت إلا كفران نعمه ومعصية أمره فإنك
تتعرض بذلك لعذابه وغضبه ، وعذابه أنواع؛
بعضه في الدنيا وبعضه في الآخرة .
ومن عذابه في الدنيا : سلب النعم كما
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قال تعالى
:{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }،
وتسليط الأعداء وعذاب الآخرة أشد وأعظم
كما قال سبحانه :
{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ }
وقال تعالى :
{ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }
فأخبر سبحانه أن الشاكرين قليلون وأكثر الناس لا يشكرون .
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأكثر الناس يتمتع بنعم الله ويتقلب فيها
ولكنهم لا يشكرونها بل هم ساهون لاهون
غافلون كما قال تعالى :
{ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ }
فلا يتم الشكر إلا باللسان واليد والقلب جميعا . وبهذا المعنى يقول الشاعر :
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والمؤمن من شأنه أن يكون صبورا شكورا كما
قال تعالى :
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ }
فالمؤمن صبور على المصائب شكور على
النعم ، صبور مع أخذه بالأسباب وتعاطيه
الأسباب ، فإن الصبر لا يمنع الأسباب ، فلا
يجزع من المرض ولكن لا مانع من الدواء .
فلا يجزع من قلة المزرعة أو ما يصيبها ولكن
يعالج المزرعة بما يزيل من أمراضها ،
فالصبر لازم وواجب ، ولكن لا يمنع العلاج والأخذ بالأسباب .
فالمؤمن يصبر على ما أصابه ويعلم أنه بقدر
الله وله فيه الحكمة البالغة ويعلم أن الذنوب
شرها عظيم وعواقبها وخيمة فيبادر بالتوبة من الذنوب والمعاصي .
فعليك أيها المسلم أن تتوب إلى الله عز وجل
حتى يصلح لك ما كان فاسدا ويرد عليك ما
كان غائبا . وقد صح في الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
: ( إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ) ،
فقد يفعل الإنسان ذنبا يحرم به من نعم كثيرة .
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
{ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ }
وقال جل وعلا :
{ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ... }
الآية ، وقال سبحانه :
{ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
نشكر الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فالمصائب فيها دعوة للرجوع إلى الله وتنبيه
للناس لعلهم يرجعون إليه .
فالعلاج الحقيقي للذنوب يكون بالتوبة إلى الله
وترك المعاصي والصدق في ذلك ، ومن جملة
ذلك العلاج : ما شرع الله من العلاج الحسي
فإنه من طاعة الله ، كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« عباد الله تداووا ولا تتداووا بحرام »
فالمؤمن صبور عند البلايا في نفسه وأهله
وولده شكور عند النعم بالقيام بحقه والتوبة
إليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« عجبا لأمر المؤمن فإن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له » رواه مسلم في الصحيح من حديث صهيب ابن سنان رضي الله عنه .