الإجازة أو
العطلة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده وحده ونصلي ونسلم على خير خلقه نبينا وحبيبنا وسيدنا
محمد صلوات ربي وسلامه عليه
يعتبر الوقت مورد لا يقدر بثمن فلا يمكن تشتريه ولا تستأجره مهما دفعت فيه .
ومن رحمة الله تعالى بنا أن بسر لنا الأمور فأصبحنا ننجز الأعمال في وقت
يسير من خلال ما أنعم به المولى من مخترعات مثل وسائل المواصلات ووسائل
الاتصال ومكنات الإنتاج وطرق جمع المعلومات كل هذه وفرت لنا كما من الوقت
فالسعيد من عرف قدر هذه النعمة واستثمرها استثمارا يليق بشكر المنعم .
ولا شك أن الإنسان في حاجة إلى تجديد ما عنده كحاجة النجار لشحذ منشاره
فنحن في حاجة للتدريب لنستزيد من الترقي في مجال عملنا .
والله سبحانه وتعالى بين لنا من خلال نظام الكون أن الشخص يحتاج للراحة فقد
نبه لذلك في أكثر من موضع كما في سورة الفرقان آية 47 حين قال((وَهُوَ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ
النَّهَارَ نُشُوراً)) فتأمل كيف خص النهار بالنشور.
من هنا كان من المهم أن يقضي الفرد جزءا من وقته خارج مألوف حياته وهو ما
نعبر عنه بالعطلة فما هي العطلة وما حجمها وما فائدتها وما مضارها ؟
لن نخوض كثيرا في تعريف الإجازة فالمعروف لا يعرف ويمكننا أن نتعرف على
مفهومها
هي الفترة التي يقضيها الفرد بعيدا عن عمله إما برغبته أو بنص النظام مع
جريان كافة حقوقه الوظيفية ،وليكن هذا مفهومنا الإجرائي للعطلة .
ما حجم العطلة عندنا
هناك نوعان من العطل عام وهي التي تمنح لموظفي الدولة وبعض المؤسسات وهي
ثلاث مناسبات سنوية .
عيد الفطر وعيد الحج وذكرى اليوم الوطني ومجموعها 23وإذا ما أضفنا لها عطلة
الأسبوع بواقع يومين في الأسبوع أي106 يوما فيكون مجموعها 129 يوما تقريبا
وهي مدة طويلة إقليميا وعربيا وعالميا .
أما النوع الثاني وهي الخاصة فهي 40 يوما 53 يوما إجازة اعتيادية وخمسة
أيام اضطرارية فيكون المجموع 169 يوما في السنة مع تمتع أعضاء هيئة التدريس
في الجامعات والمعلمين في التعليم العام بأكثر من هذا المجموع قد يصل إلى
قد تصل إلى 200 يوما فكأن أيام العمل عندنا تتراوح بين 191 و160 يوما
والعمل اليومي ما بين 4 ساعات و 7 ساعات .
وبنظرة فعندنا العطل من أطول العطل العامة ولتتضح الرؤية أنقل لكم هذه
الدراسة المسحية ((كشف مسح أن اليابانيين هم أكثر الشعوب حرمانا من العطلات
في العالم المتقدم، إذ لا يتعدى متوسط إجازاتهم تسعة أيام في العام، بينما
الفرنسيون هما أصحاب النصيب الأكبر من العطلات بمتوسط يبلغ 34.5 يوم
سنويا.
ووجد استطلاع شمل تسعة آلاف شخص في 13 دولة أجرته مؤسسة هاريس انتراكتيف
لحساب شركة اكسبيديا للسفر عبر «الإنترنت»، أن الموظفين اليابانيين لا
يحصلون فحسب على أقل عدد من الإجازات (يبلغ 16.5 يوم سنويا)، لكنهم يميلون
أيضا إلى استخدام نحو نصف هذا العدد فحسب.
لكن الفرنسيين يحصلون على أكبر من الإجازات كل عام بمتوسط يبلغ 37.5 يوم،
وكانوا سعداء لتحقيق أكبر استفادة من هذه الفترة من الراحة والاستجمام.
وأشار المسح الذي جاء تحت عنوان الحرمان من الإجازات وأجري بين 13 و22
نيسان (أبريل) إلى أن الولايات المتحدة تمنح العاملين ثاني أقل عدد من
العطلات سنويا بمتوسط 17 يوما يأخذ معظم العاملين منها 14 يوما.
ويمنح النيوزيلنديون 19.5 يوم سنويا يستهلكون منها نحو 17، بينما يستخدم
الأستراليون 16.5 يوم تقريبا من إجمالي العطلات وعددها 20 يوما.
وفي الغالب يستفيد الدنماركيون والألمان والنرويجيون بالكامل من الإجازات
الممنوحة لهم، إذ يستهلكون 93 في المائة من أيام العطلات وهي 29 و27.5 و28
يوما على التوالي.
ويميل الكنديون إلى قضاء 90 في المائة من الإجازات السنوية وعددها 20 يوما،
فيما يستفيد السويديون من 89 في المائة من إجازاتهم وعددها 27.5 يوم. أما
البريطانيون فيقضون 91 في المائة من عطلاتهم وعددها 28 يوما ويستفيد
الإيطاليون بنسبة 82 في المائة من 32.5 يوم من العطلات والإسبان بنسبة 89
في المائة من 32 يوما من العطلات.))
ولن أعلق على نتائج هذه الدراسة أما إقليميا فالعطل الرسمية في على مستوى
دول مجلس التعاون المملكة في المقدمة 23 يوما ,وعمان 16 يوما ، والأمارات
والبحرين 15 يوما ، والكويت 11 يوما أخيرا قطر 9 أيام
ويبقى السؤال المهم هل نستثمر العطل الرسمية والخاصة بصورة تعود علينا
بالنفع ؟
أترك الإجابة لكل شخص ليقرر ذلك
فوائد العطلة :
لا شك أن للعطلة أو الإجازة فوائد ومن ذلك
1- الخروج من ربقة الروتين الذي اعتاده الإنسان
2- تجديد النشاط .
3- قضاء بعض المهام وخاصة التي تحتاج في إنجازها لوقت .
4- الراحة والاستجمام والتنزه .
5- هناك فائدة اجتماعية بين الزملاء في العمل وهي أن الغياب يجدد العلاقات
الاجتماعية ويقوي أواصرها
هذه بعض فوائدها لكن ما هي سلبياتها :
هناك سلبيات منها
1- قد يؤدي البعد عن العمل إلى التراخي والفتور خاصة إذا تمتع الموظف
بإجازته في منتصف مشروع معين .
2- ضعف الإنتاج العام للدولة خاصة إذا طالت الإجازة .
3- ضعف التحصيل الطلابي عموما لضيق وقت الدراسة .
4- قد يفوت الموظف بعض الخبرات خاصة عندما يبدأ المشروع أثناء غيابة .
5- قد يصاحبها إسراف وتبذير .
6- يفقد معها الطلاب كثير من العلوم والمعارف والمهارات .
7- تكلف الدولة اقتصاديا إذ تدفع رواتب ولا عمل .
8- تغير في سلوك الفرد الاجتماعي والمعيشي قد يحتاج معه لوقت ليتأقلم مع
الوضع مرة أخرى .
9- هناك فاقد مستتر غير مرئي وهو ما قبل وما بعد الإجازة خاصة عند الطلاب
يكون هناك غياب جماعي وهذا على حساب خطة المعلم .
10 - كثرة الإجازات وطولها قد يؤدي إلى كره العمل والتذمر منه
بعد كل هذا فالإجازة لا غنى للمرء عنها فإن المنبت لا أرض قطع ولا ظهر أبقى
، كما أنه ينبغي استثمارها أولا فيما يرضي الله عز وجل ثم بما يعود على
الفرد بمنفعة ومن أراد أن يبارك الله له في إجازته ويكون راتبها حلالا
فليتق الله عمله فلا يظلم منه شيئا ولا يبخس .
كما أن طول الإجازة لا يقره عقل ولا نظام فهي إجازة وراحة فهي شيء طارئ على
العمل وعلى حياة الإنسان وفقنا الله لما يحبه الله ويرضاه
كتبه راجي عفو ربه /
عواض بن مبارك الحارثي
المزاج
