أختي الغالية :
متى أرى دموع التوبة من مقلتيكِ تنهمر ؟
متى تقوين على كسر القيود وتنتصر ؟
إني بفارغ ذاك الصبر انتظر؟
فهل فكرتِ بالتوبة ؟
لهفي على لحظة سماع عودتكِ إلى الله
وانضمامكِ إلى قوافل التائبين العائدين
أريد أن أفرح لفرحكِ !
قد لا تتصورى سعادتي بك تلك اللحظة .
لست أنا فقط ، بل الله تعالى الغني العلي الكبير سبحانه يفرح بهذه الأوبة والرجوع إليه ، جعلنا الله من التائبين الصادقين .
قولى لى بربك من مثلكِ إذا فرح الله بك ؟
لقد جاء في الحديث (( إن الله يفرح بتوبة أحدكم )) ... الله أكبر، فهل تريد في هذه الليلة أن يفرح بك الله . والله إن أحدنا يريد أن يفرح عنه أبوه أو أمه، و يرضى عنه زميله فكيف برب العالمين تبارك وتعالى . نعم إن الأمر صدق هو كذلك (( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ))
وإذا احبكِ الله فما عليك ولو أبغضكِ من في الأرض جميعاً .
من مثلك ... يفرح بك الله و يحبك . الله الذي له مقاليد السماوات والأرض المتصرف الوهاب ، الذي إذا أراد شيئاً إنما يقول له كن فيكون .
ومن كان الله معه فما الذي ينقصه ؟! إن يكن معكِ الله فلا تبالي ولو افتقدتِ الجميع فهو سبحانه (( نعم المولى ونعم النصير ))
معكِ من لا يهزم جنده ، معكِ الذي يعز من أطاعه ويذل من عصاه ، الذي لا يُقهر سلطانه ، ذو الجبروت والكبرياء والعظمة ، معك الكريم الواسع المنان الملك العزيز القهار سبحانه وتعالى 0
اختى
ما أتعب الناس الذين هم يلهثون وراء الشهوات والمحرمات بزعمهم أن في ذلك السعادة والفرح إلا بعدهم عن الله ، وإلا لو عرفوا الله حقاً ما عرف الهم والضيق طريقاً إليهم ولأيقنوا أن السعادة لا تستجلب بمعصية الله .
اختى : أين نحن عن قوله تعالى :
((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ))
وعن قوله (( وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ ... )).
أتجدى في نفسك تردداً إلى الآن ؟!
كونى عاقلهً فلا تشري حطام الدنيا الزائل بنعيم الآخرة الدائم
حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر
في أبد لا يزول في روضات الجنة يتقلب ساكنها وعلى الأسرة يجلس
وعلى الفرش التي بطائنها من إستبرق يتكئ
وبالحور العين يتنعم وبأنواع الثمار يتفكه
ويطوف عليه من الولدان المخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون و فاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعلمون .
ويطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون ،
في قصور الجنة ينظرون إلى الرحمن تبارك وتعالى ويمتعون أنظارهم .
ويلتقون بصفوة البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .نعيم لا يوصف لا هم ولا كدر .
لا عرق ولا أذى ولا قذر ولا حيض ولا نفاس ولا نصب ولا تعب ولا نوم لكي لا ينقطع النعيم بنوم . و لا عبادة تنشأ إلا لمن أراد أن يتلذذ بها فهي دار جزاء لا دار عمل
هل تملككين في يوم شعورصادق بالتوبة ؟
ما الذي يمنعكِ تكذيب أم تردد أم هي قيود المعاصي التي تستعذب لظاها ؟!
أعلنيها من الآن توبة إلى الله ، فكى قيود المعاصي وتسلط الشيطان والنفس عليك ، ألجأى إلى الله واعتصمى به وانطرحى بين يديه ، هاهم العائدون إلى الله ترينهم سلكوا طريق النجاة فعلام التقهقر والتردد ؟ ألا تعلمى أن ماعند الله خير وأبقى ، أتبيعى الجنة بالنار ؟ّ!
ألم تستوعبى إلى الآن حقيقة الدنيا ، وأنها دار ممر وليست دار مقر ، وأنها ميدان عمل و تحصيل ثم توفى كل نفس ما عملت ‘إن خير فخير وإن شراً فشر ، أتظنى أنكِ وحدكِ القادره على ارتكاب الحرام أتظنى أن الذين لزموا الطاعة وصبروا على شهوات الدنيا لا يقدرون على ارتكاب الملذات من الحرام ؟
بلى هم يستطيعون ذلك لا يمنعهم شيء لكنهم يخافون الله ويرجون ثوابه ويصبرون قليلاً ليرتاحوا كثيراً فكونى معهم تجدى السعادة في الدنيا قبل الآخرة .
قولى للنفس يكفي ما كان واعزمى على هجر الذنوب واسلكى طريق العودة .فإن لم تتوبى اليوم فمتى ستتوبى وإن لم تندمى اليوم متى ستندمى ؟
هل تنتظرى أن تتوبى عند الموت ؟ّ فالتوبة لا تقبل حينئذ .هل تنتظرى أن تندمى حين لا ينفع الندم ؟! حين تقولين ياليت وياليت ! قال تعالى (( يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولَ ، وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلَ ، ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيراً )) .!
أو هل تنتظرى حتى تدخلى النار فتتوسلى إلى الله يوم لا يجدي التوسل يوم يتوسل أهل النار أن يخرجهم الله منها ليعودوا ليعملوا صالحاً ولكن هيهات (( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون )) فيجيبهم المولى سبحانه (( قال اخسئوا فيها ولا تكلمون )) .
عودى إلى الحق واستجيبى له ما دمت في زمن الإمهال قبل أن تكونى من الذين يتمنون الموت من فرط العذاب فلا يستجاب لهم أتدري لماذا ؟ لأنهم أتاهم الحق فما استجابوا له قال الله تعالى (( وقالوا يا مالك ليقضي علينا ربك قال إنكم ماكثون ، لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون ))
أسأل المولى تعالى أن نكون من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
منقول