تهذيب النفس
وتخليصها
من أدرانها
السمات الأخلاقية للمجتمع المسلم ذلك الارتباط الوثيق بين العبادة والاخلاق , إذ أن العبادة تزكي نفس صاحبها وتوجه سلوكه
توجيهأ شفافأ متورعأ عن الحرمات , وتهذب أخلاقه وتقومها باستمرار . فالصلاة مثلأ تنهى عن الفحشاء والمنكر , أوهكذا
ينبغي أن تكون
قال تعالى :
<( وأقيم الصلاة ,إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر )>< العنكبوت 45>
ويقول جل من قال
<(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون , الذين هم يراوْون ويمنعون الماعون )>< الماعون 4-7>
ان هوْلاء لوكانوا يقيمون الصلاة حقأ لله تعالى , مامنعوا العون عن عباده, وهذا هو المحك الحقيقي للعبادة الصادقة
المقبولة عند الله , وهذا هوالرياء الذي يترك الأعمال خواء ويصيرها هباء
والصيام جنة يمتنع فيها المسلم عن الطعام والشراب الى جانب تقوى المشاعر وانطلقة الروح
قال عليه الصلاة والسلام :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
رواه البخاري
فهذه النصوص توضح لنا مدى اهتمام الإسلام بتهذيب النفس الموْمنة وتخليصها من أدرانها
خلال قيامها بالشعائر التعبدية , ومن ثم توجيهة السلوك ضمن هذه القيم .
والذكاة ليست دفعأ للمال فقط وإنما هي تطهير المال والنفس
قال تعالى :
<(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )>< التوبة 102>
ومن اجل ذلك وسع
النبي صلى الله عليه وسلم في دلالة كلمة الصدقة التي ينبغي
أن يبذله المسلم
فقال :
(( تبسمك في وجه أخيك صدقة .
وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة
وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة
وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ..))
رواه البخاري
فهذه العبادة تلتقي كلها عن الغاية التي رسمها
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
(( وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
والاخلاق في الاسلام تكليف رباني قبل كل شيْ
قال تعالى :
<(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )>
والله سبحانه وتعالى يقررأنه لم يكلف البشر الا أن يعبدوه
<( وماخلقت الجن والإنس ألا ليعبدون )>< الذاريات 56>
ووفق الله الجميع لك خير