الرجاء في خيال الاحياء والتحديق بالموت بقلم وليد العرف
كان نقاب الاطباء ابيض ..لون المعاطف ابيض..الملاءات بيضاء كل شيء ابيض اربطة الشاش قرص المنوم كوب اللبن لون الاسرة ...مسلسل تتماسك تفاصيلة وافكار تسرع ضربات القلب وتصيبة بالوهن ..انتخاب للأشياء البيضاء دون سواها..من نقاب الاطباء وحتى كوب اللبن ..كل هذا البياض يذكرني بالكفن.. تساؤلات كثيرة والتفات عميق الى تأمل جواني ...مزواجةٌ بين الموت والنجاة ..وربما بين اللون الابيض واللون الاسود ..فلماذا إذا مت يأتي المعزون متشحين بلون السواد ..هل في اللون الاسود نجاة من الموت أم هي تميمةٌ ضد الزمن لونان تتأرجح مشاعر المريض بهما وتساؤل هل اللون الاسود هو الحرز الذي يقي الانسان من المخاطر ..وضد الزمن الذي يطوي الاحياء الواحد تلو الاخر ...قد لا ترى في العيون لون الحقيقة وكل الذين يزوروني يرون سريري قبراً هذا السرير الابيض الذي يشي بالقبر وينتظر تمنيات الاصدقاء الذين يرون حقيقة الامر جليا ولكنهم يقولون عكس الحقيقة جرياً مع المجاملة ..وهم يعون تماماً تلك الحقيقة ولا مفر من واقعة الموت ..فتموجات الموت والنجاة هي السلم الذي يصل في النهاية الى الحقيقة الشاملة ..اي الايقان المصيري المحتم ..تساؤلات وتساؤلات لا تنبو فيها السيرورة الزمنية ..خوف ورعب اخترق قشرة الحاضر الى المستقبل وتجاوز ما يبطن في نفسي ..الحزن والحداد ام النجاة احداث تأتي وتتوارى طقوس في تيار الحياة تترك للزمن فرصة الفعل وفرصة المفاجأة ..قد يسلو الانسان احزانة رغم ان القلب في خفقاتة غير مطمئن ..وربما يطمئن بمعنى مختلف ؟؟؟ فقط حين تنطفىء شمعته ويلفة التراب ..
التحديق في الموت على مستوى الوعي تموجات تغوص في ضعف النبرات ..انسحاب الحاضر ليصبح ماضياً ..هناك زمن مختلف نحسه ونلمسة قد يكون زمن نفسي او زمن ذاتي المهم انه مختلف ويطول اكثر من زمن الدقائق فيه سمة تعبيرية وفيه بطانة وجدانية لان الواقعة في افكاري في مواجهة العدم والغياب الكامل ..التحديق بالموت لا بالانتحار.. ولكن بالعيش في حضور الموت ووصفه حقيقة ممكنة قد تأتي في اي لحظة وفي اي زمان ...ذاك هو لون حقيقة الموت ..الذي يبقى على وتيرتة فلا تناغم ابدي مع الزمن ..هو الانسان ذرة هينة ما ان يحيا قليلاً حتى يدركة الموت ..قبل ان يتأهب الى السفر النائي .....بقلم وليد العرف