يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بأن يكونوا قوامين بالقسط
أي بالعدل , فلا يعدلوا عنه يميناً ولا شمالاً , وأن يكونوا متعاونين
متساعدين متناصرين فيه ,وان يكونوا مؤدين للشهادة لوجه الله تعالى, ولو
كانت على أنفسهم,أي ولو كانت هذه الشهادة لها الضرر عليهم أو على آبائهم
وأمهاتهم, أو على أقاربهم, مهما كان شأن المشهود عليه غنيًّا أو فقيرًا;
فإن الله تعالى أولى بهما منكم, وأعلم بما فيه صلاحهما, فلا يحملنَّكم
الهوى والتعصب على ترك العدل, وإن تحرفوا الشهادة بألسنتكم فتأتوا بها على
غير حقيقتها أو تعرضوا عنها بترك أدائها أو بكتمانها, فإن الله تعالى كان
عليمًا بدقائق أعمالكم وسيجازيكم بها. ولا يحملنكم بُغْضُ قوم على ألا
تعدلوا, اعدِلوا بين الأعداء والأحباب على درجة سواء, فذلك العدل أقرب
لخشية الله, واحذروا أن تجوروا. إن الله خبير بما تعملون, وسيجازيكم به.
يقول الله تعالى
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى
بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ
تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً{135}النساء
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء
بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ
تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ
إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ{8}المائدة
- قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ
مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ
تَعُودُونَ{29}الأعراف