سندباد جوي
عدد المساهمات : 13 نقاط : 28 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 15/08/2009 العمر : 48 المزاج : كوووووووووووووووووووووووووول
| موضوع: ربمــــــــا ... قصة قصيرة ، بقلم سندباد جوى السبت أغسطس 15, 2009 10:55 pm | |
| ربمــــــــــا . . .
[1]
كانت الحياة قد فقدت كل مظاهرها - فى غفلة منها - منذ زمن بعيد . . و لغفلة منى ، ظللت أعتقد أنها حياة . . أتجاهل ما اعتراها من تحول . . وأحاول أن أبتعد بها عن هاوية الموت . هكذا رفضت أن أعترف بالحقيقة . . و جاهدت حتى أتمكن من مجرد العيش على شفا حفرة النار . . ألسنة اللهب الثائرة . . الجوعى . . تلهب جسدى ، فلا هو احترق وتفحم . . ولا هو سلم من لفحة النار المتعطشة دوما الى رائحة الشواء .
حاولت أن ألملم أشتات ذكرياتى . . و أستدعى أحداثها الجميلة . . أتلمس فيها بعض السلوى و العزاء . أيقنت أن الألم يلتهم كل ما عداه . . فالذكريات التى تحمل فى طياتها أحداثا حلوة - كنت أحفظها عن ظهر قلب - لم يعد لها نفس المذاق . .
و اكتشفت أن أحلى ما أمتلك من الذكريات . . لم يعد قادرا على أن يطبب مرضى ، أو يشفى علتى . . بل انه يوقظ آلام الفراق . . و يضاعف وحشة الوحدة . . ويقتل أدنى أمل فى النسيان .
[2]
قال " الكاذب " الذى يقبع فى داخلى ( و كان صادقا فى قوله ، لكونه كاذبا بفطرته ) : ـــ لقد استسلمت . . ورضخت للأمر الواقع . . و هذا أفضل جدا . و يتشبث " الطفل " الصغير بتلافيف أحشائى ، ويتلعثم : ـــ آه . . لو أراها لمرة أخرى . . و هذا يكفى جدا . و ينهرنى " الصادق " - الذى كان يتابعهما بعناية - بصوته القوى الواثق : ـــ ان ذاتك مغيبة عنك بما يعتورها من آلام الشوق . . و ما يسيطر عليها من عذاب الحنين ، فأنت لا تدرى يقينا من صاحب المقولة الأولى ومن صاحب الثانية . . الكاذب دائما ، أم الطفل الصغير !! و بؤكد " العاقل " الذى يتجول أحيانا فى أعماقى : ـــ لا تأمل أبدا فى معرفة الحقيقة ، اذا كان أحد الطرفين كاذب ، و الآخر طفل عابث . و يتنهد " العاشق " الذى يمتلك اقطاعية كبيرة فى ذاتى : ـــ دعونا من السفسطة . . فالأهم أننى ضممتها الى صدرى مرة أخرى ، و طوقتنى ذراعاها الرشيقتان . . . فسكنت آلامى . . و عادت الى حياتى . . أرسلتها أناملها الرقيقة الى عنوانى . و يتمتم " اليائس " : ـــ أيها الغرير الحالم . . تذكر دائما أنه لم يعد لك لديها عنوان . . انها محض صدفة ، لا تحدث الا لمرة واحدة . وينخرط " الطفل " فى البكاء : ـــ لكنها تعرف أننى أحتاج اليها . . ولن تتخلى عنى أبدا ، فهى تعلم أننى أحبها بفطرتى . . مؤكد هى تعلم ، فالمشاعر الأصيلة تخترق السدود . . و تنفذ عبر كل الحدود . و يحتد " الصادق " و هو يعنف " الطفل " الغرير ، و يعيره بسذاجته : ـــ ظنك غير قابل للتداول فى هذه الدنيا . . ربما كانت أفكارك تنتمى الى " يوتيبيا " الأطفال ، و لا علاقة لها بعالم البشر . و يتدخل " العاشق " فينهر جاره " الصادق " : ـــ و هل انت أفضل من هذا الطفل البرئ الذى يعيش فى مدينته الفاضلة ؟! . . أنت أيضا أسير أنماط صارمة ، لا تعرف العواطف . . و لا تعترف بالمشاعر . و مع أنكما على طرفى نقيض . . فكلاكما يعيش فى عالمه الخاص .
[ 3 ]
و تتعالى الصيحات ، و تشتبك الأيدى فى عراك أبدى . . و يتبادل الجميع الصفعات و الركلات و اللكمات . . بلا هوادة . . و دونما كلل أو فتور . . و يعلو صراخ " الطفل " المذعور . . .
[ 4 ]
و لم يستطع أى منهم أن ينتبه الى صوت هامس يقول : ـــ لن أعود الى هنا مرة أخرى . . كان الصوت المرتعش ينبعث من بين شفتيها ، وهى تسارع بالافلات من بين ذراعىّ المتشنجتين . .
و لم يتبين الجميع من الذى كان يتكلم من داخلها . . ربما كان " الصادق " . . أو " الكاذب " . . أو الطفل الصغير . . ربما . . مجرد ربما . . فكل الأصوات تتشابه عند " الأصم " . . الذى كان يشغل ساعتها كل كيانى .
| |
|
هالة محمود Admin
برجي هو : عدد المساهمات : 10835 نقاط : 17167 السٌّمعَة : 114 تاريخ التسجيل : 19/07/2009 الموقع : www.elamira.banouta.net المزاج : كوووووووووووووووووووول
| موضوع: رد: ربمــــــــا ... قصة قصيرة ، بقلم سندباد جوى الإثنين أغسطس 17, 2009 11:21 pm | |
| ما هذا الابداع يا سندباد جوي
انت فنان على حق وربي انت فنان جميل
وأهديك ..........
جربت مدح سواك فيه فأرعدا قلمي بكفّي خانني وتمردا وأبى المديح وجفّ فيه مداده لكن بمدحك قد أجاد وفنّدا | |
|
الخواجة المشرف
عدد المساهمات : 172 نقاط : 279 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/08/2009 المزاج : كووووووووووووول
| |
أمير الحب
برجي هو : عدد المساهمات : 4750 نقاط : 5764 السٌّمعَة : 31 تاريخ التسجيل : 19/08/2009
| موضوع: رد: ربمــــــــا ... قصة قصيرة ، بقلم سندباد جوى الإثنين سبتمبر 14, 2009 5:52 pm | |
| | |
|