السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى في كتابه الكريم
((سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير (1) ))في البداية أود أن اشكر كلاً من :
Friend
Dark Emperor
و الى كل من ساعدني في هذا العمل الذي استغرقت انا و اصدقائي في عمله فترة
لا يُستهان بها.. فلولا الله ثم لولاهم لما انتهيت من العمل الى الان.
و اهديه الى كل فلسطيني في العالم
و الى كل عربي ومسلم في هذا العالم.. لم يعرف تماماً حق المعرفة عما يدور في القدس .
هذا الموضوع هو بمناسبة الذكرى الاربعين لإحتلال القدس عام 1967, و ذكرى احراق المسجد الاقصى في عام 1969خصوصاً.
أنا لم آتي بشئِ جديد لم يأتي به احد من قبلي, لكنني اعترف انني قد حاولت
جاهداً جمع كل الاحداث و الاعتداءات التي طالت على المسجد الاقصى قبل و
بعد احراقه ولو بشكلٍ مختصر, و اضع القارئ في الصورة الحقيقية للوضع.
وفي النهاية أنا مجرد انسان, ليس معصوماً من الخطأ او النسيان.
الفصل الاول : مدينة القدس.. مدينة الاسراء و المعراج*موقعها:تقع مدينة القدس في قلب فلسطين على تلال يتراوح ارتفاعها ما بين 720-830م
عن سطح البحر, و على خط الطول 35 شرقاً و خط العرض 34 شمالاً.
يحدها من الشرق وادي قدرون وهو يفصل بين سور المدينة الشرقي و بين جبل
الزيتون (جبل الطور). ومن الغرب وادي سلوان . و من الشمال جبل المشارف.
ومن الجنوب جبل المكبر وهو الجبل الذي وقف عليه الصحابي عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه- عندما دخل المدينة فاتحاً..
تاريخها:يبلغ عمر المدينة نحو 35 قرنا. من قِبل اليبوسيين و هم عبارة عن القبائل
الكنعانية المهاجرة , و قد اقيمت نواتها الاولى في بقعة جبلية هي جزء من
جبال القدس يبلغ ارتفاعها 750 م عن سطح البحر المتوسط , و نحو 1150 م عن
سطح البحر الميت.
و كانت النشأة الاولى على تلال الضهور ( الطور ) المطلة على قرية سلوان
الى الجنوب الشرقي من المسجد الاقصى, و قد اختير هذا الموقع الدفاعي
لتوفير اسباب الحماية و الامن لهذه المدينة
دمّرها الرومان بقيادة تيتوس عام 70م ثم اعيد بنائها في عهد الامبراطور هادريانس واطلق عليها اسم ( ايليا كابيتولينا) عام 135م
احرقها الفرس عام 614م.
وسيطر عليها المسلمون عام 638م في عصر الخليفة عمر بن الخطاب حيث استلم مفاتيحها من بطريركها صفرونيوس وأسماها ( العرب القدس).
سيطر عليها الصليبيون عام 1099م واسترجعها المسلمون بقيادة صلاح الدين
الايوبي بعد معركة حطين عام 1187م. و من القرن الـ15 وحتى بداية القرن
الـ20 خضعت القدس لسيطرة العثمانيين الأتراك. وفي بداية القرن الـ15 قام
السلطان العثماني بترميم المدينة وإعادة بناء سورها الذي لا تزال تحيط
البلدة القديمة.
أسماؤها:اقدم اسم لها ( أورشاليم او يورشليم) ويعني إلآله شالم, اي إله السلام لدى
الكنعانيين أو إلى العبارة "بلد السلام" بالعبرية أو بلغة سامية أخرى، لكن
هذا رأي ضعيف, وورد هذا الاسم في التوراة و الانجيل.
و هذه صورة لنسخة قديمة لأنجيل مرقس تعود لعام 1590 و ذكر فيها اسم ( يورشيلم )
يرى البعض أن اسم المدينة تعريب للاسم الكنعاني والعبري (يروشلايم) الذي معناه غير واضح.
و سميت ايضاً (يبوس) نسبةً الى اليبوسيين من بطون العرب الأوائل في
الجزيرة العربية, وهم سكان القدس الاصليون الذين نزحوا مع من نزح من
القبائل الكنعانية حوالي سنة 3500 سنة قبل الميلاد, و سكنوا التلال
المشرفة على المدينة القديمة.
ومن اسمائها ايضاً اسم ( ايلياء ) وهو اسم من اسماء مدينة القدس ايام الرومان
اقسامها:تنقسم المدينة الى قسمين:
1- القسم القديم:و هي المدينة التاريخية القديمة و تضم ساحة المسجد الاقصى, وتبلغ مساحتها
كليومتراً مربعاً واحداً, و تحيط بها سور من جميع جهاته يبلغ طوله 4 كلم,
و ارتفاعه 12م, و لها 7 ابواب:
1-باب الساهرة
2-
باب العامود3-باب الاسباط, وهو الباب الذي دخل منه الصحابي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- محرراً
4-باب دمشق, وهو الباب الذي دخل منه صلاح الدين محرراً القدس من ايدي الصليبيين عام 1187م
5-باب الخليل, وهو الباب الذي شهد دخول الاحتلال البريطاني عام 1918م
6-باب المغاربة, وهو دليل لارتباط المغاربة بالقدس.. صادرت القوات الاسرائيلية مفاتيح هذا الباب عند الاحتلال عام 1967, ولم تعدها الى الان.
7-باب النبي داود
8-الباب الذهبي , وهو باب مغلق
2-القسم الجديد:كانت تنقسم الى القسم الشرقي و القسم الغربي قبل الاحتلال الاسرائيلي عام
1967.. و الان القدس كلها بمسجدها تحت وطأة الاحتلال اليهودي.
اهم جبال وقمم مدينة القدس:اعلى جبال القدس هي:
1- جبل الموريا: و عليه الحرم الشريف
2- جبال بزيتا: بالقرب من باب الساهرة
3- جبل أكرا: حيث توجد عليه كنيسة القيامة
4- جبل صهيون: الواقع عليه مقام النبي داود عليه السلام. ويقع إلى الجنوب الغربي وتكوّن البلدة القديمة جزءا كبيرا منه , و تمر اسوارها من فوقه
5- جبل المشارف: ويقع إلى الشمال الغربي
للمدينة، ويقال له أيضا (جبل المشهد) وهو الذي اطلق عليه غير العرب اسم
(جبل سكوبس)، حيث اقيمت فوقه في عام 1925 الجامعة العبرية، ومستشفى هداسا
الجامعي في عام1939. و بين اعوام 1949 و1967 كان الجبل جيبا إسرائيليا
داخل الأراضي التي خضعت للسلطة الأردنية، ولكن الحرم الجامعي كان مهجورا
حتى ترميمه في السبعينات
6-جبل المكبر: سمي يهذا الاسم عندما دخل عمر بن الخطاب القدس وكبر، ثم تسلم مفاتيحها من بطرياركها صفرونيوس عام 15 هجري، الموافق 637 ميلادي.
جبال القدس عموماً ليست الا آكاماً مستديرة على هضبة عظيمة بينها
اودية صخرية جافة اكثر ايام السنة, و يُعرف القسم الجنوبي منها بإسم جبال
الخليل, و من اشهر قمم جبال القدس:
تل العاصور - و جبل النبي صمويل ( او صاموئيل ) - جبل الزيتون (الطور) - جبل المكبر.
تصل جبال القدس بسهل فلسطين الساحلي عدة اودية منها: وادي جريوت - باب الواد (او وادي علي) - وادي الصرّار - وادي الخليل.
الارتباط التاريخي للعرب و المسلمين للقدس:اتفق المؤرخون على اليبوسيين هم اول من اسسوا مدينة مدينة القدس, ولم يعرف التاريخ اقدم من اليبوسيين في هذه البلاد.
و تعاقب على حكم هذه المدينة الفراعنة و اليهود و الاشوريون و البابليون و
اليونان و الرومان , علماً ان العرب كانوا يقيمون في القدس و لم يهاجروا
منها حين غلبوا على امرهم من قبل الشعوب الاخرى
الارتباط الديني للعرب و المسلمين للقدس: يتبلور الارتباط الديني في حادثة الاسراء و المعراج, وهذه الحادثة معجزة (
ومعنى المعجزة أنها خارقة للعادة), أي لا تخضع لقانون طبيعي ولا لتجربة
علمية, و المعجزة جزء من العقيدة, وعليه فحادثة الاسراء و المعراج جزء من
العقيدة الاسلامية
وورد ذكرها في القرآن الكريم, كما ربط الرسول – صلى الله عليه وسلم – مدينة القدس بمكة المكرمة برباط مباشر.
الارتباط السياسي للعرب و المسلمين للقدس:يتمثل الارتباط السياسي في هذه البلاد بالعهدة العمرية حين مجئ عمر بن
الخطاب الى القدس, وقد وقع على العهدة عمر بن الخطاب ( ولذلك تُعرف
بالعهدة العمرية) و شهد عليها كلٌ من عبد الرحمن بن عوف و خالد بن الوليد
و معاوية بن أبي سفيان و عمرو بن العاص , و نظراً لأهمية المدينة ولما لها
من قدسية في قلوب المسلمين فقد جاء عمر بنفسه لتسلم مفاتيحها في حين فتحت
سائر المدن و الامصار على ايدي الامراء و الجنود
و قد اعطى امير المؤمنين عمر الامان لأهل القدس و حفظ لهم حقوقهم و منح حرية العبادة لهم.
يتبع...