سكن البشر البحرين منذ أوقات قديمة قبل التاريخ، حيث كانت موقع
جنة عدن. موقعها الإستراتيجي في الخليج العربي جلب العديد إليها من بينهم
الآشوريين، والبابليين، والإغريق، والفارسيين. كما شد الموقع الجغرافي
لأرخبيل البحرين في منتصف جنوب الخليج العربي العديد من الغزاة إليها. اسم
"البحرين" كان يشير إلى أن للبلاد مصدرين للمياه هما عيون المياه الحلوة،
والمياه المالحة في البحار المحيطة بها.في عام 2300 ق.م.،
جعل موقع الجغرافي منها مركزاً للتجارة بين حضارة ما بين النهرين (حالياً
العراق) وبين وادي السند (وهي المنطقة القريبة من الهند في الوقت الراهن).
كانت تلك حضارة دلمون التي كانت تربطت بالحضارة السومرية في الألفية
الثالثة قبل الميلاد. وكانت البحرين جزء من الإمبراطورية البابلية في
الفترة قبل 600 من الميلاد.
وفي خلال ظهور الإسلام في القرن السادس
الميلادي، كانت البحرين تمثل منطقة أكبر تمتد من البصرة حتى مضيق هرمز،
والذي يعرف باسم "إقليم البحرين". ومن ثم شملت البحرين ما هو الآن الإحساء
والقطيف بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى "أوال" التي تمثل البحرين
الآن. واستمر اسم أوال حتى ثمانية قرون تالية. كانت أوال اسماً لصنم يعبد
في البحرين قبل ظهور الإسلام. إقليم البحرين من أوائل الأقاليم التي اعتنقت
الإسلام، بعدما ولى رسول الإسلام محمد العلاء الحضرمي عليه في 629م (العام
السابع للهجرة) وبعثه برسالة سلمها إلى حاكمها منذر بن ساوى التميمي.
يعتبر مسجد الخميس من أقدم المساجد التي بنيت على يد الخليفة الأموي عمر بن
عبد العزيز.
شملت البحرين حتى عام 1521 منطقة
أكبر من الإحساء والقطيف (في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية
حالياً)، بالإضافة إلى أوال (وهي أرخبيل البحرين). إقليم البحرين امتد من
ما هو الآن الكويت حتى عُمان. ثم احتل البرتغاليون أوال، حين تغير اسم
البحرين إلى مسماها الحالي.
منذ القرن السادس عشر حتى عام 1743
تبادل حكم البحرين البرتغاليون والفرس إلى أن قام الشاه نادر، ملك فارس،
بغزو البحرين وحكمها. في القرن الثامن عشر و بالتحديد سنة 1782 ثم حررت
البحرين من الغزو الفارسي. ولكي تحمى البحرين من غزو فارس المتجدد، وقعت
البحرين معاهدة صداقة مع المملكة المتحدة وأصبحت محمية من قبل البريطانيين.
اكتشف النفط في البحرين عام 1932، وشكل هذا الاكتشاف قفزة في
اقتصادها. وانسحب البريطانيون من البحرين في أغسطس 1971 فأصبحت دولة
مستقلة. أفاد ازدهار النفط البحرين في الثمانينات بشكل كبير. أصبح الشيخ
حمد بن عيسى آل خليفة أميراً على البحرين في مارس 1999 خلفاً لأبيه الشيخ
عيسى بن سلمان آل خليفة. وقد شهدت البحرين تغييرات كبيرة منها عودة الحياة
البرلمانية التي توقفت في عام 1975، وأعطيت المرأة الحق في التصويت، وأطلق
سراح السجناء السياسيين، ووصفت منظمة العفو الدولية هذه التحولات ، بفترة
تاريخية لحقوق الإنسان في البحرين. كما وتحولت البحرين من دولة إلى مملكة
في فيراير عام 2002 بعد التصويت على ميثاق العمل الوطنيعود
تاريخ مملكة البحرين إلى أكثر من 5000 عام عندما كانت
مركز حضارة دلمون، التي كانت مسيطرة على الخطوط التجارية بينالحضارة السومرية وحضارة وادي الاندلس (
السند
تايلوس
وأرادوسفي القرن الميلادي الأول، كانت البحرين تسمى "تايلوس" من قبل الاغريق حينما قدم
تيرخوس لاكتشافها،
تنفيذًا لأمر الاسكندر الاكبر. وكانت تايلوس مركز تجارة
الؤلؤ. في حين سميت جزيرة البحرين باسم "تايلوس"، سميت جزيرة
المحرق باسم "أرادوس". الجدير بالذكر أن مدينة عراد الواقعة في محافظة المحرق الآن أخذ اسمها من ذلك المسمى
وصول
الإسلامعرفت قبيل ظهور الإسلام باسم أوال. وقد سميت بذلك نسبة إلى صنم على شكل رأس ثور، يقع في جزيرة المحرق الحالية، ويعبده أقوام من بني بكر بن وائل وتميم حسب ما تذكر المصادر الإسلامية. وقد كانت جزر أوال
في تلك الفترة مرتبطة بالساحل الشرقي للجزيرة العربية، وشكلت الجزر في تلك
الفترة مع المنطقة الممتدة من العراق شمالاً إلى قطر
جنوبًا إقليمًا واحدًا يسمى بلاد البحرين، وظلت الجزر مرتبطة سياسيًا بشكل
كبير بباقي بلاد البحرين منذ ذلك الوقت. فقد وقعت بلاد البحرين تحت هيمنة الفرس الساسانيين في تلك الفترة، يحكمونها عن طريق ولاة من
العرب. وكان والي البحرين وقت ظهور الإسلام هو المنذر بن ساوى من بني تميم ومقره مدينة هجر (الأحساء الحالية)، وأكثر سكان الإقليم من قبائل عبدالقيس وبني بكر بن وائل من ربيعة إلى جانب بني تميم. وقد كانت وقد كانت جزر البحرين، مركزًا للمسيحية النسطورية،
[1] ثم صار إقليم البحرين من أوائل الأقاليم التي اعتنقت الإسلام، وولى النبي محمد عليها العلاء الحضرمي في 629
م (العام السابع للهجرة) وبعثه برسالة سلمها إلى حاكمها المنذر
بن ساوى التميمي. وفي الفتنة الثانية
التي تلت موت الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، احتلت طائفة النجدات من الخوارج بلاد البحرين ثم استعادها الأمويون زمن عبد الملك بن مروان. ومن آثار العصر
الأموي في جزر البحرين بقايا مسجد الخميس، وهو من أقدم المساجد في التاريخ، وكان بناؤه في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز.
العصور
الوسطىوبعد استيلاء العباسيين على الخلافة سنة 750 م (132 هـ) جعلوا
بلاد البحرين وعمان تحت ولاية اليمامة، حتى ظهرت حركة القرامطة التي استولت على شرق الجزيرة العربية سنة 899 م، وجعلت
عاصمتها في الأحساء. وقد كانت جزر أوال أول الأقاليم التي انسلخت
عن القرامطة، وذلك عندمااستقل بها أبو البهلول
العوام من بني عبدالقيس سنة 1058 م وخطب للخليفة العباسي القائم بأمر الله في صلاة الجمعة. وحاول القرامطة استعادة الجزر سنة
1066 م فصدّهم أبو البهلول عنها في معركة بحرية، وانقضّ عرب البحرين على
القرامطة في الأحساء على إثر ذلك فسقطت دولتهم سنة 1076 م على يد العيونيين مستعينين بالسلاجقة. وبسقوط القرامطة تناوب على حكم بلاد
البحرين ببرّها وجزرها عدة سلالات عربية، حيث استولى ابن عيّاش على القطيف
وأوال من أبي البهلول العوام، ثم بسط العيونيون حكمهم على كافة بلاد البحرين سنة 1076 م،
[2] تلاهم بعد ذلك العصفوريون سنة 1252 م،
[3] ثم الجروانيون سنة
1330 م.
[4] وتخلل ذلك احتلال أتابك فارس التركي لجزر البحرين بين 1235 و1253 م.
وبعد عام 1330 م صارت بلاد البحرين تدفع الجزية لحكام هرمز، وفي هذه الفترة تظهر لأول مرة في المصادر
التاريخية مدينة المنامة، عاصمة البحرين الحالية.
[5] واستمرت البحرين تحت هيمنة هرمز حتى أوائل القرن الخامس عشر حين قامت
قبيلة الجبور البدوية
من بني عقيل على
الجروانيين واستولت على كافة بلاد البحرين، وفرض زعيمهم أجود بن زامل
الأتاوة على الهرمزيين.
ولا يمكن تحديد الوقت الذي انحسر فيه مسمى "البحرين" عن كافة شرق
الجزيرة العربية واختصت به جزر البحرين،
[5] إلا أن الرحالة الدمشقي ابن المجاور من
أهل القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)
[6] والمغربي ابن بطوطة
[7] (القرن الرابع عشر الميلادي) كانا من أقدم من استخدم اسم "البحرين"
للدلالة على الجزر دون باقي شرق الجزيرة العربية.
البرتغاليونفي عام 1521 م وصل البرتغاليون إلى البحرين وأنزلوا قواتهم بها.
ونازلهم فيها زعيم الجبور مقرن بن زامل
فوقع قتيلاً في المعركة وبذلك سقطت جزر البحرين تحت الحكم البرتغالي
لثمانين عامًا حتى قام الفرس الصفويون باحتلال الجزيرة سنة 1602 م. وقد ظلت تحت
الهيمنة الفارسية بشكل مباشر أو غير مباشر حتى سنة 1783 م، تخلل ذلك غزوات
من عمان (1717 و1738 م)
[8][9] وفترات من الاستقلال على يد العرب الهولة.
[10][11][12] وفي عام 1753 م، استولى نصر المذكور،
الحاكم العربي لمدينة بوشهر الإيرانية، على البحرين نيابة عن كريم زند حاكم
إيران.
[13].).