يتفق الجميع على أن التعليم من أجل التفكير أو تعلم مهارته هدف مهم للتربية
، وعلى المدارس أن تفعل كل ما تستطيع من أجل توفير فرص التفكير لطلابها .
ويعتبر كثير من المدرسين والتربويين أن مهمة تطوير قدرة الطالب على التفكير
هدف تربوي يضعونه في مقدمة أولوياتهم . إلا أن هذا الهدف غالباً ما يصطدم
بالواقع عند التطبيق ، لأن النظام التربوي القائم لا يوفر خبرات كافية في
التفكير .
إن مدارسنا نادرا ما تهيئ للطلبة فرصاً كي يقوموا بمهمات تعليمية نابعة من
فضولهم أو مبنية على تساؤلات يثيرونها بأنفسهم ، ومع أن غالبية العاملين
بالحقل التعليمي والتربوي على قناعة كافية بأهمية تنمية مهارات التفكير لدى
الطلاب ، ويؤكدون على أن مهمة المدرسة ليست عملية حشو عقول الطلبة
بالمعلومات ، بقدر ما يتطلب الأمر الحث على التفكير ، والإبداع ، إلا أنهم
يتعايشون مع الممارسات السائدة في مدارسنا ، ولم يحاول واحد منهم كسر جدار
المألوف أو الخروج عنه .
ومن أمثلة السلوكيات السائدة والمألوفة في كثير من مدارسنا ويحرص عليها
المعلمون جيلاً بعد جيل و لم يأخذوا بخطط التطوير التربوي الأتي :
1 ـ المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف .
2 ـ المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة متلقون خاملون .
3 ـ نادراً ما يبتعد المعلم عن السبورة أو يتخلى عن الطباشير ، أو يستخدم
تقنيات التعليم الحديثة .
4 ـ يعتمد المعلم على عدد محدود من الطلبة ليوجه إليهم الأسئلة الصفية .
5 ـ لا يعطي المعلم الطلبة وقتاً كافياً للتفكير قبل الإشارة إلى أحدهم
بالإجابة على السؤال .
6 ـ المعلم مغرم بإصدار التعليقات المحبطة والأحكام الجائرة لمن يجيبون
بطريقة تختلف عما يفكر فيه .
7 ـ معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية .
إن تبني مؤسساتنا التربوية لأهداف تطوير قدرات الطلبة على التفكير يتطلب
منها أن تطور آليات متنوعة لتقويم تحصيل الطلبة وذلك يتطلب منا تحولاً
جزئياً في مفاهيمنا وفلسفتنا حول أساليب التقويم و هو أمر لا مفر منه لنجاح
أي برنامج تربوي محوره تنمية التفكير لدى الطلاب .