بسم الله الرحمن الرحيم
أطفالنا والإجازة الصيفية
الإجازة الصيفية مناسبة هامة ومفيدة لأطفالنا.. وهي أيضًا مناسبة هامة
للآباء والأمهات لمراجعة النفس ومراجعة أساليب تعاملنا مع أطفالنا..
وتسعى الأمهات والآباء إلى توفير ما يمكن توفيره لإسعاد أطفالهم وتسليتهم
وقضائهم لأوقات مفيدة ومثمرة في العطلة الصيفية.. ويمكن أن تكون الإجازة
الصيفية مناسبة للتفكير في كيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر.. وبعض
الأشخاص يعتبرها فرصة للهو والعبث والعطالة والنوم..وفرصة لتبديد المال
وتضييع الوقت وصرف الطاقات دون جدوى.. كما يحلو للبعض الفراغ وانعدام
المسؤوليات وقضاء أوقات طويلة في اللعب بأشكاله المتنوعة الحديثة
والقديمة.. وكل ذلك سلوك سلبي وفيه مضمون عدواني موجه إلى الذات أو إلى
الآخر، بشكل لاشعوري.. فالعطلة الصيفية ليست احتفالًا بالعبث وهدر الوقت
واللا مسؤولية..
وبالطبع فإن الراحة مطلوبة بعد الجهد والجد.. وكذلك اللعب والمرح والترفيه
عن النفس والترويح عنها.. والمشكلة تظهر حين ينعدم التوازن بين الجد
واللعب.
وترتبط الإجازة الصيفية عمومًا بالنشاطات الخفيفة
والمسلية، والرحلات، والإكثار من المتع واللذات، وأيضًا بالابتعاد عن
الهموم والمشكلات والتعقيدات.. ومن الناحية النفسية العميقة تمثل الإجازة
«ضوءًا» أخضر يضيء في الفضاء الداخلي للإنسان. وهو يبيح له أن يتفلت من
ضوابطه بشكل نسبي.. حيث تقل الممنوعات وتزيد المسموحات. وينطبق ذلك على عدد
من الأمور ومنها قواعد الثياب وشكلها وأوقات النوم واليقظة والإحساس
بالوقت ونوعية الطعام.. وغير ذلك.
تنمية المهارات
الحقيقة أن عقل الطفل وشخصيته يمران بمرحلة ذهبية في التعلم يجب الاستفادة
منها وتطويرها وإغناؤها بكل ماهو مفيد.. وفي مواجهة الفراغ الطويل والعطالة
تبدأ قائمة النشاطات والأعمال المفيدة والمثمرة خلال الإجازة.. مثل
الرياضة وممارستها وبذل الجهد والوقت لتنمية المهارات الرياضية المتنوعة
والاستمتاع فيها.. والنشاطات الثقافية عديدة مثل القراءة الجادة للكتب
والمجلات وزيارة المتاحف والآثار وغيرها..إضافة للنشاطات الاجتماعية
المتنوعة والزيارات للأهل والأقارب والأصدقاء والرحلات..
وهناك نشاطات تعليمية وأكاديمية متنوعة ودورات تضيف إلى مهارات الطفل
وقدراته.. ووقت الفراغ يساعد الإنسان على أن يتم فيه مالم يستطع إنجازه
خلال أوقات العمل أو الانشغال.. وبعضهم يهتم بالقراءة أو الكتابة أو
الرياضة أو اللعب.. وبعضهم يهتم بأنواع المأكولات والمشتريات والتسوق..
وبعضهم ينكب على التسلية الموسيقية أو البصرية.. وبعضهم يلعب ويلهو فقط..
ولابد من التخطيط لأوقات الفراغ وبذل الجهود للتعرف
على مايمكن عمله وانجازه خلال الإجازة. ومما لاشك فيه أن التعليم والتدريب
منذ الصغر يزيد من مستوى الذكاء العام وكذلك الرعاية الصحية والبدنية،
إضافة للاستقرار النفسي والعائلي والاجتماعي.. وذلك لأن كل مايؤثرعلى
الجهاز العصبي سلبيًا يقلل من تركيز الذهن والانتباه، من خلال ارتفاع درجات
التوتر والقلق أو اجترار الآلام او المشكلات أو من خلال الضعف الجسمي ونقص
التغذية. وكل ذلك يؤثر على القدرات العقلية بالتحليل الأخير.
ثقافة الأم والأب التربوية
لابد من التأكيد على أن الأم تقوم بدور أساسي في ثقافة أبنائها وتربيتهم في
مختلف النواحي الفكرية والخلقية والعاطفية، وكلما كانت الأم أكثر جهلًا
كلما أثر ذلك في الأبناء.. ولابد للمرأة من أن تطور نفسها وقدراتها وأن
تكتسب ثقافة مناسبة كي تستطيع أن تساهم بدورها بنجاح في ثقافة أبنائها
وتوجيه وعيهم وسلوكهم نحو الطرق السليمة والناجحة.
ومن المهم في الإجازة الصيفية أن تزيد الأمهات والآباء من ثقافتهم التربوية
العامة.. كي يطوروا من أساليبهم في معاملتهم أطفالهم مما ينعكس إيجابيًا
على الجميع..
وأخيرًا.. الإجازة الصيفية وسيلة ناجحة للتخفف من
الضغوط اليومية والمسؤوليات وتجديد النشاط والحيوية للجميع، ومن ثم العودة
إلى العمل والانتاج والمسؤوليات.. ولابد من مراجعة النفس وسلوكياتها..
أثناء العمل وأثناء الإجازة.. ولابد من العمل على تعديل الأنماط السلبية في
السلوك والتفكير بما يتعلق بنا كآباء وأمهات وبأطفالنا.. وبما يتناسب مع
حياة منتجة وفعالة.. ومع إجازة مفيدة وإيجابية.