بسم الله الرحمن الرحيم
دعوة لسرد الحكايات والقصص القديمة)
لنشر تراثنا الشعبي العربي
في حقيقة الامر ..كثيراً ما نسمع عن حكايات وقصص تراثية وشعبية ..تلك القصص والروايات غالباً ما كان يسردها علينا ابائنا واجدادنا ..وغالباً ما كانت تحمل بين طياتها عراقة التراث العربي والمعاني الانسانية وذخائر الحكم ولكن مع الاسف الشديد أن معظم هذا التراث لم ينشر بعد على الناس ..رغم ما يحمل من بالغ اهميته كتراث انساني عريق ..والذي يحتاج الى فرص ملحة للإنتشار والى مبدعين موهوبين يستلهمونها ويحولونها الى روائع ادبية وثقافية خالدة ..فالفولكلور المحلي العربي لا يقل روعة وامت([اعاً وعمق محتوى وخصب دلاله عن غيرة من فولكلور الحضارات الاخرى ..مقارنة مع ما يقع لنا خلال الاستقصاء مما يشابهها او يماثلها من قصص وروايات عالمية ..غالباً ما تلجأ القصة الشعبية للتعبير عن المعاني والقيم والمواقف بالرمز او التلميح او بالاشارة الذكية ما يعطينا اسباب المتعة في قرائتها .. وسأكون انا اول من يشارك على أمل ان ارى مشاركاتكم القيمة ..واليكم القصة التي اخترتها لكم من عمق التراث الشعبي العربي بعنوان الملك والشيخ للإستفادة والاطلاع على هذا التراث واستلهامة ..انتظر مشاركاتكم الرائعة والله الموفق .. اخوكم وليد العرف
الملك والشيخ
هذه القصة فيها رمزيه وفيها حكمة
وهي قصة طويلة نوعاً ما ولقد اختصرت الكثير منها
كما رويت لي ..حتى لا تكون ممله
في نهاية رحلة الملك مع وزراءه لتفقد احوال الرعية والبلاد ..مر بشيخ طاعن في السن ومع ذلك رآه يهتم بأرضه يغرسها وكان فصل الشتاء ..ودار بينهما هذا الحديث ..
الملك: يا عم ..البعيد كيف صارت حاله
الشيخ:صار قريباً
الملك: وما علم الاثنين وخبرهما
الشيخ: صاروا ثلاثة
الملك:وما هي أخبار الجماعة
الشيخ: تفرقو شذر مذر
الملك:الم تسر مبكراً؟؟ قعند الصباح يحمد السرى
الشيخ:لقد ابكرت في سروتي..ولكنها اتت بما ليس يخطر في الوهم فذهبت ثمار سروتي ونتائجها الى أبناء الرجال ..وتزاحموا للفوز بثمار سروتي ..تزاحم الفراش على الضوء
الملك:ألم تغنك ثلاثة وثلاثة وثلاثة عن ثلاثة
الشيخ: لا يغني شيء عن شيء شيئا
الملك:كيف تصرف رزقك وتوزعه
الشيخ:أقسم الرزق الى ثلاثة أقسام ..قسم اسدد به دينا استحق علي..وقسم أعطية بدين أتوقع أن استوفيه بعد مماتي..وثالث الاقسام ارمي به الى البحر
الملك:لا تبع رخيصاً
الشيخ: لا توصي حريصاً
سر الملك من ذكاء الشيخ وعميق تجربته وحسن تخلصه .. وكان يعتقد ان وزراءه قد استوعبوا معاني الحوار مع الشيخ ومراميه ..وانطلق الملك ووزراءه لاتمام مهمتهم ..والحديث فاكهة الطريق والرحلة..يستعان بها على الصعوبات..وكان الملك يدير في فكره الحوار الذي دار بينه وبين الشيخ ..واستنتج انه عاش حياة صعبة مضنية ..فيها مجاهدة ومشقات ..فقد صار بعيده قريباً واثنانة ثلاثة ..وجماعتة تفرقت شذر مذر..وثلاثة من ثلاثة لا تغني عن الثلاثة الرابعة ..ويعطي بالدين ويستوفية في مماته ..ويسدد في حياتة ديناً قد استحق علية .. ويرمي بالبحر قسماً من رزقه ..وهو حريص شديد الحرص ..ولا يبع بالرخيص ..هنا الملك اراد ان يعرف هل وصل وزراءه ومستشاروه الى الاستنتاج الذي وصل اليه ..بشأن حياة الشيخ وعمره ومعاني ودلالات كلماته ..ومرامي إجابتة وايحائها..ولكن الملك قوجىء بأن الجميع من وزراءه ومستشارية لم يصلوا الى كنة ومضمون كلمات الشيخ ورموزها ودلالاتها ومقاصدها ..لذلك قرر الملك بعد عودته الى العاصمة ان يطلب من وزراءه ومستشاريه أن يحصلوا على معاني كلمات الشيخ ورموزها.. وان يكشفوا معنيات دلالاتها مهما كلفهم الامر..وبعد عناء طويل يصل الوزراء الى الاجابات المطلوبه ..فيعلمون ان البعيد الذي صار قريباً ..هو ضعف بصر الشيخ ومداه ..وكناية عن كبر سنه ..واما الاثنان اللذان اصبحا ثلاثة ..فهم رجلا الشيخ وعكازته ..وكناية عن ضعفة انه بلغ من العمر عتياً .. أما الجماعة التي تفرقت فهي اسنان الشيخ وأسرته..أما السروة المبكرة وعند الصباح يحمد السرى..فهي الزواج المبكر ..أما ثمار السروة ..فهو الزواج الذي تزاحم عليه الرجال للفوز بثماره واخذها فهي كناية عن ان ذريته كانت من الاناث دون الذكور ..وان البنات كن على حظ وافر من الجمال وكريم الاخلاق ..اما الثلاثات الاربعة فهي فصول السنة وشهورها ..واما الثلاثة التي لا تغني عنها الثلاثات الاخرى فهي فصل الشتاء ..فصل الزرع والحرث ..ومن لا يزرع اكيد هو لا يحصد ..اما الدين الذي يستوفي في الممات ..فهو ما ينفقه الانسان على نفقة اولاده وتربيتهم..يستوفيه الجد عندما يربي اولاد احفاده اي ابنائهم ينفقون عليهم.. واما المال الذي يدفع وفاء لدين استحق عليك فهو نفقة الانسان على والديه في شيخوختهم ..فقد انفقوا عليه وربوه في صغره ..اما المال الذي يرمى بالبحر فهو النفقة الجاريه على البيت والزوجه لان المرأه في الاعتقاد الشعبي مثل البحر لا قرار له يصاب بفقدان الذاكرة مع اول اساءة وينسى احسان العمر كلة..مثلما تثور صفحة البحر ..مع اول هبة ريح اما الحريص الذي لا يوصى فهو الشيخ الحكيم الذي يعرف قينة ما اكتنز من الحكمة والمعرفة طيلة سنوات عمره ..ولا يفرط بها لمن لا يعرف قيمتها..
تحياتي لكم اخوكم وليد العرف
[/color][url][/url]
المزاج
