مزاج ونوعية حياة مرضى السكري .
يعرف الكثيرون أن السكري بنوعيه الأول
والثاني يمكن أن يؤثر في الصحة البدنية للمريض،
لكن دراسة جديدة أظهرت أن بإمكانه التأثير
أيضاً في عواطف الشخص التي بدورها قد تلقي
بثقلها على ضبط المرض . وذكر موقع
“هيلث داي نيوز” الأمريكي أن الباحثين
في معهد “جونسون أند جونسون” للسكري في كاليفورنيا،
وجدوا أن المستويات العالية من
السكر بالدم يمكن أن تتسبب بتغييرات
ملحوظة في المزاج، وأن التغيرات المتكررة
لهذه المستويات يمكن أن تؤثر في مزاج ونوعية
حياة مرضى السكري .
قد رُبط الاكتئاب بالسكري خصوصاً منه النوع الثاني،
لكن لايزال من غير الواضح إن كان
الاكتئاب يثير بطريقة ما الإصابة بالسكري
أو إن كان السكري بحد ذاته يؤدي إلى الاكتئاب .
وقال الباحث جو سولويجكزيك من المعهد المذكور، إن “
السكري يتسبب بكثير من القلق وهو مرهق .
يمكن أن يجعلك منهكاً . . أظن أنه من المهم معرفة
أنك من وقت إلى آخر، ستشعر بالانهيار .
ستمر عليك أيام تشعر فيها بالغضب، والإحباط، والحزن، والتعب البدني” .
وأشار الباحث الذي يعاني هو نفسه النوع الأول للسكري،
إلى أن هذه المشاعر تصبح مشكلة عندما
لا يتمكن الشخص من الاعتياد على حياته،
ولا يستطيع الاعتناء بحالته بشكل مستمر .
ولفت إلى أن السكري لا يمكنه فقط أن يزيد خطر
الإصابة بمضاعفات صحيّة خطرة، بل عدم
ضبطه يمكن أيضاً أن يجعل الاكتئاب أسوأ .
وإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب
فإن السكري يمكن أن يؤثر في المزاج حتى من
لحظة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال إن الشخص
الذي يعاني انخفاضاً في السكر نتيجة تناوله
الكثير من الأنسولين قد يصبح فجأة سريع الغضب،
وقد يتصرّف كأنه ثمل . أما بالنسبة إلى
المستويات المرتفعة من السكر في الدم،
فإنها أيضاً قد تؤدي إلى تغييرات مزاجية، فهي قد تؤثر
في القدرة على التركيز وقد تشعرك بالتذمّر .
وبيّن الباحثون أن السكري يمكن أن يؤثر في المشاعر
كما أن المشاعر يمكن أن تؤثر أيضاً في مستويات
السكر في الدم وبالتالي ضبط السكري .
من جانب آخر وجدت دراسة جديدة أن التفاؤل
والمشاعر الإيجابية قد تخفّف من خطر الإصابة
بالأزمات القلبية .
وراجع الباحثون بجامعة “هارفارد”
أكثر من 200 دراسة، ووجدوا أن الميزات النفسية
مثل التفاؤل والمشاعر الإيجابية يمكن أن تحمي ضد أمراض
القلب والشرايين، كما أنها يمكن أن
تمنع من تطوّر المرض . وقالت الباحثة المسؤولة
عن الدراسة جوليا بوهم إن “فقدان المشاعر
السلبية ليس كوجود المشاعر الإيجابية . .
وجدنا أن عوامل مثل التفاؤل، والرضا عن الحياة،
والسعادة ترتبط بتقليص خطر الإصابة بأمراض
القلب والشرايين بغض النظر عن عوامل أخرى
مثل العمر والوضع الاجتماعي والاقتصادي والتدخين والوزن” .
وأشارت إلى أنه على سبيل المثال،
فالأشخاص الأكثر تفاؤلاً يتراجع لديهم خطر الإصابة
بأزمة قلبية بنسبة 50% مقارنة بمن هم
أقل تفاؤلاً . ولفتت إلى أنه بحال واصلت الدراسات
المستقبلية الإشارة إلى أن المستويات الأعلى
من الرضا والتفاؤل والسعادة تكمن وراء صحة القلب والشرايين،
فإنه سيكون لذلك تأثيرات
قوية على تصميم استراتيجيات حماية وتدخّل خاصة بهذه الأمراض.